logo
العالم

تقرير فرنسي: أزمة مالي تهدد غرب أفريقيا بالانزلاق إلى حافة الهاوية

الجيش المالي يرسل تعزيزات لحماية طرق التجارة الاستراتيجية...المصدر: تريندز أفريكا

يدفع الحصار الذي فرضه المتشددون في  مالي على الوقود، والهجمات القاتلة، وانهيار الخدمات الأساسية، البلاد إلى أزمة غير مسبوقة، مع تأثيرات محسوسة بالفعل على المستوى الإقليمي.

وخلال أسابيع قليلة باتت العاصمة  باماكو على وشك السقوط، وسط تحذيرات غربية وإجلاء رعايا أجانب.

ومنذ سبتمبر الماضي، أغلقت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، المرتبطة بتنظيم القاعدة، طرق إمداد الوقود الأساسية، وأصبحت الطرق المؤدية من ساحل العاج والسنغال، ذات الأهمية الحيوية للاقتصاد المالي، مناطق استهداف.

ويقول تقرير نشره موقع "أفريكا راديو" إن البلاد تتجه نحو الشلل، حيث تنتشر صور شاحنات محترقة، وسائقين يُقتلون، وقوافل يتم اعتراضها. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الانتقالي في مالي آسيمي غويتا

خبراء: معركة باماكو تؤجج صراع النفوذ بين موسكو وواشنطن في مالي

وبالنسبة إلى المسلحين، يُعد هذا الحصار ردًا مباشرًا على حظر بيع الوقود خارج محطات الوقود، وهو إجراء حكومي يهدف إلى تقليص قدراتهم اللوجستية، ولكنه بات يؤثر الآن على جميع السكان.

ويواجه المجلس العسكري الحاكم صعوبات ميدانية، ففي وسط البلاد، قُتل 14 مدنيًا إضافيًا في الأيام الأخيرة، ورغم عمليات الحراسة والعمليات المتقطعة، تكافح القوات المالية لتأمين الطرق وحماية المجتمعات المعزولة.

ويقول التقرير إنه منذ القطيعة مع الشركاء الغربيين وانتهاء عملية برخان عام 2022، يحاول الجيش، بدعم من القوات شبه العسكرية الروسية، احتواء الهجمات، لكن العديد من الخبراء يؤكدون أن الدولة فقدت السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي، وهي الآن تُركز قواتها حول باماكو.

وأغلقت المدارس، وتضررت المحاصيل، وانقطع التيار الكهربائي بشكل متكرر، وتسبب نقص الوقود في أزمة متفاقمة، حيث تعتمد البلاد بشكل أساسي على محطات الطاقة الحرارية.

والاثنين الماضي، وخلال رحلة إلى جنوب البلاد، دعا الرئيس أسيمي غويتا الماليين إلى الحد من سفرهم، واعدًا بـ"بذل كل ما في وسعه" لاستعادة سلاسل الإمداد.

وتُوسّع جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي تُصنّفها الأمم المتحدة التهديد الأبرز في منطقة الساحل الإفريقي، نفوذها عبر استغلال الاتفاقات المحلية واستراتيجية سياسية-عسكرية تهدف إلى منافسة دول الساحل، ويرى العديد من المحللين أن هدف الحصار واضح: إضعاف النظام بشكل مباشر من خلال مهاجمة القدرة الشرائية وحياة الماليين اليومية.

وبحسب التقرير "سيكون لانهيار الدولة المالية تداعيات وخيمة على المنطقة، وستكون بوركينا فاسو والنيجر، اللتان تقودهما أيضًا مجالس عسكرية تواجه هجمات من متشددين، في الخطوط الأمامية، ويخشى المراقبون من انتشار عدم الاستقرار في جميع أنحاء غرب إفريقيا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC