logo
العالم

الهجوم الإسرائيلي يعيد فتح سجل الأخطاء الأمريكية في الشرق الأوسط

الهجوم الإسرائيلي يعيد فتح سجل الأخطاء الأمريكية في الشرق الأوسط
ترامب يتوسط نتنياهو وخامنئيالمصدر: (أ ب)
16 يونيو 2025، 5:29 ص

قالت صحيفة "هافنغتون بوست" الأمريكية إن هناك صلة وثيقة بين تمكين الرئيس دونالد ترامب للهجوم الإسرائيلي المحفوف بالمخاطر ضد إيران، وسجلات الرؤساء الأمريكيين السابقين، خاصة جورج دبليو بوش وجو بايدن.

وفي ظل ضعف فرص إنهاء الصراع سريعًا، ومع رد إيران ومخاطرها بتوسيع نطاق القتال، يرتبط الوضع المتدهور ارتباطًا وثيقًا بالسياسة الخارجية الأمريكية، ما يُعيد صدى التوجهات الأمريكية السابقة في الشرق الأوسط، التي أججت الفوضى، وأوقعت خسائر فادحة هناك وفي الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب يؤكد استمرار دعم إسرائيل ويأمل في وقف إطلاق النار مع إيران

 حقبة جديدة من عدم الاستقرار

وأشارت الصحيفة إلى أنه نظرًا لسهولة الانزلاق إلى عادات العنف دون استراتيجية لتشجيع السلام، يتزايد الخطر من أن يُدشن الرئيس ترامب حقبة جديدة من عدم الاستقرار، والحرب الدائمة التي لا يمكن التنبؤ بنتائجها، بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لطالما استخدم الصراعات الخارجية لتعزيز نفوذه محليًا. 

وأوضحت الصحيفة أن بعض الخبراء الحكوميين في واشنطن يشعرون بالإحباط والقلق من توريط الولايات المتحدة نفسها في سفك الدماء، وتنفير الشركاء الأجانب، مما يُخاطر برد فعل عنيف، دون سبب استراتيجي واضح، وفقًا لمسؤول أمريكي على اتصال وثيق بنظرائه في الشرق الأوسط. 

وتبقى النتيجة النهائية الأكثر ترجيحًا للحرب الإسرائيلية الإيرانية هي التوصل إلى نوع من الاتفاق للحد من البرنامج النووي لطهران، وهو احتمال كانت إدارة ترامب تسعى إليه بالفعل دون قصف نشط للمدن الإسرائيلية والإيرانية.

وسأل المسؤول: "إذًا.. ما الهدف؟"، وتابع مجيبًا: "إنه تدمير لا طائل منه، لا يجعل إسرائيل أكثر أمانًا، بل في الواقع أقل أمانًا".

ولكن هناك جوقة بارزة من الأصوات تشير إلى أن هناك نقطة أكبر من ذلك، هي دفع مزاعم مماثلة لتلك التي مكنت من اتخاذ القرار الأكثر أهمية والأكثر تعرضًا للانتقاد على نطاق واسع في السياسة الخارجية بالمنطقة، ففي الذاكرة الحية قرار أمريكا عام 2003 بغزو العراق.

تغيير نظام طهران

وكثيرًا ما يتحدث مؤيدو الهجوم الإسرائيلي عن تغيير النظام في طهران، فقد ربط نتنياهو حملته بفكرة ثورة شعبية من قبل الإيرانيين ضد قيادتهم في مقطع فيديو باللغة الإنجليزية يوم الجمعة.

كما نشر خصمه السياسي، نفتالي بينيت ما وصفه برسالة إلى الشعب الإيراني على منصة "إكس" يوم السبت، حيث كتب: "حان وقتكم. حرروا أنفسكم من طغاتكم القساة. شعب إسرائيل يقف معكم. دولة إسرائيل... تقف معكم. العالم الحر بأسره سيقف معكم. لا تفوّتوا هذه الفرصة لتحقيق حريتكم".

