رجّح تقرير لشبكة "سي إن إن" أن يكون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعرّض مجددًا لـ"الخداع" من قبل نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، قبل ساعات من القمة الاستثنائية التي ستجمعهما في ولاية ألاسكا.
ولأسابيع، أكد ترامب ومساعدوه أنه لم يتعرض للخداع من قبل بوتين، ويشير تقرير "سي إن إن" إلى أن الرئيس الأمريكي دأب خلال الأشهر الماضية على كيل "الإطراء" لنظيره الروسي، بما يوحي بأن زعيم الكرملين "قد تغيّر بطريقة أو بأخرى".
لكن الشبكة الأمريكية ترى أنه "رغم كل تلك المحاولات لإعادة كتابة التاريخ"، يدخل ترامب إلى اجتماعه الأكثر شهرة مع بوتين، وهو يخاطر بأن يبدو مرة أخرى وكأنه شخص "مخدوع".
وقبل القمة بأيام، حرص ترامب وأعضاء إدارته في البداية على إدارة التوقعات، فقد شبّهت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، الاجتماع بـ"جلسة استماع"، ووافقها وزير الخارجية ماركو روبيو الرأي.
ثم قال ترامب إن هذا الاجتماع الأول فقط، مشيرًا إلى أن عقد اجتماع ثانٍ، ربما يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "أمر يجب أن يُستحق".
ولكن بحلول يوم الخميس، سرعان ما انقلب هذا التوجه إلى ميل ترامب إلى تقديم وعود تحقق الكثير من النجاح، إذ أكد مرتين أنه يشعر بأن هناك اتفاقًا وشيكًا، مضيفًا من المكتب البيضاوي: "أعتقد أن الرئيس بوتين سيصنع السلام".
شك بعد اليقين
وفق مصادر مطلعة من داخل البيت الأبيض، كشفت "سي إن إن" أن ترامب وفي ساعات متأخرة من يوم الخميس بدا كما لو أنه "ليس على دراية تامة بما يتعامل به مع بوتين"، إذ قالت إنه كان يسأل مسؤولين في إدارته وآخرين أوروبيين عما تغير بشأن نظيره الروسي.
ونقلت عن شخص مطلع أن ترامب انشغل في الساعات الأخيرة بالتأكيد على أن بوتين قد تغيّر، ثم أطلق تصريحات مضادة للتقارير الغربية التي تحدثت عن ميل "النتائج المسبقة" للقمة نحو الكرملين.
وفي تصريح أخير مفاجئ ومتناقض مع التصريحات السابقة "المتفائلة"، حذّر الرئيس الأمريكي نظيره الروسي من "العبث" معه، وقال: "سأعلم خلال الدقيقتين الأوليين أو الثلاث أو الأربع والخمس الأولى.. ما إذا سيكون اجتماعنا جيدًا أم سيئًا".
وتابع: "إذا كان الاجتماع سيئًا، فسينتهي سريعًا جدًا، وإذا كان جيّدًا فسينتهي بنا الأمر بإحلال السلام في المستقبل القريب".
وتتساءل "سي إن إن": كيف يمكن للرئيس الأمريكي أن يعتقد حقًا أن بوتين يريد السلام، إلى الحد الذي يجعله يتعهد له علنًا بهذه الطريقة؟
وقالت: "إذا نظرنا عن كثب إلى الطريقة التي وصف بها ترامب تحوّله في موقفه تجاه نظيره الروسي، فسوف يبدو الأمر أشبه باعتراف ضمني بأنه استسلم بالفعل لإطرائه وأخطأ في الحكم عليه"، أو بعبارة أخرى: "لقد خُدع مرة جديدة".
وقال ترامب في فبراير: "أعرف بوتين جيدًا. نعم، أعتقد أنه يريد السلام. أعتقد أنه كان سيخبرني لو لم يكن كذلك... أنا أثق به في هذا الموضوع".
وتتزامن هذه المراوحة بين الشك واليقين في نظرة ترامب إلى بوتين، مع استطلاع يشير إلى "اهتزاز" ثقة الأمريكيين بسمعة رئيسهم بوصفه "صانع الصفقات" عندما يتعلق الأمر بزعيم الكرملين.
وأظهر استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث ونُشر يوم الخميس، أن 59% من الأمريكيين لديهم ثقة ضئيلة أو معدومة في قدرة ترامب على اتخاذ قرارات حكيمة بشأن الحرب في أوكرانيا، مقارنة بـ 16% فقط ممن كانوا "واثقين جدًا"، أما البقية، 24%، فكانوا "واثقين نوعًا ما" فقط.