طرحت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها تساؤلات عما إذا كان "يوم التحرير"، الذي يصادف الثاني من أبريل/ نيسان الجاري، سيمثل بداية حرب تجارية أم تراجعًا جديدًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ورأت الصحيفة أن السؤال الذي يطرح نفسه ليس حول ما إذا كان ترامب سيخوض حروبًا تجارية، بل إلى أي مدى سيستمر في تنفيذ تلك السياسات؟
وأوضحت الصحيفة أن ترامب استعاد منصبه في البيت الأبيض بناءً على وعوده بتغيير الاقتصاد الأمريكي، إذ انتخب من قبل ملايين الأمريكيين الذين يعانون من ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة الباهظة.
وتعهد الرئيس الأمريكي بإحياء القطاعات الصناعية في بلاده، مع ترك بقية العالم يتحمل تبعات تلك السياسات.
وفي هذا السياق، أعلن ترامب عن "يوم التحرير" في الثاني من أبريل/ نيسان، متعهدًا بفرض حزمة تاريخية من الرسوم الجمركية على السلع المستوردة، معتبراً أن ذلك سيسهم في تمويل انتعاش اقتصادي استثنائي.
وبحسب الصحيفة، فبعد 10 أسابيع من توليه السلطة، صرّح ترامب بأنه سيرفع الرسوم الجمركية على جميع المنتجات القادمة من الدول التي تفرض رسومًا جمركية على الصادرات الأمريكية.
وتعهد كذلك بفرض رسوم جمركية شاملة على السلع من كندا والمكسيك، بالإضافة إلى فرض رسوم باهظة على السيارات الأجنبية، ورقائق الكمبيوتر، والأدوية.
وكانت هناك أيضاً خطة لفرض رسوم جمركية على صادرات الولايات المتحدة إلى الدول المستوردة للنفط من فنزويلا.
ومع ذلك، ورغم التصريحات الحازمة التي أطلقها ترامب في حفل تنصيبه حول أن الإجراءات ستكون فورية، فإن الواقع على الأرض لم يكن كذلك.
وعلى سبيل المثال، اتبعت الإدارة الأمريكية سياسة متشددة ضد أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وهما كندا والمكسيك، إلا أن فرض الرسوم الجمركية الشاملة واجه العديد من التأخيرات والتراجعات، إضافة إلى تغيير المواعيد النهائية بشكل مستمر.
وتتابع الصحيفة، بالإشارة إلى أن ترامب كان قد تعهد بفرض الرسوم الجمركية اعتبارًا من اليوم الأول لوجوده في البيت الأبيض، لكن تم تأجيل تنفيذ تلك الإجراءات حتى فبراير، ثم تم تأجيلها مجددًا إلى مارس.
وعندما فُرضت الرسوم أخيرًا، لم يمضِ سوى 24 ساعة تقريبًا قبل أن تُمنح إعفاءات مؤقتة لشركات صناعة السيارات، و48 ساعة أخرى قبل أن يتم تمديد الإعفاءات المتعلقة بالسلع المشمولة باتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لمدة شهر إضافي.
وبينما كان ترامب يعتقد أن فرض رسوم جمركية عالية على السلع الأجنبية سيدفع الشركات الدولية إلى نقل إنتاجها إلى الولايات المتحدة، بيد أن الواقع كان مغايرًا.
ووجد المستثمرون والشركات في جميع أنحاء العالم صعوبة كبيرة في مواكبة سياسات إدارة ترامب التجارية المتقلبة.
وتلفت الصحيفة إلى أن رغم التصريحات والوعود التي أطلقها ترامب، فإن المخاطر المرتبطة بحرب تجارية واسعة لا تزال كبيرة، خاصة في ظل استعداد الدول الأخرى لفرض إجراءات انتقامية من شأنها التأثير بشكل كبير على الاقتصاد الأمريكي، وعلى المستهلكين والمصدرين.
وتؤكد الصحيفة أن ترامب، الذي فاز بالبيت الأبيض مرتين باستخدام خطاب مليء بالوعود التي غالبًا ما تكون غير دقيقة، لا يمكنه أن يغير الواقع عبر الخطاب وحده.
وأشارت إلى أنه بينما أطلق ترامب وإدارته على يوم الأربعاء "يوم التحرير"، فإنه في ظل التوقعات الكارثية التي قد تترتب على هذه السياسات، ينبغي عليهم إعادة النظر في قراراتهم وتسميته بـ "يوم المسؤولية".