logo
العالم

من السرية إلى القوة.. الصين تعيد تشكيل توازن الردع النووي في 2026

صواريخ باليستية نووية صينية من طراز JL-1المصدر: (أ ب)

يبدو أن عام 2026 لن يشهد زيادة في الشفافية حول برنامج الصين النووي، وفقًا لمحللين؛ فالصين، ثالث أكبر قوة نووية في العالم بعد الولايات المتحدة وروسيا، حافظت على سرية برنامجها رغم الكشف عن أسلحة نووية جديدة خلال 2025، بحسب مجلة "نيوزويك".

قال تونغ تشاو، زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "الصين لا ترى قيمة في طمأنة الخصوم بشأن أهدافها النهائية أو الأساس المنطقي العسكري وراء برنامجها النووي".

وأكد ليو بينغيو، المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن، أن الصين تلتزم بإستراتيجية دفاعية نووية، وتحتفظ بقواتها النووية عند الحد الأدنى الضروري للأمن القومي.

أخبار ذات علاقة

كيم جونغ أون يزور موقع تصنيع غواصة صواريخ نووية

كيم: غواصات سيول النووية تهديد لأمن كوريا الشمالية

تشير التقديرات الأمريكية إلى أن الصين تمتلك أكثر من 600 رأس نووي، ومن المتوقع أن يتجاوز عددها 1000 بحلول نهاية العقد.

بالمقارنة، تمتلك الولايات المتحدة وروسيا نحو 3700 و4300 رأس حربي جاهز، على التوالي. ومع ذلك، فإن تركيز الصين لا يبدو على الحجم بقدر ما هو على الكفاءة والقدرة على الردع الإستراتيجي.

تحديث الثالوث النووي وقدرات الضربة الثانية

خلال عرض عسكري رفيع المستوى في سبتمبر، كشف الجيش الصيني عن صواريخ باليستية جديدة قادرة على استهداف الكرة الأرضية بالكامل، بما في ذلك صواريخ أرضية وعابرة للقارات، وأسلحة للإطلاق من الجو ومن تحت الماء، ما يؤكد اكتمال الثالوث النووي الصيني لأول مرة.

قال تشاو: "إذا كان هدف الصين هو الانتقال من الردع النووي الوجودي إلى الردع القتالي الفعلي، فإن القدرة على توجيه ضربة ثانية عالية الدقة قد تحققت بالفعل إلى حد كبير".

 الصواريخ الجديدة، مثل DF-5C وصاروخ القصف المداري الجزئي (FOBS)، يمكن أن تقلص أوقات الإنذار للخصوم، وتزيد من تعقيد إدارة مخاطر التصعيد النووي، بما في ذلك مع الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

كوريا الشمالية.. وحش نووي بحري

"تحت الماء".. كوريا الشمالية تكشف عن وحشها النووي (فيديو إرم)

تتمتع كل عناصر الثالوث النووي بسمات فريدة؛ الصواريخ الأرضية توافر سرعة هجوم كبيرة، والغواصات النووية صعبة التعقب، والقاذفات الجوية تمنح خيارات انتشار متعددة. 

وتجعل هذه القدرات من الردع الصيني "محكماً وفعالاً"، بحسب الخبراء، وتعزز ما تسميه بكين الإكراه السياسي لضمان قبول مصالحها الأساسية دوليًا، بما يشمل السيادة والأمن القومي وإعادة التوحيد الوطني.

السياسة النووية والإطلاع الدولي

أصدرت الصين خلال 2025 وثيقتين رسميتين حول استراتيجيتها النووية؛ الخطة الخمسية الخامسة عشرة وكتاب أبيض للحد من التسلح. أكدت الوثائق أن الصين تسعى للحفاظ على قوة نووية "صغيرة وفعالة"، مع الالتزام بعدم البدء باستخدام الأسلحة النووية وعدم الدخول في سباق تسلح نووي.

وأشار تشاو إلى أن الصين تركز على إشارات الردع أكثر من توفير تطمينات إستراتيجية. و

أضاف: "من المرجح أن تستعرض بكين المنصات النووية الجديدة، مثل القاذفات الإستراتيجية والغواصات من الجيل التالي، في أوقات تختارها هي، وليس وفق جدول خارجي".

أخبار ذات علاقة

علما الصين واليابان

التحذير النووي الصيني لليابان.. رسالة ردع أم بداية سباق تسلّح آسيوي؟

كما أعرب ليو بينغيو عن استعداد الصين للعمل مع الدول المحبة للسلام لبناء نظام متعدد الأقطاب منظم، وتعزيز الحد من التسلح الدولي عبر الأمم المتحدة، وتوطيد "مجتمع مصير مشترك للبشرية".

مع دخول عام 2026، من المتوقع أن تحافظ الصين على استراتيجية النووي الدفاعية مع تحسين قدراتها في الإنذار المبكر والقيادة والسيطرة واختراق الدفاعات، دون زيادة كبيرة في الشفافية.

بينما يراقب العالم التطورات عن كثب، يبقى التوازن الاستراتيجي مع الولايات المتحدة وروسيا محور اهتمام سياسي وأمني بالغ الأهمية، إذ يسعى الجميع إلى إدارة مخاطر التصعيد النووي دون الدخول في سباق تسلح مفتوح.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC