وصف خبراء الإعلان عن إجراء الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات مباشرة مع حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، بالتطور السياسي والدبلوماسي الكبير غير المسبوق في توجهات الإدارة الأمريكية.
وقالوا في حديث مع "إرم نيوز" إن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس تحمل دلالات غاية في الأهمية، سواء على المستويات الاستراتيجية أو السياسية أو الدبلوماسية.
وأكدوا أن التحول البراغماتي في السياسة الأمريكية يعكس استعداد إدارة ترامب لخرق السياسات الأمريكية التقليدية التي دأبت طوال العقود الماضية على الانحياز الدائم للجانب الإسرائيلي.
وبعد ما حققته المفاوضات المباشرة بين أمريكا وحماس من نجاح دون علم تل أبيب، وأسفرت عن إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر، فإن السؤال المطروح حاليًّا: هل يمكن لإدارة ترامب استكمال المفاوضات مع الحركة لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب في غزة وإلزام نتنياهو بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بهذا الخصوص؟
في تحليله للتطورات التي شهدتها الساعات الأخيرة، والتي كشفت عن إجراء واشنطن مفاوضات مباشرة مع حركة حماس، يرصد المحلل السياسي مهنا الدروب في حديثه مع "إرم نيوز" تحوّلًا كبيرًا في خطاب الإدارة الأمريكية تجاه قضية الحرب الإسرائيلية في غزة.
ويشير الدروب في هذا الخصوص إلى التصريحات المثيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأشاد فيها بإعلان حركة حماس الإفراج عن الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، واصفًا ما يجري في غزة بأنه حرب وحشية.
وقال المحلل الدروب، إن الإدارة الأمريكية، وبما تملكه من قوة، يمكنها استكمال المفاوضات المباشرة مع حماس وإنهاء الحرب في غزة وإلزام بنيامين نتنياهو بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
ورغم استياء نتنياهو من المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس، والتصريحات الأخيرة التي أكد فيها قدرة إسرائيل على الاستغناء عن الدعم الأمني الأمريكي، فإنه يدرك في قرارة نفسه أن الدعم الأمريكي لا يقتصر على الجانب المادي، بل هو دعم متعدد الأوجه يصل إلى حد الرعاية الشاملة لإسرائيل في جميع المحافل الدولية، كما يقول المحلل الدروب.
من جانبه، قال المحلل جمعة سلامة، إن إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين يحمل دلالات كثيرة، وفي صدارتها التحول البراغماتي في السياسة الأمريكية، الذي يُظهر استعداد إدارة ترامب لخرق السياسات التقليدية لتحقيق أولويات إنسانية وسياسية، ويخدم المصالح الأمريكية في المنطقة.
ويؤكد المحلل سلامة أن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحماس تمثل تطورًا سياسيًّا ودبلوماسيًّا غير مسبوق، أسهم في كسر سياسة أمريكية طويلة الأمد تجنبت فيها واشنطن التفاوض المباشر مع حماس، التي تُصنَّف كمنظمة إرهابية منذ عام 1997.
وقال في حديث لـ"إرم نيوز" إن المفاوضات الأمريكية المباشرة مع حماس تعكس قدرة واشنطن على إلزام إسرائيل بتنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه بخصوص وقف الحرب في غزة.
وأشار المحلل سلامة إلى أن أمريكا تُعد الدولة الرئيسة التي تزود إسرائيل بالمال والسلاح، وتحميها في مجلس الأمن والمحافل الدولية من أيّ إجراءات عقابية بسبب خرقها القانون الدولي الإنساني.
وفي ظل التطورات الدراماتيكية التي شهدتها العلاقات الأمريكية الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، والتي ترى فيها الأوساط السياسية كسرًا لـ"التابو الإسرائيلي" في علاقات واشنطن مع الدولة العبرية، فإن نجاح أي مفاوضات لوقف الحرب في غزة يبقى رهنًا بمدى جدية إدارة ترامب في الضغط على نتنياهو وحكومته المتطرفة.
