logo
العالم

بين "نزع المخالب" وإسقاط النظام.. استراتيجية ترامب المفضلة مع إيران

بين "نزع المخالب" وإسقاط النظام.. استراتيجية ترامب المفضلة مع إيران
دونالد ترامب يتابع الهجوم على إيرانالمصدر: (أ ف ب)
23 يونيو 2025، 3:15 م

كشف مقربون من إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن البيت الأبيض لا يزال يقف عند سقف تدمير قدرات إيران النووية، حيث يعتقد ترامب أن الاتفاق النووي مع إيران سوف يجعل منها دولة "منزوعة المخالب" ويفقدها القدرة على تهديد جيرانها.

ووفق المراقبين فإن ترامب اشترط على معاونيه ضمان أهداف ثلاثة قبل تنفيذ العملية العسكرية الأخيرة ضد طهران، وعلى رأسها ألّا يتعدى التدخل الأمريكي هدف المنشآت النووية حتى يكون ذلك متطابقًا بالكامل مع خطابه والتزاماته التي شدد من خلالها على أنه لن يدخل حربًا جديدة على عكس أسلافه من رؤساء ديمقراطيين وجمهوريين.

كان واضحًا - بحسب المقربين - أن الرئيس يحسب حساب قواعده الناخبة، خاصة من أنصاره في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، الذين كان بينه وبينهم ذلك العهد المقدس بأن يجعل أمريكا دائمًا أولًا على أجندة سياساته في الداخل والخارج.

تصريحات ترامب في الساعات الأخيرة خرجت عن هذا السياق الذي طبع مواقف الرئيس منذ بداية هذه الحرب بحديثه غير المسبوق عن النظام الإيراني، وربط الحديث بتلك المقولة الشهيرة التي بنى من خلالها مشروعه السياسي: "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".

أخبار ذات علاقة

في الجو.. ما قصة اتصال ترامب الذي أشعل الشرق الأوسط؟

من طائرته.. مكالمة ترامب التي أشعلت الشرق الأوسط (فيديو إرم)

تغيير النظام... تهديد أم هدف قادم؟

ترامب قال على منصة للتواصل الاجتماعي: "إذا كان هذا النظام غير قادر على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فما هو المانع من تغييره؟".

هذا الخطاب الطارئ على أحاديث الرئيس ترامب دفع بالكثير من الأسئلة إلى الواجهة، وأولها بطبيعة الحال: هل غيّر ترامب من أهدافه الاستراتيجية في هذه الحرب؟

لطالما دافع أعضاء مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب عن أن الهدف البعيد للإدارة هو إنهاء الطموح النووي الإيراني، وجلب إيران إلى طاولة التفاوض وفقًا لشروط أمريكية محددة سلفًا، وأن التباين لا يزال قائمًا وواضحًا بين وجهتي النظر الأمريكية والإسرائيلية.

يفصّل المقربون هذا الخصوص بالإشارة إلى أن "هذه نقطة خلاف بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يعتقد أن حل الأزمة النووية مع إيران يمر عبر إعادة صياغة الداخل الإيراني من جديد".

كما يشيرون إلى أن ذلك يفتح الطريق أمام بديل يحكم البلاد ويسمح لإيران أن تكون دولة لا تهدد الجوار الإقليمي - بما فيه إسرائيل - ولكنها أيضًا تكون جزءًا من المنظومة الدولية، وأن تكون صديقة للولايات المتحدة وليس جزءًا من المحور الآخر المعادي بقيادة الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

التأييد الشعبي لترامب

يقف الرئيس ترامب في الزاوية المخالفة لهذا التوجه تمامًا، على اعتبار أن هذا المسعى سوف يفقده التأييد الشعبي وسط الأمريكيين لإدارته، وكذلك يجعله في حالة صدام مع أنصاره في حركة الماغا التي تشكل مخزونه الشعبي والسياسي.

ترامب يعتقد أن الاتفاق النووي مع إيران سوف يجعل منها دولة "منزوعة المخالب" ويفقدها القدرة على تهديد جيرانها، كما أنه سوف يجعل منها دولة مستعدة للعودة إلى المجتمع الدولي من خلال فرصة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عنها لعقود من الزمن، وكذلك إنهاء عزلتها الدولية إقليميًّا وعالميًّا.

يقول المقربون إن قلق ترامب والفريق المقرب من طبيعة ونوع وحجم الرد الإيراني المتوقع بين الساعة والأخرى، وعدم إظهار طهران - حتى الآن على الأقل - الليونة في مواقفها، كل هذا جعل من إدارة الرئيس ترامب ترسل هذه الرسالة الواضحة للإيرانيين.

أخبار ذات علاقة

قوات من الجيش الإيراني

الجيش الإيراني لترامب: أنت بدأت الحرب ونحن سننهيها

رسالة ترامب تقول إن أي رد إيراني متهور سوف يدفع بالرئيس إلى اتخاذ خطوة أكثر ألمًا من العملية العسكرية التي استهدفت المنشآت النووية الرئيسة في إيران، وذلك بالذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير باستهداف النظام الإيراني بالكامل وإخراجه عن الخدمة عبر سلسلة من الضربات العسكرية المؤلمة، وكذلك دعم المعارضين في الداخل، وممارسة المزيد من الضغوط الدولية في الخارج، مع الإبقاء دائمًا على إظهار القدرة والاستعداد لاستهداف رأس النظام ممثلًا في المرشد الأعلى إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

لا حديث الآن في واشنطن سوى حالة الترقب لنوعية وكيفية وزمن ومكان الرد الإيراني على الهجوم الأمريكي، مع اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية الطارئة في الداخل وفي العاصمة واشنطن وفي بقية جهات البلاد.

التهديد في أعلى مستوياته


المسؤولون الفيدراليون أوضحوا، لـ"إرم نيوز"، أن مستوى التهديد في اليومين الأخيرين بلغ مستوى لم تشهده البلاد منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

أخبار ذات علاقة

ترامب ونتنياهو

كيف جرّ نتنياهو ترامب إلى صِدام عسكري خطير مع إيران؟ (فيديو إرم)

   مراقبة مؤيدي إيران في أمريكا

وذكر المسؤولون أن مكتب التحقيقات الفيدرالي وضع مزيدًا من الاحتياطات لأجل مراقبة المنظمات والأشخاص المعروفين بارتباطهم بإيران، تحوطًا من لجوء إيران إلى تحريك مؤيديها في داخل الولايات المتحدة وفي جهات العالم.

وأشاروا إلى أن خطة عاجلة وضعتها الإدارة لإجلاء أكبر عدد من الأمريكيين من داخل إسرائيل وإعادتهم إلى الولايات المتحدة، وكذلك تحذير الأمريكيين من خطر السفر إلى المنطقة وتحديدًا إلى العراق ولبنان في المرحلة الحالية.

يؤكد المقربون أن البيت الأبيض يضع جميع المخاطر المحتملة في حسابه في الساعات القادمة، وأنه أبلغ إيران عبر الوسطاء الإقليميين والأوروبيين أن أي استهداف للقوات والمصالح الأمريكية سوف يدفع الإدارة إلى اعتماد أكثر أساليب الرد قسوة في وجه الحكومة الإيرانية.

اعتمادًا على هذه المعطيات، يقول المقربون، إن ترامب أرسل هذه الرسالة لطهران، لتبلغهم أن واشنطن على استعداد لاستهداف بنية النظام بالكامل، وحينها لن تقف أهدافها على التفاوض لأجل تسوية سلمية للملف النووي، وإنما الذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب في اجتماع سابق

لبحث نتائج الهجوم على إيران.. ترامب يجتمع بفريقه للأمن القومي

من هذا المنطلق، يقول المقربون، إن الرئيس كلف وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالوكالة ماركو روبيو بإبلاغ الوسطاء الأوروبيين رسالة واشنطن الواضحة جدًّا في حال تجاوزت إيران الحدود المرسومة في علاقتها بواشنطن.

من الواضح جدًّا، كما يقول هؤلاء، أن إعادة تأكيد ترامب في كل مناسبة على أولوية الحل الدبلوماسي يُظهر تمسكه بالرغبة في عدم التصعيد، والإصرار على الوصول إلى تسوية سلمية تنهي الأزمة النووية مع إيران، وتعيد رسم دور إيران الإقليمي والدولي، وإعادة بناء علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة بعد صدام استمر لفترة تقارب النصف قرن من الزمن.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC