logo
العالم

بين التعنت والانفتاح.. حسابات طهران الدقيقة مع ترامب على رقعة الشطرنج‎

بين التعنت والانفتاح.. حسابات طهران الدقيقة مع ترامب على رقعة الشطرنج‎
ويتكوف وعراقجي المصدر: ا ف ب
15 أبريل 2025، 8:37 ص

تلوح في الأفق فرصة نادرة قد تُغيّر معادلة الأمن الإقليمي والدولي في الوقت الذي يعاد فيه ترتيب أوراق الملف النووي على طاولة المحادثات بين واشنطن وطهران.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"الأمريكية في تقرير نشرته الاثنين، إن إيران التي تعد مهد لعبة الشطرنج تقف اليوم أمام مفترق طرق في لحظة حاسمة من نوع "كش ملك".

 

فعلى رقعة سياسية أُزيلت منها أبرز القطع، تُتاح لإيران فرصة تاريخية لإبرام اتفاق مع واشنطن يقوده الرئيس دونالد ترامب بخطاب الفرصة الأخيرة قد يُجنّبها مواجهة عسكرية قد تكون مدمرة بعد أن باتت في موقف دفاعي، فرأس حربتها في المنطقة - من حزب الله إلى حماس - بات مثقلا بالإضافة إلى إسقاط نظام بشار الأسد أبرز حلفائها، بحسب الصحيفة.

وبالإضافة إلى تآكل مشروعها الإمبراطوري واقتصادها الذي يئن تحت وطأة العقوبات والعزلة ومع هذا الضعف النسبي، تصبح فرص التفاوض أكثر واقعية، إن لم تكن حتمية.

لعبة شطرنج

وفي لعبة الشطرنج الجيوسياسية الجديدة في المنطقة ستكون كل نقلة محسوبة وكل تردد كما يقال سيكون قاتلا لإيران التي لطالما انتهجت سياسة حافة الهاوية لتواجه خيارا حاسما يتمثل بالقفز نحو صفقة تُعيد تموضعها أو الاستمرار في مسار محفوف بالمخاطر قد يُفضي إلى "موت الملك".

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ونظيره التركي هاكان فيدان

روبيو يبحث مع نظيره التركي مخاطر إيران على الأمن الإقليمي

 

وأمام هذا الواقع الجديد تجد واشنطن فرصة ولو كانت ضئيلة للتوصل إلى اتفاق نادر بعد أن حشرت طهران نفسها في مأزق بسبب سوء التقدير والتصرف الجيوسياسي، فبعد عشر سنوات من آخر اتفاق نووي مع إيران وتغير ميزان القوى بشكل جذري على نحو يعزز نجاح مبادرة ترامب للسلام فالتحالف الذي حدد فرص وتحديات المفاوضات في عام 2015 لم يعد موجودا.

موقف تفاوضي ضعيف

وعلى ضوء تلك المعطيات، ترى الصحيفة، أن موقف طهران التفاوضي ضعيف في وقتٍ أصبحت فيه أقرب إلى امتلاك قنبلة نووية من أي وقت مضى، حيث تسعى واشنطن لإبرام اتفاق جديد تصل من خلاله أبعد كثيرا مما سمحت به المفاوضات السابقة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وعلي خامنئي

تواجه عقبة كبيرة.. 4 سيناريوهات لمستقبل المفاوضات الإيرانية الأمريكية

 

وتقول الصحيفة، إن المفاوضات الجارية إذا لم تُسفر عن انفراجة قريبة، فإن الخيارات العسكرية ستظل مطروحة كما هي الآن ومن مصلحة طهران اغتنام هذه الفرصة النادرة لصناعة السلام، قبل أن يتحول "الكش" إلى "كش مات". فالقرار بيدها، والعالم يراقب.

وتضيف الصحيفة، أن المجال الجوي الإيراني أصبح مفتوحا أمام خصوم إيران في أعقاب هجماتها الصاروخية غير المدروسة على إسرائيل التي دفعت ثمنها بضربات جوية دقيقة ومركزة كلفها الكثير وأفقدتها معظم قدراتها الدفاعية الجوية.

نجاح ترامب

ويتطلب نجاح مساعي ترامب في منع إيران من امتلاك سلاح نووي إبرام اتفاق يجبر إيران على حظر تخصيب اليورانيوم وإغلاق المواقع النووية المحصنة أو المدفونة، وفرض حد أقصى صارم على كمية المواد الانشطارية التي تمتلكها إيران، إلى جانب نظام تفتيش شامل لضمان الامتثال، كشرط إلزامي، وأن تكون الالتزامات دائمة وقابلة للتحقق.

وبالإضافة إلى تلك الشروط، ترى الصحيفة أن على طهران أيضا الموافقة على تقييد صارم لبرنامجها الصاروخي الباليستي، والتوقف التام عن رعاية وكلائها، حيث أثبتت إيران تهورها في استخدام كلا السلاحين وأن حل نقاط الضغط هذه أمرٌ أساسيٌّ لتحقيق سلام إقليمي.

حوافز وضمانات

في المقابل، توقعت الصحيفة أن تؤتي سياسية العصا والجزرة أؤكلها من خلال حوافز تقدم لطهران؛ إذا أثبتت التزامها التام بشروط العلاقة الجديدة، فقد تُرفع العقوبات الاقتصادية المُرهقة المتعلقة بأنشطة النظام النووية والصاروخية والإقليمية غير المشروعة. ويمكن تمديد الاعتراف الدبلوماسي الرسمي والعلاقات الكاملة مع الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

لوّح بـ"ردّ قاس".. ترامب يدعو إيران لنسيان حلم "النووي"

 

ولتقديم الضمانات إلى طهران، تقول الصحيفة، إن على مجلس الشيوخ تشريع معاهدة ملزمة لمعالجة مخاوف طهران بشأن إمكانية التراجع عن أي اتفاق تنفيذي.

لحظة الحسم 

من الناحية الجيوسياسية، ليس لدى طهران خيار أفضل. وبينما يُفكّر المرشد الأعلى علي خامنئي في إبرام اتفاق جديد، لديه فرصةٌ للتخلي عن استراتيجية الوكالة التي فشلت فشلا ذريعا، والقيام بذلك قبل مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، بحسب الصحيفة.

واستشهدت الصحيفة في ختام تقرير بسوابق تاريخية اتخذ فيها القادة الإيرانيون قرارات صعبة في منعطفات حرجة؛ ففي لحظة تاريخية لا تنسى تجرع الخميني في عام 1989 "كأس السم"لقبول السلام مع العراق بدلًا من البقاء على مسارٍ مُعرّض للخطر. والآن، حانت لحظة القرار الحاسمة للسيد خامنئي، كما تقول الصحيفة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC