إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
تكشف التطورات الميدانية المتسارعة في شمال مالي، وبقية مناطق الساحل الأفريقي، عن احتدام التنافس بين تنظيم "داعش"، وتنظيم القاعدة، وجماعات متطرفة أخرى، وهو أمر يضاعف من التحديات الأمنية أمام الجيوش الوطنية.
وتسعى السلطات الانتقالية المنبثقة عن انقلابات عسكرية، في كل من مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، إلى تحقيق مكاسب ميدانية لبسط الأمن والاستقرار، لكن نشاط الجماعات المسلحة يهدد هذه المساعي.
ورغم أن نفوذه على الساحة الدولية تراجع بشكل كبير في أعقاب سقوطه في العراق وسوريا وغيرهما، إلا أن تنظيم "داعش" لا يزال يحتفظ بقوته في الساحل الأفريقي، حيث يستغل حالة الاضطرابات هناك.
ومنذ سنوات تكابد دول: مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو، وتشاد، لاستعادة الأمن والاستقرار، ورغم التدخلات الدولية الواسعة بقيادة فرنسا، خلال الفترة الماضية، إلا أن ذلك لم ينجح بكبح الجماعات الإرهابية.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الدولية، عمرو ديالو، إنه "بالفعل داعش لا يزال يحتفظ بقوة له في الساحل، وفي أفريقيا بشكل عام، حيث يستغل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها شباب المنطقة والأقليات لاستقطابهم، وتعزيز قدراته".
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن "التقدم الميداني لتنظيم القاعدة من خلال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مستمر بشكل كبير في مالي والنيجر، وهذه الجماعة تحاول اللعب على التناقضات السياسية في البلاد شأنها شأن المنطقة، حيث تسعى إلى إبرام تحالف مع المتمردين الطوارق، وغيرهم".
وشدد الخبير ديالو على أنه "في المقابل داعش يوصل سياسة الانزواء، ونجح بتحقيق مكاسب مهمة، طوال السنوات الماضية، من خلال هذه السياسة، لكن قدرته على الاستمرارية تبقى رهينة قدرته على المنافسة والإضرار بجماعات، مثل: نصرة الإسلام والمسلمين، والشباب الصومالية، وغيرهما، لأن هذه الجماعات لديها مناطق نفوذ خاصة بها".
وبيّن أن "القدرات العسكرية لداعش هي أقل نسبياً من تلك التي يملكها تنظيم القاعدة، ومع ذلك يبقى التنظيم قادراً على الحفاظ على مواقعه، وربما تعزيزها مستقبلاً، خاصة في ظل الفوضى السائدة في المنطقة".
وقال المحلل السياسي النيجري، محمد الحاج عثمان، إنه "بالفعل نشاط الجماعات المتطرفة هو تحدٍ رئيس للسلطات الجديدة، التي تسعى وتبذل جهوداً كبيرة من أجل إنهاء حالة الفوضى التي تعرفها دول الساحل، وهي جهود تصطدم بمقاومة، لكن أيضاً بمؤامرات تقوم بها أطراف خارجية لعرقلتها".
وتابع لـ"إرم نيوز" أن "المشكل الرئيس يكمن في قدرة السلطات على تمويل عمليات شراء أسلحة جديدة متطورة، وتعزيز القدرات الاستخبارية للجيوش الوطنية بدل المراهنة على قوى خارجية، وأعتقد أنها ناجحة في هذا التحدي حتى الآن إذ تم شراء العديد من الطائرات، خلال السنوات الماضية، من شركاء، مثل روسيا وتركيا، لكن ينبغي عليها المزيد من تسليح الجيوش الوطنية لتحقيق ما عجزت عنه السلطات السابقة التي كانت خاضعة تماماً للغرب".