رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
يتوجه الناخبون الإيفواريون المسجلون البالغ عددهم قرابة 8.7 مليون ناخب، غدًا، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد من بين خمسة مرشحين، يتقدمهم الرئيس الحالي الحسن واتارا الذي يقود البلاد منذ أكثر من 15 عاما.
وتجرى انتخابات الغد، في ظل مناخ سياسي متوتر، وغياب شبه كامل لمنافسة حقيقية، حيث رفض المجلس الدستوري ترشح 55 شخصية تقدمت لخوض السباق الرئاسي، وأبقى السباق محصورا على 5 مرشحين، هم الرئيس الساعي لولاية رابعة، الحسن وتارا (83 عاما)، ثم السيدة الأولى السابقة سيمون غباغبو (76 عاما)، مرشحة "حركة الأجيال القادرة"، وأهوا دون ميلو (71 عاما) مرشح مستقل، قيادي سابق في حزب الشعوب الأفريقية، ورابعهم باسكال آفي نغيسان (72 عاما) رئيس حزب الجبهة الشعبية الإيفوارية، وأخيرًا رجل الأعمال جان-لويس بيلون.
ويرى العديد من المراقبين أن هذه الانتخابات الرئاسية تعد مفصلية في تاريخ كوت ديفوار الحديث؛ كونها تُنظم وسط توترات سياسية واجتماعية شديدة الحساسية والتعقيد، مؤكدين أن إصرار الرئيس الحالي الحسن وتارا على الترشح لولاية رابعة رغم الجدل الدستوري بشأنها، باعتبار أن دستور البلاد يحصر الولايات الرئاسية في اثنتين فقط، وهذه المرة الثانية تواليا التي يخرق فيها الرئيس الثمانيني الدستور وقوانين الانتخابات لفرض فترة رئاسية أسالت الكثير من الحبر وسيلا من الانتقادات لديمقراطية لم تخلُ يوما من هزات وموجات عنف مؤلمة.
ويقول إبراهيم الهريم، الصحفي المختص في الشأن الأفريقي، "إن يوم الاقتراع من المتوقع أن يكون هادئاً على الأقل في أهم مدن البلاد، أبيدجان".
ويؤكد الهريم، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز"، أن الإيفواريين يقضون يوم الصمت الانتخابي، بعد حملة انتخابية "شهدت بعض مشاهد العنف، مثلاً في 20 أكتوبر أحرق متظاهرون غاضبون مقر لجنة الانتخابات في العاصمة السياسية للبلاد ياموسوكرو، كما أوقفت السلطات قرابة 700 شخص، قالت إنهم متظاهرون كانوا يسعون للقيام بأعمال شغب، واتهمتهم بانتهاك قرار منع التظاهر الذي صدر قبيل انطلاق الحملة".
وأضاف الهريم، الذي كان يتحدث لـ"إرم نيوز"، من أبيدجان: "هذه الأحداث قد تنعكس على يوم الاقتراع، لكن ما نلمسه من الإيفواريين، أنهم يريدون أن تسير الأمور في جو من الهدوء.. فالناس هنا في أبيدجان خصوصا الطبقة الضعيفة، لا تريد العنف، تشعر أنها متعبة ومنهكة بسبب الوضع الاقتصادي، لكن هاجسها الوحيد هو الخوف من تكرار سيناريو 2021 وما صاحب تلك الانتخابات من أعمال عنف".
وأكد أن المتجول في الشوارع يلاحظ انتشارا أمنيا غير مسبوق؛ لأن "السلطات جهزت 4000 عنصر أمن في مختلف مناطق البلاد، لتأمين العملية الانتخابية"، في محاولة للتعامل مع أي أعمال عنف أو حوادث قد ترافق يوم الاقتراع الحاسم.
ينظر الناخبون المسجلون على اللوائح الانتخابية وعددهم 8.7 مليون من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ 31 مليونا، إلى هذه الانتخابات بوصفها "منعرجا حاسما واختبارا حقيقيا" للتجربة الديمقراطية في كوت ديفوار، التي تحافظ على إجراء العملية الانتخابية في آجالها القانونية، لكنها دائما ما تكون مصممة على مقاسات مرشح معين، وهو في هذه الانتخابات الرئيس الحالي الحسن واتارا الأوفر حظًّا لخلافة نفسه ما لم تحدث مفاجأة من العيار الثقيل.
ويؤكد الصحفي إبراهيم الهريم، أن "كافة الترشيحات تصب في مصلحة فوز واتارا، فهو مرشح السلطة، ويتحكم في مختلف أجهزة الدولة، كما يتحكم في إيقاع العملية الانتخابية بأسرها"، مفسرا عدم وجود "منافس حقيقي، وقوي للحسن واتارا، بكونه أزاح من طريقه للولاية الرئاسية الرابعة كل الشخصيات التي قد تعكر أو تصعّب من سعيه لتمديد حكمه".
وأكد الهريم أن هناك عوامل أخرى، منها أن "واتارا شخصية لها وزنها في كوت ديفوار، ولديه إنجازات مهمة، وحرص خلال الحملة الانتخابية على تقديم نفسه بوصفه الشخص الوحيد الضامن للاستقرار، فالبلاد كما يقول، تحتاج لذوي الخبرة لتجاوز المرحلة التي تمر بها".
واستبعد الصحفي المختص في الشأن الإفريقي، حدوث مفاجآت في انتخابات الغد، مؤكدا أن المرشحين الأربعة الآخرين "لا يقضّون مضجع واتارا"، لكن "المهم هو نسبة المشاركة، والنسبة التي سيفوز بها واتارا، ففي انتخابات 2021 فاز بأكثر من 90%، وقبل ذلك بأكثر من 80%"، مؤكدا أن النسبة التي سيفوز بها "تشكل تحديا له، ومن خلالها يمكننا فهم الرسالة التي أراد الإيفواريون إيصالها للرجل الذي يحكمهم منذ 15 عاما".
في حال مر اقتراع الغد في ساحل العاج بسلاسة، سيحبس مناصرو المرشحين الخسمة أنفاسهم لمدة أسبوع آخر قبل ظهور النتائج الأولية، أي في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2025، وفقا للجدول الزمني الذي وضعته اللجنة المستقلة للانتخابات.
يشار إلى أنه في حال لم يحصل أي من المرشحين على الأغلبية المطلقة، ستتم دعوة الناخبين لجولة ثانية بعد 15 يوما من إعلان النتائج، أي في غضون ثلاثة أسابيع من اقتراع الغد، حيث سيقتصر التنافس فيها على صاحبي المركزين الأول والثاني، وعندها قد تجري تحالفات ضد الرئيس الحالي الذي يتوقع أن يكون حاضرا في الاحتمالين، إما الفوز في الشوط الأول، أو يكون طرفا في جولة الإعادة.