كشفت الأسابيع الأخيرة انقلاباً واضحاً في العلاقة بين إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، يحيلها خبراء إلى "أخطاء كبرى" صدرت من تل أبيب.
وبينما كان ترامب يوصف قبل أشهر بأنه الرئيس الأمريكي الأكثر تأييداً لتل أبيب في التاريخ، بات القلق في إسرائيل جدياً من خسارة أهم حلفائها، في بلد اعتاد منذ زمن طويل على استشارة الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
وتجاهل ترامب نتنياهو خلال الأسابيع الماضية، وهمّشه في قضايا ملحّة مثل المحادثات النووية الإيرانية والصراع مع الحوثيين.
وخلال أول رحلة خارجية كبيرة له هذا الأسبوع، من المقرر أن يزور ترامب ثلاث دول في الشرق الأوسط ، دون التوقف في القدس، وهذه ليست المرة الأولى التي يتجاوز فيها إسرائيل، أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون إن صعود جناح متشكك من إسرائيل في واشنطن، وخاصة داخل الحزب الجمهوري الذي يُنظر إليه تقليدياً على أنه قريب من إسرائيل، يُشكل تحدياً جديداً.
ووفق "واشنطن بوست"، فإن تزايد الهوة بين ترامب ونتنياهو يعود إلى عدم إدراك الأخير بأولويات الرئيس الأمريكي صاحب شعار "أمريكا أولاً"، مشيرة إلى محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي تقديم مصالح تل أبيب على واشنطن.
وفي الأسبوع الماضي، لاحظ الإسرائيليون تزايداً في الخلافات، بعد أن أعلن ترامب عن هدنة مع الحوثيين في اليمن، مما حدّ من هجماتهم على السفن الأمريكية، لكنه لم يتطرق إلى إسرائيل.
"إنه أمر مُقلق"، كما يصفه مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، بينما يتحدث شالوم ليبنر، المساعد السابق لنتنياهو والزميل في المجلس الأطلسي، عن "ذعر مطلق" في تل أبيب.
وفي الأيام الأخيرة، انتهز معارضو نتنياهو الفرصة للتشكيك في تعامله مع العلاقات الأمريكية، إذ وصف يائير لابيد، زعيم المعارضة الوسطية، المفاوضات المباشرة بين الولايات المتحدة وحماس بشأن الرهائن بأنها "فشل دبلوماسي مشين" من جانب نتنياهو، وقال إن "مسؤولية عودتهم تقع على عاتق الحكومة".
كما قال يائير جولان، وهو زعيم حزب يساري: "يتقدم الأمريكيون نحو اتفاق مع إيران، وخطة إقليمية جديدة بمليارات الدولارات، لكنهم يتجاهلون نتنياهو وإسرائيل".
أما أورين، السفير الإسرائيلي السابق، فيعتقد أن الكثيرين في إسرائيل ينسون أن ترامب "ليس من مؤيدي المستوطنات، فقد عارض ضم الضفة الغربية، وتبنى خطة الدولتين" خلال ولايته الأولى.
وأضاف أورين "لنكن واقعيين، بعض الأصوات المؤيدة لإسرائيل والمؤثرة للغاية لم تعد موجودة في البيت الأبيض".
لكن حلفاء نتنياهو يقللون من شأن أي خلاف بين القادة الأمريكيين والإسرائيليين، وتنقل "واشنطن بوست" عن أحد أعضاء حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو بأن القلق في إسرائيل ناجم ببساطة عن "تباين التوقعات".
