نفت مصادر إيرانية مطلعة ما تداولته وسائل إعلام ومسؤولون أمريكيون، بشأن قرب التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين إيران والولايات المتحدة، ووصفت هذه المزاعم بأنها "تفتقر إلى المصداقية وتشكل جزءاً من إستراتيجية ضغط نفسي وإعلامي".
وأوضحت المصادر، في تصريحات خاصة لموقع "إيران نوانس" التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، أن التصريحات المتفائلة الصادرة عن مسؤولين أمريكيين، ومن بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لا تستند إلى واقع سير المفاوضات، بل تهدف إلى ممارسة ضغوط غير مشروعة على الوفد الإيراني المفاوض.
وأكدت المصادر أن "الجانب الأمريكي لم يقدم حتى الآن أي خطوات جادة لمعالجة المطالب الأساسية لإيران، وعلى رأسها رفع العقوبات"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تواصل فرض عقوبات جديدة في الوقت نفسه الذي تدّعي فيه قرب التوصل إلى اتفاق، وهو ما يعكس تناقضاً واضحاً في موقفها.
ورأت المصادر أن هذه التصريحات تأتي في سياق "لعبة إعلامية معتادة تهدف إلى تضليل الرأي العام، وتحميل طهران، لاحقاً، مسؤولية أي فشل في التوصل إلى اتفاق"، فيما يُعرف بسياسة "لعبة اللوم".
ومن جانبها، شددت طهران على أن التركيز يجب أن يكون على حل القضايا التقنية والقانونية المعقدة المتعلقة بالاتفاق النووي ورفع العقوبات من خلال مفاوضات جادة وهادئة، بعيداً عن الضغوط الإعلامية، ومحاولات التأثير على الرأي العام.
وكشف ترامب أنه وجّه تحذيراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي، داعياً إياه إلى الامتناع عن اتخاذ أي خطوات قد تعرقل المفاوضات النووية الجارية مع إيران. وأعرب ترامب عن أمله بأن تؤدي هذه المفاوضات إلى اتفاق ناجح.
وفي رده على سؤال من أحد الصحفيين حول ما إذا كان قد طلب من نتنياهو تفادي أي تحركات تضر بالجهود الدبلوماسية، قال ترامب: "بصراحة، نعم، قلت له ذلك"، مضيفاً: "أخبرته أن هذه الخطوة في الوقت الحالي غير مناسبة، لأننا نقترب كثيراً من التوصل إلى حل".
وأوضح ترامب أن "هذا الوضع قد يتغير في أي لحظة"، مشيراً إلى أن الأمور في مثل هذه الملفات قد تتبدل بمجرد مكالمة هاتفية واحدة.
وتجرى، حالياً، مفاوضات حساسة بين طهران وواشنطن تهدف إلى كبح جماح البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية، وذلك بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي للعام 2015 في عهد ترامب العام 2018، وهو ما أدى إلى تسارع وتيرة الأنشطة النووية الإيرانية.
وأكد ترامب في تصريحاته أنه يسعى إلى "اتفاق قوي جداً" مع إيران، يسمح بإرسال مفتشين إلى المنشآت النووية، بل وتنفيذ عمليات تدمير لبعض المواقع الحساسة "دون إراقة دماء"، بحسب تعبيره.
وقال: "أريد اتفاقاً يتيح لنا إرسال مفتشين، وأخذ كل ما نحتاجه، وحتى تدمير منشآت إذا لزم الأمر، ولكن دون إيذاء أحد. مثلاً تدمير مختبر بشرط ألا يكون فيه أحد".
وفي سياق متصل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن بلاده قد تعيد النظر في موقفها من قبول المفتشين الأمريكيين ضمن بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حال تم التوصل إلى اتفاق يأخذ المطالب الإيرانية بعين الاعتبار.