ويُطلق البعض في واشنطن تأكيدات مماثلة، فقد صرّح النائب الجمهوري كوري ميلز، وهو حليف وثيق لترامب، على قناة "فوكس نيوز" صباح الأحد: "الشعب الإيراني يريد تغيير النظام. قد نشهد تغييرًا في النظام أسرع مما نعتقد".

كما أصدر السيناتور جون فيترمان، أحد أقوى مؤيدي نتنياهو في الحزب الديمقراطي ومعارض الدبلوماسية مع طهران، نداءً على منصة "إكس" لـ"الانضمام إلى إسرائيل في إخماد طموحات إيران النووية وإشعال حركة داخل إيران لتحرير نفسها من هذا النظام السرطاني".

 ويجادل صقور الأمن القومي، مثل مارك دوبويتز من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة بحثية، بأن الحرب ستُنتج إيرانًا لا تُعارض إسرائيل أو الولايات المتحدة.

وإلى حد كبير، ساهم تشديد إدارة بايدن على منطق السياسة الخارجية الأمريكية التقليدي والمُريب في جعل التصعيد الحالي في عهد ترامب ممكنًا.

وبحسب الصحيفة، كان بإمكان الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن تخفيف التوترات حول البرنامج النووي الإيراني من خلال الوفاء بتعهده الانتخابي بإعادة العمل بالاتفاق الدولي الذي وُقع في عهد سلفه باراك أوباما، والذي يحد من التطوير النووي الإيراني، مقابل رفع العقوبات المفروضة على طهران. 

وفي هذا السيناريو، كان من غير المرجح أن يشهد التطور النووي الإيراني نموًا في السنوات الأخيرة، وهو السبب الذي تذرعت به إسرائيل لتبرير هجومها الحالي.

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، علي فايز، إن "طموح إدارة بايدن لاتفاق أطول وأقوى أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق".

في غضون ذلك، يقول الخبراء إن إدارة بايدن تسببت في كارثة من خلال دعمها شبه المطلق لنتنياهو في أعقاب هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.

فقد واجهت حملة نتنياهو ضد حماس في قطاع غزة، ثم ضد ميليشيا حزب الله اللبنانية، آلاف الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات أخرى للقانون الدولي.

ومع ذلك، رفض بايدن الضغط على نتنياهو من خلال إعادة النظر في الدعم الأمريكي لإسرائيل، حتى مع حث عشرات المشرعين ومنظمات حقوق الإنسان على ذلك، قائلين إن إسرائيل تنتهك القانون الأمريكي باستخدامها للأسلحة الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو

إيران وإسرائيل.. ترامب في اختبار شبح حرب أراد تفاديها

إفلات من العقاب

وقال فايز إن إدارة بايدن "عززت إفلات إسرائيل من العقاب، بمعنى أنها أرست سابقةً لإسرائيل في استهداف المدنيين والإفلات من العقاب".

ويقول المدافعون عن سجل بايدن إن الرئيس السابق ساعد إسرائيل بذكاء على إضعاف أعدائها في جميع أنحاء المنطقة، ويبدو أنهم يرون في الهجوم الإسرائيلي الحالي المدعوم من ترامب استمرارًا لسياساته. 

ومع اتباع ترامب إلى حد كبير لنمط بايدن في التعامل مع نتنياهو حتى الآن، يأمل المراقبون الذين يرون أن هذا النهج غير حكيم أن يغير الرئيس مساره في النهاية.

وقال المسؤول الأمريكي: "هناك فهم واسع النطاق - بما في ذلك بين من دعموا إسرائيل بعد 7 أكتوبر - بأننا خلقنا خطرًا أخلاقيًا هائلًا... بتقديمنا دعمًا شاملًا والدفاع عن إسرائيل مهما فعلت"، في إشارة إلى موقف يُقدم فيه طرف على مخاطر أكبر لعلمه أن طرفًا آخر سيدفع الثمن.

وأضاف أن بايدن أرسى "سابقة مفادها أن هذا ما تفعله الولايات المتحدة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC