عقَّد الهجومان اللذان استهدفا وحدة عسكرية وقافلة عسكرية في شرق بوركينا فاسو، وأوقعا قتلى وجرحى، الوضع الأمني في البلاد.
وتبنّت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية إلى تنظيم القاعدة المتشدد، الهجوم الذي استهدف القاعدة العسكرية في قرية دراغو شرق البلاد.
فيما لم تتبنّ أي جماعة بعد الهجوم الذي طال القافلة العسكرية التي كانت تسير طريق يربط بين بلدتي دوري وغوروم – غوروم.
يشار إلى أنّ بوركينا فاسو تشهد هجمات من قبل الجماعات المسلحة، التي تسيطر على نحو 70 % من أراضي البلاد، وهي جماعات يرتبط بعضها بتنظيمات متشددة مثل القاعدة أو "داعش" – ولاية غرب أفريقيا وبعضها الآخر متمرد على السلطات.
ويرى الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، أن "هذا الهجوم، شأنه شأن هجمات أخرى، يكشف عن حجم التحديات التي تواجهها الجيوش وقوى الأمن في بوركينا فاسو ومنطقة الساحل الأفريقي بشكل أكبر".
وقال ديالو في تصريح لـ "إرم نيوز" إن "المشكلة الأكبر أن التدخلات الدولية في منطقة الساحل الأفريقي لم تثبت بعد قدرتها على الحدّ من نفوذ الجماعات المسلحة".
وأشار إلى فشل كل من فرنسا وروسيا في تحقيق اختراقات كبيرة تذكر في هذه المنطقة، وربما فرنسا كانت لها أفضلية بعض الشيء، حيث تمكنت قواتها من قتل قادة بارزين في تنظيمات متشددة على غرار با آغ موسى وهو من أبرز قيادات القاعدة، فيما لم تقم موسكو بعد بإنجاز عسكري كبير".
وشدد على أن "ذلك يضع التدخل الروسي على محكّ حقيقي وهو أمر بات واضحاً من خلال الانتقادات المتزايدة لهذا التدخل، خاصة في مالي، وبوركينا فاسو، فبعد سنتين من تدخلها لا يزال سكان البلدين ينتظرون إنجازا عسكرياً من قبل روسيا والجيوش الوطنية" بحسب تعبيره.
وقال المحلل السياسي المتخصص في الشئون الإفريقية، محمد تورشين، إنّ "الهجمات المستمرة التي ظلت تستهدف الجيش البوركينابي والقواعد العسكرية تعني أن نشاط الحركات المسلحة في تصاعد باعتبار أن هذه الجماعات استغلت الفراغ الأمني".
وتابع تورشين لـ "إرم نيوز" أن "هذا يعكس أيضاً عدم نجاعة وفاعلية التعاون من قبل بوركينا فاسو ودول الساحل مع روسيا، حيث لم يجلب ذلك الأمن والاستقرار، وبالتالي فإن المسألة ستكون أكثر تعقيداً، وستستمر الهجمات في المرحلة المقبلة".
وأكد المتحدّث ذاته أن "المشهد الأمني سيزداد تعقيداً، وهذه الأنشطة والهجمات لن تنحصر في بوركينا فاسو بل ستمتد إلى النيجر ومالي باعتبار أن هذه المثلث الحدودي الأكثر اشتعالاً في أفريقيا، والعمليات العسكرية تؤثر عليه بشكل مباشر ما يجعل أمن واستقرار دول الساحل على محكّ حقيقي".