كشفت منظمة "أمهات الجنود الإسرائيليين" عن أن قادة الجيش يدفعون بأبنائهن إلى ساحات القتال دون استكمال تدريباتهم؛ ما يعرّضهم لمصائر مميتة، حيث صعدت المنظمة القضية إلى لجنة الأمن في الكنيست، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
وبحسب الصحيفة، كانت المنظمة نفسها كشفت سابقًا عن وجود نقص حاد في الطعام داخل الوحدات القتالية، مشيرةً إلى أن بعض المطاعم العسكرية مغلقة، ولا يستطيع الجنود القتال بسبب الإعياء الناتج عن الجوع.
ورغم نفي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اتهامات المنظمة، المعروفة باسم "أم عرا"، فإن قائد سلاح اللوجستيات أدى جولة تفقدية على الوحدات القتالية لمعالجة النواقص، مؤكدًا أن مثل هذه الحالات لن تتكرر مستقبلًا.
ووفقًا للتقرير، قررت المنظمة تصعيد المسألة هذه المرة إلى الكنيست، بعد أن فقدت الثقة في رئيس الأركان، الذي سبق أن تلقت منه وعودًا لم ترَ نتائجها على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بحل أزمة التغذية.
وأشارت المنظمة إلى تزايد الشكاوى من الجنود لأمهاتهم بشأن إرسالهم إلى القتال دون استكمال التدريبات المطلوبة. فقد أفاد العديد من الجنود في وحدات ميدانية مختلفة بأنهم أنهوا فقط التدريبات الأساسية، ولم يبدؤوا بعدُ التدريبات المتقدمة، ورغم ذلك تم تكليفهم بمهام داخل قطاع غزة.
ويطالب الجنود المنظمة، التي تَعاظم دورها مؤخرًا، بالتدخل العاجل لإنقاذهم، في ظل ما وصفوه بإهمال من قيادتهم العسكرية.
من جانبها، طالبت المنظمة بتدخل سريع من يولي إدلشتاين، رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، التي تُشرف على النشاط العسكري.
ووفقًا لِما ورد في التقرير، يتهم أولياء أمور الجنود الجيش بقياداته المختلفة بتعريض حياة أبنائهم ومرافقيهم للخطر، متسائلين: كيف يُسمح بإرسال جنود لم يُكملوا بعد تدريبهم كمقاتلين، وبعضهم أنهى للتو التدريب الأساسي، إلى جبهات القتال؟
وشددت المنظمة في شكواها للكنيست على أن ما يحدث يُعد انتهاكًا واضحًا للعقد بين الدولة ومواطنيها، القائم على حماية أرواح الجنود. واعتبرت أن النقص في الأعداد، وضغوط المهام العسكرية وعمليات الاحتياط، لا تُبرر هذه التصرفات، مشيرةً إلى أن هذه الممارسات كانت من أسباب مطالبة بعض القطاعات بوقف الحرب ورفض الاستدعاءات.
ومن المتوقع أن يشارك ممثلون عن المنظمة في مناقشات الموضوع بلجنتي الرقابة على الدولة والخارجية والأمن في الكنيست خلال اليومين المقبلين.