logo
العالم

من كوبا إلى كييف.. "توماهوك" يهدد بتفجير الصراع الأمريكي-الروسي

صواريخ توماهوك الأمريكيةالمصدر: غيتي إيمجز

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية، المستمرة منذ ثلاث سنوات، مرحلة جديدة من التعقيد، مع تصاعد المخاوف بشأن إشعال فتيل مواجهة نووية محتملة. 

وبحسب "يوراسيان تايمز"، يأتي ذلك على خلفية الخطط الأمريكية لتزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، قادرة على حمل أسلحة نووية، وهو وضع يذكر بأزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، عندما اقتربت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي من حافة حرب نووية.

وحذر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن، من أن توريد هذه الصواريخ إلى كييف "قد ينتهي بشكل كارثي للجميع، وخاصة ترامب". 

واعتبر أنه من المستحيل التحقق من طبيعة الحمولة، ما يثير مخاطر سوء الفهم الاستراتيجي؛ مضيفًا أن العمليات الفعلية للإطلاق ستنفذها الولايات المتحدة نفسها، ما يعني أن العواقب المحتملة لن تقتصر على أوكرانيا فقط.

أخبار ذات علاقة

الرئيس ترامب يتحدث مع الصحافة على متن طائرة الرئاسة

ترامب يكشف عن دور محتمل لأردوغان في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

وتأتي التحذيرات الروسية في سياق تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية تزويد كييف بصواريخ توماهوك في حال رفض فلاديمير بوتين إنهاء الحرب، مع تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن استخدام هذه الصواريخ سيكون مقتصرًا على الأهداف العسكرية الروسية.

توماهوك.. القدرات والإمكانات العسكرية

صاروخ توماهوك هو صاروخ كروز دون سرعة الصوت متوسط المدى يصل إلى 2500 كيلومتر، يُطلق من السفن والغواصات الأمريكية، ويستطيع حمل حمولات تقليدية أو نووية بوزن يصل إلى 454 كيلوغرامًا. 

يبلغ طول الصاروخ 6.1 متر ويزن نحو 1510 كيلوجرامات، مع جناحين يمتدان 8.5 قدم، وتبلغ تكلفة الوحدة حوالي 1.3 مليون دولار.

تم تصميم توماهوك للطيران على ارتفاع منخفض مع صعوبة اكتشافه بالرادار، ويستخدم أنظمة توجيه متقدمة للمناورة؛ حيث تم استخدامه لأول مرة خلال حرب الخليج 1991، ومن ثم في العراق، وأفغانستان، وليبيا، وسوريا واليمن، بما في ذلك المواقع النووية الإيرانية.

تشمل الإصدارات المختلفة من توماهوك القدرة على مهاجمة الأهداف المحصنة والناعمة، بالإضافة إلى تحديثات الكتلة الرابعة التي تسمح بالتحليق لساعات طويلة مع وصلة بيانات ثنائية الاتجاه لتحديث مهمة الصاروخ أثناء الطيران، مما يعزز دقة العمليات. 

أخبار ذات علاقة

قوات روسية في أوكرانيا

بعد فشل الاختراقات الكبرى.. الحرب الروسية الأوكرانية تدخل مرحلة الاستنزاف

ومع ذلك، لم تُستخدم هذه القدرات لتغيير موازين القوى على الأرض بشكل كبير، كما يظهر من الاستخدام السابق لصواريخ ATACMS وStorm Shadow والطائرات المقاتلة إف-16 وميراج-2000، التي قُدّرت أيضًا على حمل أسلحة نووية دون أن تؤدي إلى رد نووي روسي مباشر.

عقيدة روسيا النووية وتوازن الردع

تعد العقيدة النووية الروسية الحديثة عاملاً حاسماً في تقييم المخاطر؛ فقد صرح الكرملين بأن أي هجوم من قبل القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام صواريخ غربية، حتى غير نووية، قد يتجاوز العتبة النووية لموسكو. 

ويشير ذلك إلى أن استخدام توماهوك من قبل أوكرانيا يضع روسيا أمام خيارات ردّ نووي محتمل.

مع ذلك، تشير الوقائع إلى أن روسيا لم تتخذ أي إجراء نووي حتى بعد استخدام أوكرانيا لصواريخ ATACMS وStorm Shadow، رغم أن هذه الصواريخ تحمل قدرات نووية، مما يوحي بأن التهديد الروسي غالبًا ما يكون استراتيجيًا ورمزيًا أكثر من كونه عمليًا.

كما يظهر أن اعتراض موسكو على طبيعة حمولة توماهوك ليس دليلاً على امتلاك أوكرانيا رؤوسًا نووية، وإنما وسيلة سياسية لتضخيم المخاطر. 

أخبار ذات علاقة

من المعارك في أوكرانيا

تجميد وتأجيل.. السيناريو "المرير" لنهاية الحرب الروسية الأوكرانية

وفي ضوء ذلك، من المرجح أن يكون الرد الروسي على أي تزويد أو استخدام لتوماهوك محدودًا، وقد يقتصر على تعزيز دعم حلفاء الولايات المتحدة المعارضين لها، مثل إيران وكوريا الشمالية، بأسلحة متقدمة بدلاً من اللجوء إلى حرب نووية مباشرة.

يمكن لهذا التقرير أن يُستخدم كتحليل شامل للتوترات النووية المحتملة في الحرب الروسية الأوكرانية، مع التركيز على إمكانيات صواريخ توماهوك، والردع الروسي، والدروس التاريخية من أزمة الصواريخ الكوبية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC