logo
العالم

قبل اجتماع حاسم بالبيت الأبيض.. معارضة أمريكية واسعة لقرار ترامب النووي

أعضاء سرب اختبار الطيران رقم 576 يراقبون إطلاق اختبار تشغ...المصدر: رويترز

كشفت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتخذه الشهر الماضي، بإجراء تجارب نووية متفجرة، يواجه معارضة واسعة، وسط تحركات لثنيه عن إجراء تلك التجارب.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين كبار في مجال الطاقة والطاقة النووية في الإدارة الأمريكية أنهم يخططون لعقد لقاء مع البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي في الأيام المقبلة، لثني ترامب عن استئناف اختبار الأسلحة النووية للبلاد.

ويعتزم وزير الطاقة كريس رايت، ورئيس الإدارة الوطنية للأمن النووي براندون م. ويليامز، ومسؤولون من المختبرات الوطنية الأمريكية، إبلاغ البيت الأبيض بأنهم لا يعتقدون أن تفجير الأسلحة لاختبار الرؤوس الحربية النووية، أمرٌ مقبول، وفقًا لمصدرين مطلعين على الأمر.

 

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين بجانب بوتين

الكرملين: لم نتلق توضيحا من واشنطن بشأن التجارب النووية

واعتبرت الشبكة ذلك الموقع المعارض "أحدث علامة على تداعيات منشور ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي في أكتوبر/ تشرين الأول، والذي أصدر فيه تعليمات لوزارة الدفاع بالبدء في اختبار الأسلحة النووية بسبب قيام دول أخرى باختبار برامجها".

لكن الإدارة الوطنية للأمن النووي، التي تخضع لوزارة الطاقة، هي الوكالة الفيدرالية المسؤولة عن بناء واختبار القنابل والحفاظ على المخزون النووي، وليس وزارة الدفاع.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض، الخميس، أن "الرئيس ترامب أصدر تعليماته لوزارة الحرب ووزارة الطاقة باختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة بسبب برامج الاختبار التي تنفذها دول أخرى".

وأضاف مسؤول البيت الأبيض: "لم يُستبعد أي شيء من الاعتبار، فجميع سلطات اتخاذ القرار تقع على عاتق الرئيس"، فيما نفى المتحدث باسم وزارة الطاقة، بن ديتريش، فكرة أن مسؤولي الوكالة سيثنون البيت الأبيض عن استئناف الاختبارات.

وقال ديتريش في بيان: "تواصل إدارة ترامب استكشاف جميع الخيارات بينما تتحرك لتوسيع نطاق التجارب النووية على قدم المساواة مع الدول الأخرى".

وتُجري الولايات المتحدة اليوم اختبارات على جميع أجزاء منظومات أسلحتها النووية، باستثناء المواد النووية المتفجرة في الرؤوس الحربية.

 

أخبار ذات علاقة

تجربة صاروخية أمريكية في وقت سابق

موسكو تحذر واشنطن من عواقب استئناف التجارب النووية

وكانت آخر تجربة نووية شاملة أجريت في الولايات المتحدة عام 1992، وحظر الرئيس السابق بيل كلينتون هذه الممارسة عام 1996.

ويأتي اقتراح ترامب الأخير باستئناف الولايات المتحدة للتجارب النووية بعد أن تفاخر الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في أكتوبر/ تشرين الأول بأن موسكو اختبرت بنجاح طوربيد بوسيدون الذي يعمل بالطاقة النووية.

وقال ترامب لبرنامج "60 دقيقة" مؤخرًا: "سبب قولي هذا هو أن روسيا أعلنت أنها ستجري اختبارًا"، مضيفًا: "كما تلاحظون، كوريا الشمالية تُجري اختبارات باستمرار. دول أخرى تُجري اختبارات أيضًا". وتابع: "لا أريد أن نكون الدولة الوحيدة التي لا تُجري اختبارات".

وفي الاجتماع المقبل في البيت الأبيض، سوف يكون مسؤولو الإدارة الوطنية للأمن النووي ووزارة الطاقة على استعداد لإبلاغ الإدارة بأنه "لن يكون هناك أي اختبار" يتضمن تفجير مواد نووية، وسيسعون إلى توجيه البيت الأبيض نحو خطة قابلة للتنفيذ لا تتضمن تفجير أي شيء، بحسب أحد المصادر.

 

أخبار ذات علاقة

منطقة "نوفايا زيمليا"

خبراء: عودة التجارب النووية تهدد بكسر "توازن عالمي" دام عقوداً

وقال المصدر: إن المسؤولين يأملون أن يتيح ذلك للرئيس فرصةً للتوافق مع نهج الإدارة الوطنية للأمن النووي. ومع ذلك، يتمتع ترامب بسلطة الأمر بإجراء الاختبارات على أي حال إذا لم يتفق مع آراء الخبراء النوويين.

من جهتها، صرحت ماريزا سمايلاج، المتحدثة باسم الإدارة الوطنية للأمن النووي، للشبكة في بيان: "لا تعلق الإدارة الوطنية للأمن النووي على الاجتماعات الخاصة الجارية أو المحتملة مع البيت الأبيض، وخاصةً فيما يتعلق بمسائل الأمن النووي".

وقبل دقائق فقط من اجتماعه المقرر مع الرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية، الشهر الماضي، كتب ترامب عبر "تروث سوشيال" إنه وجّه وزارة الحرب "بالبدء في اختبار أسلحتنا النووية على قدم المساواة".

وقالت المصادر: إن الاقتراح الأولي الذي قدمه ترامب في أكتوبر/ تشرين الأول داخل الإدارة الوطنية للأمن النووي، "قوبل بارتباك، ولم يتوقع أحد حدوث هذا".

وقال رايت، وزير الطاقة في حكومة ترامب، لشبكة "فوكس نيوز"، في وقت سابق من هذا الشهر، إن الاختبارات النووية الأمريكية هي "اختبارات نظامية" وليست "تفجيرات نووية".

وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، عندما سُئل هذا الأسبوع عمَّ يعنيه الرئيس بالضبط بتعليقاته الأولية، للشبكة؟: إن ترامب كان "غامضًا بشكل متعمد" في دعواته لاستئناف التجارب النووية.

 

أخبار ذات علاقة

ترامب وبوتين

"أصابع على الزر الأحمر".. سباق التجارب النووية يشتعل بين بوتين وترامب

وقال المسؤول للشبكة إن الرئيس أصبح مهووسًا بالفكرة أثناء رحلته إلى آسيا، مضيفًا أن بعض القادة الأجانب أثاروا القضية مع ترامب بشكل مباشر أثناء وجوده في الخارج.

وقال مسؤول آخر في الإدارة إنهم ينظرون إلى تعليقات الرئيس على أنها رغبة في إجراء المزيد من الاختبارات على الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، وليس تفجير القنابل النووية.

وتقول الشبكة إنه "حتى الآن، لم تُغيّر تعليقات ترامب سياسة الوكالة، فلا توجد خطط جارية لتفجير أسلحة نووية لأغراض الاختبار، فيما لم يشرح أحد في الإدارة للوكالة ما يعنيه ترامب تحديدًا بتعليقاته.

وأعدّ مسؤولو الإدارة الوطنية للأمن النووي مؤخرًا مذكرة لرايت وويليامز توضح كل الأشياء التي تقوم بها الوكالة للتأكد من أن أسلحتها تعمل بالسرعة المطلوبة، بما في ذلك محاكاة القنابل العملاقة والرحلات التجريبية للرؤوس الحربية غير المتفجرة، حسبما ذكرت المصادر للشبكة.

وتُحدد هذه المذكرة أيضًا الجدول الزمني المُتوقع إذا وجّهت الإدارةُ الوكالةَ الوطنية للأمن النووي للعودة إلى إجراء التجارب النووية كما اقترح ترامب.

وصرّح مصدر بأن الأمر سيستغرق 36 شهرًا على الأقل من التجارب تحت الأرض للحصول على بياناتٍ مفيدةٍ علميًّا، لكن هذا الجدول الزمني قد يطول كثيرًا إذا رفعت جماعاتٌ بيئية أو غيرها دعاوى قضائيةً ضد الحكومة الفيدرالية لتأجيل أو إيقاف التجارب.

وأضاف المصدر "إذا كانوا يريدون فقط إحداث اهتزاز في الأرض، فمن المحتمل أن يتمكنوا من القيام بذلك في وقت أقرب، ولكن لن يكون هناك غرض من الاختبار يتجاوز الإشارة السياسية"، مكملًا: "هناك مقاومة كبيرة من جانب الدول بشأن التعامل مع المواد النووية كما اعتدنا أن نفعل".

 

أخبار ذات علاقة

المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف

الكرملين يطالب واشنطن بتفسير تصريحات ترامب حول التجارب النووية

وتقول "سي إن إن" إنه "إذا عادت الولايات المتحدة إلى إجراء التجارب النووية، فسيتم ذلك في نيفادا، في الموقع الوحيد تحت الأرض المصمم لتفجير الأسلحة النووية.

ويقع هذا الموقع، بحسب الشبكة الأمريكية، "على أرض اتحادية في صحراء شاسعة، ولكن سيتعين على حكومة الولاية أيضًا الموافقة على إجراء التجارب، وهي مسألة شائكة أخرى".

وترى الشبكة أن "هناك أيضًا مسألة تنظيف النفايات النووية الناتجة عن عقود من التجارب النووية في نيفادا، وقد خلّفت هذه التجارب آثارًا صحية مدمرة على المجتمعات المجاورة الواقعة في اتجاه الريح، بدءًا من التعرض للإشعاع ووصولًا إلى أمراض كالسرطان".

وقال أحد المصادر: ليست هناك حاجة لاختبار الأسلحة، إذ لا تزال الولايات المتحدة تملك الكثير من "البيانات الجيدة حقًّا" من التجارب النووية في حقبة الحرب الباردة.

وهناك مخاوف من أنه إذا استأنفت الولايات المتحدة الاختبارات، فقد تستخدم الصين ذلك أيضًا كذريعة لإجراء تجارب نووية - وهو ما تقول إنها لا تفعله حاليًّا؛ ما يؤدي إلى رفع درجة الحرارة الجيوسياسية في جميع أنحاء العالم.

ولم تقم بكين ولا موسكو بإجراء اختبار رأس نووي منذ عقود عديدة، بحسب الخبراء.

ونقلت الشبكة عن مسؤول في الأبيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى قوله - ردًّا على أسئلة حول ما إذا كانت إدارة ترامب تمتلك معلومات استخباراتية عن الأنشطة النووية لروسيا والصين أكثر مما هو معلن؟ - إنه "سيكون من الصعب على أيٍّ من البلدين تفجير رؤوس نووية تحت الأرض والتكتم على ذلك. هذا لن يحدث".

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC