logo
العالم

بين مصالح موسكو و"معادن" أوكرانيا.. كيف يُنهي ترامب الحرب الروسية؟

بين مصالح موسكو و"معادن" أوكرانيا.. كيف يُنهي ترامب الحرب الروسية؟
جندي أوكراني يسير في مطار هوستوميل بأوكرانياالمصدر: رويترز
14 فبراير 2025، 5:06 م

بين تأكيد واشنطن ونفي موسكو لإجراء محادثات واتصالات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يترقب العالم رؤية الولايات المتحدة تجاه روسيا والحرب الأوكرانية، وكيفية تعامل ترامب مع هذا الملف، وسط مطالبته بالمعادن النادرة من أوكرانيا من جهة، ومسؤولية الحفاظ على مصالح روسيا من جهة أخرى.

وفي خضم الاتصالات الأخيرة بين الزعيمين، يرى المراقبون أن موسكو لم تتلقَ سوى شعارات سياسية من الجانب الأمريكي، رغم إعلانها الرسمي استعدادها للحوار الشامل مع واشنطن.

وفي هذا السياق، أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، استعداد بلاده لمفاوضات شاملة مع الولايات المتحدة، سواء فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية أو اتفاقيات الحد من التسلح.

ومع الحديث عن لقاء مرتقب بين بوتين وترامب في السعودية، كشف مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، أن موسكو تنتظر "الإشارات الملائمة" من واشنطن للتواصل معها، على أساس "المساواة" مع مراعاة مصالحها.

أخبار ذات علاقة

ترامب وزيلينسكي

"الغارديان": أوكرانيا تتعرض للخداع وصفقة ترامب قاسية

خطوة نحو حل الصراع

في أول تحرك أمريكي جاد، أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن اتصال هاتفي استمر ساعة ونصفا بين بوتين وترامب، بحث خلاله الجانبان العلاقات الثنائية والأزمة الأوكرانية، واتفقا على ضرورة وقف الأعمال القتالية وبحث تسوية طويلة الأمد في أوكرانيا.

ورحّبت الخارجية الصينية بتكثيف الاتصالات بين روسيا والولايات المتحدة، حيث أكد المتحدث باسم الوزارة، قوه جيا كون، أن بكين تدعم الحوار بين البلدين باعتبارهما قوتين عالميتين مؤثرتين.

ومع ترقب اللقاء المنتظر بين ترامب وبوتين، تتجه الأنظار إلى انعكاساته على حلفاء القوتين. فالأوروبيون، القلقون أصلاً من سياسة ترامب، قد يجدون أنفسهم مضطرين للانضمام إلى التسوية، بينما يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي انتهت شرعيته، مستقبلاً مجهولاً في ظل أي اتفاق محتمل يعيد رسم خريطة أوكرانيا.

من جهتها، أشادت الرئاسة الروسية بموقف ترامب تجاه إنهاء الحرب، مؤكدة أن هناك إرادة سياسية مشتركة بين موسكو وواشنطن للتوصل إلى تسوية.

إرادة سياسية

أكد دميتري بيسكوف أن الاتصال بين بوتين وترامب كشف عن استعداد الطرفين للحوار، مشيرًا إلى أن هناك اتفاقًا على إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية عبر المفاوضات.

وأضاف أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى لإنهاء الحرب، على عكس سابقتها التي كانت تفضل استمرارها.

ورغم التحولات الجيوسياسية في الموقف الأمريكي، يرى الخبراء أن واشنطن لا تزال تمسك العصا من المنتصف، إذ تسعى للحفاظ على علاقاتها مع موسكو دون تقديم رؤية واضحة لإنهاء الصراع.

وأكد الخبراء لـ"إرم نيوز"، أن روسيا لن تتنازل عن شروطها الأربعة لتسوية النزاع، وهي العقبة الأساسية أمام ترامب، في حين يحاول الأخير استغلال الأزمة عبر الاستثمار في المعادن النادرة بأوكرانيا.

رؤية واشنطن والتنازلات المحتملة

يرى المحلل السياسي بسام البني أن الاتصالات الهاتفية بين بوتين وترامب لم ترتقِ بعد إلى مستوى تحديد قمة لوضع تصور شامل للتسوية.

وأوضح، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن روسيا لديها شروط واضحة، أبرزها تحييد أوكرانيا عبر نزع سلاحها ومنع انضمامها لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأشار إلى أن موسكو غير راضية عن محاولات أوكرانيا الحصول على ضمانات أمنية من الغرب، كما أنها ترفض إرسال قوات حفظ سلام إلى أراضيها، وهو ما يُناقش في أوروبا حاليًا، لكن الغرب يتجاهل في المقابل الضمانات الأمنية التي تطالب بها روسيا.

وأكد البني أن توسيع جدول المفاوضات ليشمل قضايا استراتيجية أخرى قد يسهل التوصل إلى اتفاق، لكن روسيا ليست مستعدة لتقديم تنازلات.

وأشار البني إلى أن إشراك أوروبا في أي مفاوضات واسعة النطاق سيكون ضروريًا، رغم عدم استعداد الأوروبيين لهذا الحوار حتى الآن.

أخبار ذات علاقة

من جبهات القتال بين روسيا وأوكرانيا

وفق "الضمانات الأمنية".. زيلينسكي يطالب بإرسال 100 ألف جندي لأوكرانيا

مجرد شعارات

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية، الدكتور نزار بوش، أن الأزمة الأوكرانية قد تستغرق شهورًا لحلها، مؤكدًا أن ترامب يواجه صعوبة في إقناع حلفائه الأوروبيين بالاتفاق مع روسيا، إذ لا يريدون الظهور بمظهر المهزوم.

وأوضح بوش، لـ"إرم نيوز"، أن تصريحات ترامب اليومية حول قرب التوصل إلى اتفاق سلام تعكس رغبته في الظهور بموقف القادر على وقف إطلاق النار، لكنه في المقابل يساوم أوكرانيا على تسليحها مقابل استغلال معادنها النادرة، ما يعكس تناقضًا في موقفه.

وختم بقوله: "ما لم تُطرح خطة ترامب للسلام بشكل عملي، فستظل مجرد شعارات. فروسيا لن تقبل إلا بشروطها، التي تشمل منع انضمام أوكرانيا للناتو واستبعاد النازيين الجدد من كييف".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

ماكرون يحذّر أوكرانيا من "سلام بمثابة استسلام" مع روسيا

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC