الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
انتقد فيليب غوردون، المستشار السابق للأمن القومي لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "لو موند" الفرنسية، السياسة الخارجية الأمريكية القائمة على مفهوم "السلام عبر القوة"، معتبرًا أن هذا النهج أثبت فشله في مناطق عدة، خصوصًا في الشرق الأوسط.
كما أقر غوردون بجملة من الأخطاء التي ارتكبتها إدارة الرئيس جو بايدن، ولا سيما في تعاملها مع الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن تعقيدات المشهد الجيوسياسي باتت تضع واشنطن في موقف حساس بين ضغوط داخلية متصاعدة وتحديات دولية متفاقمة.
وفي تحليله للأزمة الأخيرة بين إسرائيل وإيران، كشف غوردون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من دفع الرئيس دونالد ترامب إلى دعم الضربات العسكرية ضد طهران، رغم أن الأخير كان يسعى ـ بحسب غوردون ـ إلى التوصل لاتفاق نووي مع إيران.
وقال: "ترامب لم يكن يريد الحرب، لقد طلب من إسرائيل مرارًا الامتناع عن أي تصعيد.. لكن نتنياهو، الذي كان واثقًا من موقفه، وضع ترامب في زاوية ضيّقة؛ ما اضطره إلى الظهور وكأنه صاحب قرار الضربات، رغم أنه لم يكن كذلك".
وأكد غوردون أن خيار الحل الدبلوماسي مع إيران كان لا يزال ممكنًا، لولا إصرار نتنياهو على التصعيد العسكري، مشيرًا إلى أن إدارة ترامب تبنّت هذا المسار بعد أن وجدت نفسها أمام أمر واقع.
وعند سؤاله عن دور نائب الرئيس الحالي جاي دي فانس، أشار غوردون إلى وجود انقسام واضح في فكر التيار الترامبي بين توجهين متعارضين، أحدهما يؤمن بتفوق أمريكا وهيمنتها العالمية، والآخر يفضّل الانعزال، والنأي عن النزاعات الخارجية.
وأضاف: "جاي دي فانس ينتمي إلى التيار الانعزالي الذي يرى أن الحروب الأوروبية ليست من شأن أمريكا، ويهتم أكثر بالحدود مع المكسيك من الحدود الأوكرانية".
وفي الملف الأوكراني، وصف غوردون سياسة ترامب بـ"المضللة والخطيرة"، مؤكدًا أن الرئيس السابق "قلّل من تطلعات بوتين التوسعية وقدرة الأوكرانيين على المقاومة، واختار التخلي عن كييف مقابل أوهام تفاوضية لم تكن واقعية".
وتطرق غوردون إلى العلاقة المتوترة بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، قائلًا: "خلال الولاية الأولى لترامب، كان الأوروبيون يراهنون على 'الكبار في الغرفة' لكبح جماحه، مضيفًا "أما الآن، فهم يدركون تمامًا أن الترامبية قد تستمر، وأن الإدارة الجديدة مليئة بالمخلصين له، مع رؤية مختلفة تجاه روسيا".
وحول الوضع في غزة، أبدى غوردون أسفه لِما وصفه بـ"الفشل الأمريكي في حماية المدنيين الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية لم تمارس الضغط الكافي على حكومة نتنياهو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية، رغم امتلاكها الأدوات اللازمة لذلك.
كما حذّر من خطورة تصاعد النهج الشعبوي في السياسات الأمريكية، لافتًا إلى أن ترامب قد يستخدم القوات المسلحة داخليًّا لتحقيق مكاسب سياسية، كما حدث مؤخرًا عند نشر مشاة البحرية في لوس أنجلوس في خضم احتجاجات ضد سياساته.
وختم غوردون حديثه بالتأكيد أن مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية على المحك، قائلًا: "نحن أمام مفترق طرق تاريخي، إما أن نعود إلى التزاماتنا تجاه العالم وقيمنا المشتركة، أو ننزلق إلى عزلة خطيرة تحاكي طموحات قادة سلطويين كـ بوتين وشي جين بينغ".