مع مرور عام على إطلاقها تثار تساؤلات حول ما حققته خطة ماتي لإيطاليا في إفريقيا التي تشهد تنافسا قوياً بين القوى الدولية، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين على مواقع النفوذ داخلها.
وتواجه الحكومة الإيطالية برئاسة جورجيا ميلوني وضعا معقدا في إفريقيا حيث تشهد البلاد توافداً للأفارقة نحو سواحلها من دول مثل ليبيا وتونس، فيما تسعى للحفاظ على وجودها العسكري والأمني رغم تراجع النفوذ الغربي حيث طُردت القوات الأمريكية والفرنسية من عدة دول على غرار النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
مستقبل إيطاليا في إفريقيا
وعلق الخبير الإستراتيجي الإيطالي، دانييلي روفينيتي، على الأمر بالقول إنه: "كان النجاح الرئيس لخطة ماتي هو الاهتمام الدولي الذي اجتذبته، على سبيل المثال، لا يمكن الحديث عن إنجازات خطة ماتي دون الحديث عن تكاملها مع مشاريع أخرى مثل مشروع ممر لوبيتو الذي تدعمه إيطاليا ودول أخرى".
وتابع روفينيتي في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أنه: "يجب أن لا ننسى أن خطة ماتي استفادت من دور إيطاليا كزعيمة لمجموعة السبع، ومجموعة السبع تركز بشكل كبير على إفريقيا.
وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أنه من خلال مجموعة السبع، قامت إيطاليا بتفعيل خطط مثل مركز الذكاء الاصطناعي للتنمية المستدامة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إفريقيا أو الطاقة من أجل النمو، كما شهدنا العديد من التطورات الأخرى، على سبيل المثال، الفضاء الجوي مع كينيا".
وأضاف أنه "بشكل عام، وهذا يتعلق بمستقبل إيطاليا في إفريقيا، تعمل خطة ماتي كوسيط بين إيطاليا ودول القارة من أجل تكريس أفكار جديدة للتعاون الجديد مع القارة، ولهذا السبب فإن إيطاليا في إفريقيا مقدر لها أن تصبح أقوى، مما يمثل نموًا لنظامنا الوطني".
وأنهى روفينيتي حديثه بالقول إنه: "لا ينبغي لنا أن ننسى أيضًا الدور الذي تلعبه إيطاليا جزئيًا كمزود للأمن لدول القارة، حيث تقدم المساعدة للقوات المحلية وتحافظ على القوات في سياقات معقدة مثل النيجر".
تعزيز الحضور الإيطالي
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد الحاج عثمان، إن: "هناك عدة ملفات نجحت إيطاليا في حسمها ولو بشكل جزئي من خلال خطة ماتي أو غيرها من الخطط والجهود الموازية، فعلى سبيل المثال استطاعت روما أن تخفض عدد المهاجرين القادمين إليها من إفريقيا بحوالي نصف المهاجرين؛ وذلك بعد إبرام اتفاقيات مثيرة للجدل مع دول مثل تونس وليبيا لكنها اتفاقيات مفيدة بالنسبة لإيطاليا".
وذكر الحاج عثمان في تصريح خاص لـ "إرم نيوز" أن: "خطة ماتي قادرة على تعزيز الحضور الإيطالي في الواقع لأنها لا تركز على التدخلات بمختلف أنواعها سواء العسكرية أو السياسية في إفريقيا، بل تركز على استثمارات ضخمة في مجالات مهمة مثل الطاقة النظيفة وغير ذلك".
واستنتج أن: "الأفارقة لفظوا فرنسا، لماذا؟. لأنها كانت مفرطة في التدخل في شؤون دول القارة حتى أنها تحدد من يجب أن يحكم هذه الدول، لكن الأمر مع إيطاليا، رغم أنها كانت مستعمرة سابقة، مختلف بشكل كبير".