ترامب: حدودنا كانت مفتوحة وتعرضنا للغزو من قبل الملايين
رأى خبراء سياسيون فرنسيون، أن التحذير الأمريكي بشأن عودة تنظيم "القاعدة" إلى إطلاق دعوات مفتوحة لشن هجمات، يعيد تسليط الضوء على تهديد لم يختفِ أبدًا، وإن كان قد تراجع أمام صعود تنظيم "داعش" في العقد الأخير.
وأكدوا لـ"إرم نيوز"، أن المعطيات الجديدة تفرض على الولايات المتحدة وحلفائها، ومن بينهم فرنسا، إعادة تقييم سياساتهم الأمنية والدبلوماسية في ظل بيئة عالمية أكثر هشاشة.
وقال المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، إن "القاعدة" وفرعه في اليمن، المعروف باسم القاعدة في جزيرة العرب، يسعيان إلى استغلال الحرب في مناطق الوجود العسكري الأمريكي والدعاية الرقمية لتشجيع أنصار محتملين على تنفيذ هجمات انفرادية.
وأوضح أن المخاطر لا تقتصر على الأراضي الأمريكية، بل قد تمتد إلى أهداف مدنية حساسة مثل الأحداث الرياضية والحفلات الموسيقية، ما يستدعي تعزيز حضور أجهزة إنفاذ القانون وتكثيف جلسات الإحاطة الأمنية قبل أي تجمعات جماهيرية.
وحذر من نشر معلومات عن التحركات أو الخطط الأمنية للمسؤولين، لافتًا إلى أن "القاعدة" مُصنف "منظمة إرهابية أجنبية"، كما نوه إلى أن هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، التي نفذها التنظيم أودت بحياة قرابة 3 آلاف شخص.
وقال الباحث الفرنسي المتخصص في دراسات الدعاية الجهادية والإعلام السياسي آسييم الدفراوي، إن معطيات التقرير الأمريكي تشير إلى أن "القاعدة" لم تفقد استراتيجيتها الجوهرية رغم تراجعها الميداني.
وأوضح لـ"إرم نيوز" أن التنظيم يُركز اليوم على الحرب النفسية والتجنيد عن بعد، مستغلاً الصراعات العالمية، لا سيما في اليمن وغزة وأفغانستان، لتغذية خطابه.
ولفت الباحث الدفراوي إلى أن ما يثير القلق هو طبيعة التهديد اللامركزي، إذ لم يعد التنظيم يخطط لعمليات ضخمة كالتي وقعت في عام 2001 فحسب، بل يشجع على هجمات انفرادية يصعب على أجهزة الاستخبارات كشفها أو منعها.
وأضاف أن هذه العودة الإعلامية للقاعدة تضع فرنسا في موقع حساس أيضًا، باعتبارها شريكًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب داخل إفريقيا والساحل، مبينًا أن أي تقاعس أو ضعف في الاستجابة الأوروبية قد يمنح التنظيم مساحة لاستعادة حضوره.
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية الفرنسي والباحث في المعهد الوطني للبحث العلمي فرانسوا بورغا، إن التركيز الأمريكي على "القاعدة" في هذا التوقيت لا يخلو من حسابات سياسية وأمنية داخلية، مؤكدًا أن الخطر يساعد الإدارة الأمريكية على تعزيز الإنفاق الأمني والعسكري، ويمنحها مبررًا لمواصلة وجودها في مناطق النزاع.
وشدد في تصريح لـ"إرم نيوز" على أن التهديد الحقيقي، يتمثل في أن "القاعدة" يعمل على "إعادة تدوير" إرثه القديم وربطه بالواقع الحالي، حيث يستثمر في خطاب المظلومية المرتبط بالصراعات في قطاع غزة واليمن لجذب جيل جديد من المتعاطفين.
وأضاف الباحث بورغا، أن أوروبا وفرنسا تحديدًا ليستا بمنأى عن تلك التهديدات، وأن أي موجة جديدة من الهجمات الفردية قد تترك أثرًا سياسيًا مباشرًا، مثل تعزيز صعود اليمين المتطرف وتشديد السياسات الأمنية على حساب الحريات.