ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
ينتظر الأكراد خطوات تنفيذية بعد أن قام حزب العمال الكردستاني بحل نفسه، تلبية لنداء قائده المسجون عبد الله أوجلان، بإلقاء المقاتلين لسلاحهم في إطار عملية السلام المنتظرة في تركيا.
وفي صدارة هذه الخطوات، ذهاب الدولة التركية إلى الاعتراف بأنها تتألف من شعبين هما الكرد والأتراك، وسط حقوق متساوية للجميع.
ومن المنتظر أن تأخذ الإجراءات مراحل تدريجية في ظل متابعة أطراف دولية كان لها أدوار في تقريب وجهات النظر والوساطة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي هذا السياق يترقب الأكراد أن يسير إلقاء السلاح عمليا مع سن نصوص دستورية تؤكد أن الأكراد مكون أساسي في تركيا.
وبمجرد إعلان حزب العمال الكردستاني، يوم الاثنين، أنه أنجز مهمته التاريخية وقرر حل نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع تركيا، خرجت مؤسسة الرئاسة في أنقرة لتؤكد أنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة لضمان مضي عملية حل حزب العمال الكردستاني بشكل سلس.
وأشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعلان حزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء السلاح، قائلا إنه قرار مهم لحفظ السلام والأخوة في تركيا.
كما صرح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، بالقول عبر المتحدث الرسمي، إن قرار حزب العمال الكردستاني حل نفسه خطوة مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب.
وأضاف المتحدث أن التنفيذ الفعلي والكامل للقرار سيكون نقطة تحول، مشيرا إلى أن الدولة ستراقب عن كثب عملية حل حزب العمال الكردستاني على الأرض.
وأشار رئيس منظمة كرد بلا حدود، كادار بيري، إلى أن ما جرى في المؤتمر الـ12 لحزب العمال الكردستاني مؤخرا، هو تلبية من أعضائه لنداء قائده عبد الله أوجلان، المسجون في سجن إمرالي بجزيرة مرمرة.
وشدد على أن هذا النداء من المقرر أن يترتب عليه أن تشهد تركيا مرحلة جديدة من بناء السلام والديمقراطية وذلك بالذهاب إلى الاعتراف من الدولة التركية بأنها تتألف من شعبين هما الكرد والأتراك معا.
وبين بيري في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن ما يجري في هذا الصدد يعني العودة لوضع تركيا ما قبل عام 1924، في وقت يبدو فيه أن عملية الكفاح المسلح قد أتت بثمارها ولم يعد هناك داع لحرب جديدة يستخدم فيها السلاح ويدور فيها القتال، وأن الأمور باتت في ظل تكوين عملية سلام.
وأضاف بيري أن عملية السلام قد بدأت ويترتب على ذلك قيام الدولة التركية بالخطوات المطلوبة منها في هذه المرحلة الحساسة للشعبين التركي والكردي معا، التي تتطلب إعلاء السلام والديمقراطية، وألا يكون هناك أي إنكار لحقوق الكرد أو أي مكون يعيش في تركيا.
وذكر بيري أن الكفاح المسلح لم يكن هدفا للكرد ولكن وسيلة للوصول إلى الحقوق التي لو كانت توفرت بطرق سلمية وديمقراطية، لكان ذلك أفضل من المواجهة والعنف المتبادل، مشيرا إلى أن الكفاح المسلح كان ردا على نكران الدولة التركية للوجود الكردي.
وأشار بيري إلى أن قرار حل العمال الكردستاني لن يعيد حسابات القائمين عليه فقط ولكن الحال نفسها للدولة التركية في حد ذاتها، وسط آمال بأن تكون الأمور ذاهبة إلى الاتجاه الصحيح.
وأوضح أن التخلي عن الكفاح المسلح للحزب لا ينهي وجود أعضائه وكوادره ومؤيديه من الناحية السياسية في ظل وجود الحزب الرديف، المساواة والديمقراطية للشعوب "دام بارتي"، الذي كان يقوم بعملية السلام داخل تركيا.
واستكمل بيري بالقول إن "دام بارتي" يقود اليوم المرحلة السياسية بالداخل للأكراد والمسألة لا تتعلق بالأسماء ولكن بالفعل على الأرض، وحزب العمال الكردستاني متواجد في تركيا بقوة كبيرة وداخل البرلمان تحت مسميات أخرى.
ومن جهته يقول المختص في شؤون الشرق الأوسط، أحمد العلوي، إن مرحلة إنهاء العمل بالسلاح قاعدة أساسية في عملية السلام التي انطلق إليها "العمال الكردستاني" في ظل نداء قائده، ولكن ذلك سيتم بمتابعة أطراف دولية كان لها أدوار في تقريب وجهات النظر والوساطة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكد أن هذا يتطلب في الوقت نفسه، إجراءات رسمية من مؤسسات الدولة التركية، لها أطر قانونية ودستورية والأهم من ذلك كيفية تنفيذها على أرض الواقع.
وأوضح العلوي في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن الإجراءات المتبادلة ستأخذ مراحل تدريجية ويجب توفر حسن النوايا بالدرجة الأولى وعدم الذهاب إلى أي عراقيل قد تضيع هذه الفرصة التاريخية التي لن تعوض بإنهاء نزاع لم يكن على المستوى العسكري فقط ولكن له جانب كبير من الضحايا المدنيين.
وشدد العلوي على ضرورة التزام الأطراف القائمة بالأسس التي تم وضعها لعملية السلام والتي انطلقت من نداء أوجلان من محبسه وترجمت مؤخرا في مؤتمر حزب العمال الذي حل نفسه فيه، مع ضرورة أن يكون حسم في التعامل من جانب الوسيط الأمريكي الذي يهمه نجاح هذه العملية.
وأفاد العلوي بأن السلاح لن يستخدم بالطبع من الجانب الكردي طالما توقفت التعديات من جانب قوات تركية في فترات متقطعة بالآونة الأخيرة، ولذلك فإن وجوده سيكون حاضرا في يد المقاتلين دون استخدام إلى حين تنفيذ ما يتعلق بعملية السلام من الجانب التركي فيما يتعلق بحقوق الكرد ضمن نصوص الدستور والتأكيد على أنهم مكون أساسي وبالطبع ما يترتب على ذلك من تبعات من مباشرة حقوقهم السياسية بمساواة.