في أقل من أسبوع انقلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وعوده وفتح بوابة النار على الشرق الأوسط بضربة أمريكية مفاجئة ضد إيران وتنسيق مريب مع إسرائيل يكشف أن الرئيس الأمريكي ربما وقع في فخ محكم نسجه له نتنياهو ببراعة.
كل الدلائل كانت تُشير إلى أن ترامب سيكبح جماح الحليف الإسرائيلي لكن ما جرى كان العكس تماماً.. حين حلّقت قاذفات الشبح الأمريكية B-2 فوق منشآت نووية إيرانية شديدة الحساسية في فوردو ونطنز وأصفهان في تناغم تام مع الحملة الجوية العنيفة التي تقودها إسرائيل منذ أيام.
الرسالة كانت صريحة..الولايات المتحدة لم تعد تتفرج من بعيد بل دخلت قلب الصراع وبكل ثقلها.
كان ترامب يحاول منذ عودته أن يُظهر توازناً بين الدعم لإسرائيل والحذر من الانزلاق نحو الحرب لكن تلك اللحظة الفاصلة كشفت أنه قد سُلب زمام المبادرة.. واللافت وفقاً لصحيفة الغارديان أن موقف البيت الأبيض تغيّر 180 درجة في غضون أيام من تصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، التي وصفت الضربات الإسرائيلية بأنها “أحادية” و”مقلقة”، إلى ظهور ترامب أمام العالم وهو يتماهى مع الرواية الإسرائيلية وكأن شيئاً لم يكن.
نتنياهو لم يُخفِ نشوة النصر بل خرج مهللاً من تل أبيب "تهانينا للرئيس ترامب.. لقد استخدمت قوة أمريكا العادلة لوقف إيران هذا القرار سيغير مجرى التاريخ".
لكن هل غيّر ترامب التاريخ فعلاً أم أنه كتب السطر الأول في فصل كارثي جديد قد يبتلع المنطقة؟
في الكواليس تعلو الأصوات المحذرة من رد إيراني قد لا يُبقي ولا يذر.. نائب الرئيس جيه دي فانس لم يُجامل حين قال إن “الضربة المحدودة قد تتحول إلى مستنقع دموي إذا قررت طهران الرد”. أما الداخل الأمريكي فقد بدأ يغلي بين مؤيدي ترامب الغاضبين من هذا التحول وخصومه الذين يرون في ما حدث انحناءً مذلاً أمام إرادة نتنياهو.
ربما كان يعتقد أنه يضبط الإيقاع لكن ترامب يبدو الآن كمن يُجبر على الرقص على لحن كتبه سلفاً رئيس الوزراء الإسرائيلي فهل يستطيع الإفلات من هذا الفخ قبل أن ينفجر الشرق الأوسط؟
