شهد عام 2025 سلوكًا غير معتاد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تباينت ملاحظات المراقبين بين لحظات ارتباك وانحراف عن الموضوع أثناء الاجتماعات، وأخرى من اليقظة والتركيز، وفق صحيفة "الغارديان".
في خطاب له من البيت الأبيض في ديسمبر، زعم ترامب أن إدارته قد حققت "تغييرًا إيجابيًا" أكثر من أي حكومة سابقة، ما اعتبره بعض النقاد مؤشراً على مبالغة في تقدير الإنجازات.
أظهرت عدة ملاحظات خلال العام سلوكيات أثارت تساؤلات بشأن الحالة العقلية للرئيس، منها الغفوات أثناء الاجتماعات، والتحول المفاجئ للحديث عن موضوعات غير ذات صلة، مثل الطيور والحيتان أو تفاصيل عن الديكور الداخلي، بالإضافة إلى قصص غير دقيقة تاريخياً، مثل روايته عن ارتباط عمه، جون ترامب، بمدرسة تيد كاتشينسكي (يونابومبر).
في يوليو، سرد ترامب تفاصيل غير دقيقة عن علاقة عمه بكاتشينسكي، وهو أمر يتناقض مع الوقائع التاريخية، حيث توفي عم ترامب، العام 1985، ولم يُدرس كاتشينسكي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
في سبتمبر، خلال اجتماع مع كبار القادة العسكريين في فرجينيا، ركّز ترامب على وصف نجاحاته الشخصية وانتقد سلوك أسلافه على نحو غريب، مشيرًا إلى حادثة سقوط الرئيس السابق باراك أوباما على الدرج، وهو سرد أثار استغراب الحاضرين.
في ديسمبر، انتقد ترامب المهاجرين الصوماليين بلغة قوية ووصفهم بـ"الحثالة"، وألقى باللوم على شخصية عامة في وفاة أحد الأشخاص، ما فاقم الجدل حول تدهور قدراته على التحكم بردود الفعل والانفعالات.
دافع البيت الأبيض، مرارًا، عن صحة ترامب العقلية والجسدية، حيث وصفه متحدث باسم الرئاسة بأنه "يتمتع بصحة جيدة للغاية"، وأكد طبيب الرئيس السابق الدكتور شون باربابيلا أن الرئيس في حالة صحية ممتازة.
وقد أشار الجمهوريون، بمن فيهم روني جاكسون، إلى أن ترامب يعد "أكثر رئيس صحة شهدته هذه الأمة على الإطلاق".
في المقابل، أبدى بعض الديمقراطيين تخوفهم من تأثير السن المتقدم للرئيس على قدراته، ويخططون لجعل مسألة الصحة العقلية والبدنية جزءًا من الحملات الانتخابية المقبلة.
كما أظهرت استطلاعات الرأي أن جزءًا من الشعب الأمريكي يعبر عن قلقه بشأن قدرة ترامب على مواصلة الرئاسة في هذا العمر، خاصة مع اقتراب بلوغه الثمانين.
تقلصت ثقة الأمريكيين في المؤسسات الإعلامية خلال العام، حيث أظهر استطلاع مركز بيو انخفاض مستوى الثقة إلى 56%، فيما أشار استطلاع غالوب إلى أن نسبة رضا الجمهور عن أداء ترامب وصلت إلى 36%، وهي أدنى نسبة تأييد له خلال ولايته الثانية.
كما عبّر نصف الأمريكيين في استطلاع آخر عن شعورهم بأن سن ترامب قد يكون عائقًا أمام توليه المنصب.
بينما يدافع البيت الأبيض عن صحة الرئيس، تظل الوقائع المسجلة خلال 2025 مثار تساؤل حول سلوك ترامب غير التقليدي، بما في ذلك الحوادث الغريبة، الانتقادات غير المبررة، والانحرافات عن الموضوع في الاجتماعات العامة والخاصة.
وفي ظل تقدم الرئيس في العمر، من المرجح أن تستمر التكهنات والجدل حول قدراته العقلية والجسدية خلال الأشهر المقبلة، خاصة في سياق الانتخابات المقبلة واهتمام الرأي العام باللياقة الذهنية للقادة في الولايات المتحدة.