قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن انتظار بابا "آسيوي أو أفريقي" قد ينتهي قريبًا؛ في إشارة قوية إلى التكهنات بأن البابا القادم قد يكون من أفريقيا أو آسيا.
وفي حين تتجه الأنظار إلى الفاتيكان مع انطلاق اجتماع الكرادلة المكلفين باختيار البابا القادم، يوم الأربعاء، حيث يمثل هذا الاجتماع أحد أقدم تقاليد الصعود السياسي وأكثرها رسوخًا في العالم؛ سيدخل من يُطلق عليهم "أمراء الكنيسة" إلى كنيسة سيستين، مُرتلين "ترانيم القديسين" قبل الإدلاء بأصواتهم في جرة.
وبينما يُحيط بالتصويت مداولات سرية، سينتظر الجمهور في الخارج تصاعد دخان أبيض من مدخنة أعلى القصر الرسولي، مُشيرًا إلى أن الكرادلة الناخبين قد اختاروا خليفةً للبابا فرنسيس.
وبحسب الصحيفة، كان البابا الأرجنتيني أول زعيم للفاتيكان من الأمريكيتين، وتكثر التكهنات بأن البابا القادم قد يكون من أفريقيا أو آسيا.
وفي حين كانت المؤسسة البابوية تجسد، في يوم من الأيام، السلطة الثقافية والسياسية للمسيحية الغربية، أصبحت الآن عالمية بشكل مضطرد، ما يعكس الحقائق الديموغرافية المتطورة في العالم الكاثوليكي الروماني، فضلًا عن الجهود المحددة التي بذلها فرنسيس لتعميق نطاق الكنيسة ونفوذها خارج الغرب وفي "الأطراف"، كما قال البابا الراحل.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهيئة التي تختار البابا، "تأسست بشكلها الحالي عام 1150، ولم تبدأ بالتدويل بشكل جدي إلا في القرن التاسع عشر؛ إذ سُمّي أول كاردينال أمريكي عام 1875".
ويُعدّ هذا المجمع الأخير الأكبر في التاريخ، ويضم ما يقرب من عشرين كاردينالًا، عينهم البابا فرنسيس، الذي لم يُرِد أن تُهمل أي لغة، أو أي خلفية عرقية، أو أي منطقة جغرافية في حياة الكنيسة، من دول لم يسبق لها أن كان لها صوت في أي مجمع سابق.
ولفتت الصحيفة إلى أن الكاثوليكية الرومانية تستمد قوة جديدة في أفريقيا وآسيا؛ وحتى مع استقرار المشاركة في الكنيسة أو تراجعها في أماكن أخرى، ارتفع عدد الكاثوليك الأفارقة إلى حوالي 281 مليونًا خلال بابوية البابا فرنسيس، وفقًا لإحصاءات الفاتيكان؛ ويعيش واحد من كل خمسة كاثوليك في العالم في القارة.
وفي حين يُعتبر حوالي 3% فقط من سكان آسيا كاثوليك، لكن هذا لا يزال يمثل مئات الملايين من المريدين.
وفي هذا السياق، صرح الكاردينال الهندي، أوزوالد غراسياس، لوكالة "أسوشيتد برس"، بأن "مركز ثقل العالم يتحول نحو آسيا"، مُضيفًا أن "لدى الكنيسة الآسيوية الكثير لتقدمه للعالم".
وأردفت الصحيفة أن المرشحين الآسيويين الأوفر حظًا هما لويس أنطونيو تاجلي، رئيس أساقفة مانيلا السابق ذو الشخصية الكاريزمية، والكاردينال تشارلز ماونغ بو، رئيس أساقفة يانغون، ميانمار.
ويُعتبر تاجلي متماشيًا بشكل وثيق مع نهج فرنسيس التقدمي في مجال رجال الدين؛ حيث انتقد الخطاب "القاسي" و"الشديد" الذي يستخدمه رجال الدين الكاثوليك لوصف أعضاء مجتمع الشاذين، والمطلقين، والأمهات غير المتزوجات.
وتُعد الخيارات الأبرز من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، الكرادلة روبرت سارة من غينيا، وبيتر توركسون من غانا، وفريدولين أمبونغو من جمهورية الكونغو الديمقراطية، أكثر تحفظًا، خاصةً تجاه ما يُوصف بـ"أيديولوجية النوع الاجتماعي".
ووفق الصحيفة، من المرجح أن يكون أول بابا أسود؛ مناصرًا بيئيًّا مخلصًا مثل أمبونغو، الذي ندد أيضًا بالأطراف المتحاربة في وطن مزقته الصراعات، لافتة إلى أنه كان هناك عدد من الباباوات الأوائل في العصور القديمة قدِموا من مدن في شمال أفريقيا كانت جزءًا من العالم الروماني.
وأشارت الصحيفة إلى أن المطّلعين على شؤون الفاتيكان ومحللي الكنيسة يقللون من أهمية الأصل الجغرافي للبابا.
وقالت إنه بغض النظر عن خلفية الكاردينال المُختار، سيواجهون تحديات جمة، تتراوح من الأضرار المستمرة لفضائح الاعتداءات الجنسية إلى الاتجاهات الأوسع للعلمنة وصعود الكنائس الإنجيلية، إلى الاختلالات الداخلية داخل الكرسي الرسولي بشأن تمويله وبيروقراطيته.