logo
العالم

زيلينسكي يغازل ترامب.. هل ينجح الرئيس الأمريكي في مساعدة أوكرانيا؟

زيلينسكي يغازل ترامب.. هل ينجح الرئيس الأمريكي في مساعدة أوكرانيا؟
لقاء سابق بين ترامب وزيلنسكيالمصدر: متداولة
05 يناير 2025، 10:56 ص

تسعى السلطات الأوكرانية، مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى استكشاف خطته بشأن الصراع الروسي الأوكراني، الذي يقترب من عامه الثالث، ومدى قدرته على الوفاء بوعده بإنهاء الحرب خلال 24 ساعة من توليه الرئاسة، وما إذا كان ذلك سيشكل حلًا شاملًا أم مجرد تجميد مؤقت للصراع.

ومنذ إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية، يحاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التغزل في الرئيس الأمريكي، خشية اتخاذ قرارات مفاجئة، مثل وقف المساعدات العسكرية لكييف أو تجميد الصراع، ما قد يؤدي إلى ضم المقاطعات الأوكرانية الأربع إلى روسيا.

أخبار ذات علاقة

منصة إطلاق صواريخ أوكرانية

خبراء: أوكرانيا تعزز قدراتها العسكرية تحسباً لتغير الموقف الأمريكي

رغم هذه المخاوف، أعرب زيلينسكي عن تفاؤله بقدرة ترامب على لعب دور "محوري" في إنهاء الحرب مع روسيا، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي الجديد يتمتع بشخصية قوية ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي في التعامل مع موسكو.

وبحسب وكالة إنترفاكس الأوكرانية، شدد زيلينسكي على أهمية الدور الأمريكي في تقديم "ضمانات أمنية فعالة" لأوكرانيا، قائلًا:"إذا كان الموقف الأمريكي قويًا بشأن أوكرانيا، فسيكون من السهل توحيد الشركاء الدوليين خلفنا".

وفي المقابل، قال فاسيلي نيبينزيا، ممثل روسيا في الأمم المتحدة، إن فريق ترامب لم يقدم أي مقترحات "مثيرة للاهتمام" بشأن تسوية الصراع الأوكراني، مشيرًا إلى أن كييف لم تأخذ المقترحات الأمريكية أو الشروط الروسية لإنهاء الحرب على محمل الجد.

أما وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، فقد أعرب عن عدم رضا بلاده عن بعض مقترحات ترامب، ومنها تأجيل انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو لمدة 20 عامًا، بالإضافة إلى نشر قوات حفظ سلام من الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة داخل الأراضي الأوكرانية، وفقًا لوكالة تاس الروسية.

ترامب وتعهد إنهاء الحرب في "يوم واحد"

خلال حملته الانتخابية، تعهد دونالد ترامب بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في غضون "يوم واحد". كما أكد الرئيس الأمريكي المنتخب في تصريحات سابقة أن أوكرانيا قد تتلقى مساعدات عسكرية أقل بمجرد توليه المنصب، متسائلًا: "لماذا لا تتحمل أوروبا المبالغ نفسها التي تتحملها الولايات المتحدة؟"

ويرى المحلل السياسي سمير أيوب، الخبير في الشؤون الروسية، أن حالة الهلع التي تنتاب زيلينسكي مع اقتراب تنصيب ترامب تعكس مخاوفه من أن يفي الرئيس الأمريكي الجديد بوعوده بشأن إنهاء الحرب، وهو ما قد يُفقد زيلينسكي نفوذه السياسي.

وقال أيوب لـ "إرم نيوز":"تارةً يريد زيلينسكي من ترامب اتباع السياسة التي يتبعها بايدن، على أساس أن أوكرانيا تواجه روسيا نيابة عن الغرب، وتارةً أخرى يطلب منه إنهاء الصراع بطريقة لا تجعل أحد الأطراف خاسرًا بالكامل، مع استمرار الضغط على روسيا".

وأضاف أن زيلينسكي لا يدافع عن المصالح الغربية أو حتى عن الشعب الأوكراني، بل يسعى لحماية نفسه من أن يكون "كبش فداء" بمجرد أن يبدأ ترامب الحديث عن إنهاء الصراع.

وأوضح أيوب أن الوضع الحالي يضع نظام زيلينسكي أمام خيارين: قبول عرض ترامب والتفاوض مع روسيا للخروج من الأزمة، سواء العسكرية أو الداخلية، مع إمكانية انسحابه من السلطة بطريقة تحفظ ماء وجهه.

التصعيد العسكري بهدف استفزاز روسيا لاتخاذ ردود فعل أكثر صرامة، ما قد يؤدي إلى استخدام موسكو لأسلحة جديدة، قد تؤدي بدورها إلى نهاية أوكرانيا كدولة مستقلة وتقسيمها.

وحذر أيوب من أن الأمور قد تتجه نحو استخدام أسلحة أكثر دمارًا وفتكًا، سواء من الجانب الروسي أو الأوكراني الذي سمح له الغرب باستخدام أسلحة بعيدة المدى. كما أشار إلى أن الوضع قد يتطور ليشمل دولًا أخرى، خاصةً مع التوتر الذي تشهده مولدوفا، التي تعيش حالة من القلق بسبب خلافات على بعض المقاطعات، إضافة إلى توقف إمدادات الغاز الروسي إليها والدعوات لانضمامها إلى حلف الناتو.

هل يجبر ترامب أوكرانيا على إنهاء الحرب؟

من جانبه، يرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأمريكية د. توفيق حميد أن ترامب قادر على إنهاء الحرب من خلال إجبار أوكرانيا على وقف القتال.

وقال حميد في تصريحات لـ "إرم نيوز": "كما هو معلوم في التاريخ البشري، فإن إنهاء الحروب الكبرى يتم بإعلان أحد طرفي الحرب الاستسلام، وبإمكان أوكرانيا إنهاء الحرب بإعلان استسلامها".

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

وأضاف أن زيلينسكي لا يزال يرفض الاعتراف بالهزيمة أمام روسيا، سواء كان مقتنعًا بأهمية استمرار الحرب، أو ربما لأنه مستفيد من ذلك، إلى جانب الأطراف التي تحقق أرباحًا من صناعة الأسلحة.

وأوضح أن ترامب قد يجبر زيلينسكي على وقف الحرب عبر تقليص المساعدات العسكرية لكييف، ما قد يؤدي إلى خسارة أوكرانيا جزءًا كبيرًا من أراضيها في الشرق لصالح روسيا، مقابل حصولها على دعم مالي لإعادة الإعمار.

وأشار حميد إلى أن الأراضي التي سيطرت عليها روسيا في شرق أوكرانيا غنية بالمعادن والموارد الزراعية، مما يعزز وضع موسكو الاقتصادي.

وفي الختام، يبدو أن مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية سيعتمد بشكل كبير على مواقف ترامب بعد توليه السلطة رسميًا في 20 يناير. وبينما يسعى زيلينسكي إلى كسب ود الرئيس الأمريكي الجديد، فإن روسيا تتجهز لكل السيناريوهات، وسط توقعات بأن تشهد الأشهر المقبلة تحولًا كبيرًا في مجريات الصراع.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC