شهد سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الحرة بإيران، اليوم الأحد، ارتفاعاً حاداً بلغ 1500 تومان إيراني، ليصل إلى 92 ألفاً و700 تومان، وسط توقعات باقترابه من الـ93 ألف تومان، في ظل استمرار وتيرة الصعود.
وكان الدولار يُتداول في أواخر يوليو/ تموز الماضي عند مستوى 86 ألف تومان، لكنه بدأ منذ بداية آب/أغسطس الحالي منحى تصاعدياً.
ويُذكر أن أعلى سعر تاريخي سُجّل حتى الآن بلغ 105 آلاف و555 توماناً في 6 أبريل 2025، قبل أن يتراجع إلى 79 ألف تومان خلال أسبوعين فقط.
ويُرجّح أن العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية على شبكة توزيع وبيع النفط الإيراني غير القانوني قد زادت من مخاوف الأسواق بشأن مصادر تأمين العملة الصعبة.
كما يتأثر سوق الصرف الإيراني بشكل مباشر بتطورات المفاوضات السياسية بين إيران والولايات المتحدة والترويكا الأوروبية، إذ أن أي أخبار إيجابية أو سلبية حول هذه المحادثات تنعكس فوراً على سعر الدولار وباقي العملات الأجنبية.
رغم هذا الارتفاع، إلا أن حالة الركود العميق التي تسيطر على السوق بعد الحرب، وتردد المتعاملين، جعلت وتيرة الصعود أقل حدة مما كانت عليه سابقًا.
وتتفاقم حالة الغموض السياسي نتيجة توقف المحادثات المباشرة بين طهران وواشنطن، إلى جانب الغموض في مستقبل المشاورات مع الأوروبيين، وتزايد التوترات الأمنية الإقليمية، ولا سيما بين إيران وإسرائيل. كل هذه العوامل تخلق بيئة مضطربة تزيد من الضغوط على سوق الصرف.
ويرى محللون أن استمرار الغموض، دون إرسال أي إشارات إيجابية من أطراف التفاوض، سيدفع الدولار نحو مناطق تقلب جديدة يصعب التنبؤ بها.
ويزيد الوضع تعقيداً ما قالته المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني، أمس، حين أكدت رغبة إيران في استمرار الحوار مع الترويكا الأوروبية، لكنها أقرت في الوقت ذاته بأن "ظروف هذه المفاوضات أصبحت معقدة وصعبة".