لفتت مجلة "نيوزويك"، الجمعة، إلى تصاعد حدة التهديدات من إيران وإسرائيل، محذرة من أن ذلك قد يدفع البلدين نحو صراع عسكري مباشر في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار والحروب.
ونوّهت المجلة إلى أنه "إضافة للتدريبات العسكرية الإسرائيلية، والمحادثات الدبلوماسية المتعثرة، والاشتباكات عبر الوكلاء، تُنذر هذه التحذيرات العدائية بتصعيد خطير".
ورأت المجلة أن "اندلاع حرب شاملة محتملة بين إيران وإسرائيل من شأنه أن يزيد من زعزعة استقرار الشرق الأوسط المضطرب أصلًا، ما قد يفرز تداعيات خطيرة على الأمن العالمي".
واعتبرت أن "تطور القدرات الصاروخية في إيران وتمسكها الثابت ببرنامج تخصيب اليورانيوم، إلى جانب الخطوط الحمراء الصارمة التي وضعتها الولايات المتحدة، والجهود الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، رغم بطئها، قد أسهمت جميعها في تصاعد حدة التوترات".
وحذرت المجلة من أن "صراعاً كهذا قد يُعطّل إمدادات النفط العالمية، ويُشرك قوى دولية، ويُعمّق عدم الاستقرار الإقليمي، مستعرضة 5 مؤشرات حيوية تبرز مدى هشاشة الوضع الراهن، حسب تعبيرها، وهي كالتالي:
أفادت تقارير أن إيران طلبت آلاف الأطنان من بيركلورات الأمونيوم من الصين، وهو مكون أساسي لإنتاج الصواريخ الباليستية التي تعمل بالوقود الصلب، بهدف تعزيز قدراتها العسكرية.
تستعد إسرائيل بشكل نشط لشن ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك رهنا بنتائج المفاوضات الجارية بين أمريكا وإيران.
وأجرى الجيش تدريبات عسكرية واسعة النطاق تحاكي هجوماً يستمر عدة أيام ضد أهداف إيرانية، وهو ما يؤكد مدى خطورة هذه الاستعدادات.
تتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران عبر وكلاء لها في المنطقة. يوم الأربعاء، شنّت إسرائيل غارات جوية نادرة في سوريا - هي الأولى لها منذ قرابة شهر - بعد إطلاق مقذوفين من الأراضي السورية.
في ظل التحديات السياسية التي يواجهها نتنياهو في الداخل، قد تكون إيران بمثابة نقطة تجمع لتعزيز مكانته السياسية. ووصف نتنياهو التهديد الذي تشكله إيران بأنه تحدٍّ وجودي يتطلب قيادة قوية.
أدت الحرب في غزة إلى عزلة إسرائيل بشكل متزايد على الساحة العالمية، مما أدى إلى إضعاف مكانتها الإقليمية وتشجيع إيران.
وتختم المجلة تقريرها بالقول إن "من المرجح أن تشهد الأسابيع المقبلة تقلبات متزايدة، بينما تدرس إسرائيل خطوتها التالية في ظل تزايد الاحتكاك مع إيران".
ومع بدء الاستعدادات العسكرية والتصريحات العلنية التي تشير إلى الاستعداد، يبدو القادة الإسرائيليون أكثر استعدادًا للتصرف بشكل أحادي الجانب إذا رأوا أن التقدم النووي الإيراني قد تجاوز الخط الأحمر.
وفي المقابل، يواصل المسؤولون الإيرانيون تأكيد حقهم في تخصيب اليورانيوم، محذرين من الرد في حال تعرضهم لهجوم.