logo
العالم

كوريا الشمالية بين واشنطن وبكين.. ورقة استراتيجية أم عبء ثقيل؟

كوريا الشمالية بين واشنطن وبكين.. ورقة استراتيجية أم عبء ثقيل؟
من تجربة صاروخية كورية شماليةالمصدر: (أ ف ب)
21 أغسطس 2025، 5:19 م

ساهم تراجع دور الصين في ردع سلوك كوريا الشمالية النووي بعد فشل "قمة هانوي"، في اندفاع بيونغ يانغ نحو تطوير قدراتها النووية والصاروخية بعيدة المدى، الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية.

وعام 2019، فشلت قمة احتضنتها العاصمة الفيتنامية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم كيم جونغ أون، في التوصل لحل حول السلاح النووي الكوري الشمالي.

وقالت صحيفة "فورين أفيرز" في تقرير نشرته الخميس، إن "بكين شكّلت على مر العقود الماضية لاعبا رئيسًا في جهود احتواء طموحات كوريا الشمالية النووية ضمن الجهود الدولية في هذا الصدد، من خلال دعمها للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي والعمل مع واشنطن على تشديد العقوبات على بيونغ يانغ، رغم المعارضة".

أخبار ذات علاقة

كيم جونغ أون برفقة قادة الجيش

كيم جونغ أون يشيد بجنود كوريا الشمالية "الأبطال" في روسيا

وأضاف التقرير، أن "احتدام التنافس الصيني الأمريكي دفع بكين إلى التراجع عن هذا النهج، والاكتفاء بمواقف أكثر حذرا تجاه سياسات بيونغ يانغ الاستفزازية، بما في ذلك تقاربها المتزايد مع روسيا من خلال دعمها لموسكو في الحرب الأوكرانية".

وأعرب بعض المحللين في واشنطن وسيول، عن أملهم في أن تدفع الشراكة الروسية الكورية الشمالية، الصين إلى إحداث تحول في موقفها تجاه كوريا الشمالية.

غير أن السوابق التاريخية أثبتت عكس ذلك، فغالبًا ما عززت بكين روابطها مع بيونغ يانغ كلما اقتربت الأخيرة من موسكو، كما حدث في ستينيات القرن الماضي.

وأشار التقرير إلى أن الاعتقاد بأن التهديد بتسلح كوريا الجنوبية نوويًا سيدفع الصين للتعاون، قد يكون غير منطقي، إذ يرجح أن تتعامل بكين مع هذه الخطوة بعداء شديد، كما أثبتت أزمة نشر نظام صواريخ "ثاد" الأمريكية عام 2016 وما تبعها من إجراءات اقتصادية قاسية فرضتها بكين على سول.

ويرى التقرير، أن أي أفق لتعاون صيني أمريكي حقيقي بشأن كوريا الشمالية مرهون بضمانات واشنطن لبكين حول مصالحها الجوهرية، وفي مقدمتها قضية تايوان.

فالتجربة التاريخية تظهر أن الصين كانت أكثر استعدادًا للضغط على بيونغ يانغ عندما شعرت بالأمان تجاه تايوان، وأقل استعدادًا بل وأكثر ميلًا لحماية كوريا الشمالية عندما رأت أن واشنطن تهدد مكانتها في شبه الجزيرة الكورية.

وتنظر الصين إلى كوريا الشمالية باعتبارها "سلاحًا ذا حدين"، فهي تمثل عبئا بسبب سلوكها المتهور وإمكانية إشعالها صراعًا قد يجر بكين إلى مواجهة مباشرة، لكنها في الوقت ذاته ورقة استراتيجية تمنع إخضاع شبه الجزيرة الكورية إلى سيطرة واشنطن.

إلى جانب ذلك، فإن بقاء كوريا الشمالية مسلحة نوويًا يوفر للصين مكسبًا إضافيًا يتمثل في إرباك الانتشار العسكري الأمريكي في حال نشوب نزاع حول تايوان، وإبقاء القوات الأمريكية منشغلة في المسرح الكوري، وفقًا للتقرير.

أخبار ذات علاقة

صواريخ كوريا الشمالية

أمريكا في مرمى صواريخ كيم.. قاعدة سرية لكوريا الشمالية قرب الصين (صور)

وقال التقرير، إن "بكين لا ترغب في انهيار النظام الكوري الشمالي، إذ تخشى من تداعيات كارثية تشمل تدفق لاجئين عبر حدودها الشمالية، وانهيار دولة عازلة تفصلها عن القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية، واحتمال ظهور شبه جزيرة موحدة بقيادة سيول وتحالفها مع واشنطن".

كما يشكّل القرب الجغرافي للمواقع النووية الكورية الشمالية من الحدود الصينية خطرًا مباشرًا على أمنها البيئي والسكاني في حال وقوع حادث أو ضربة عسكرية استباقية.

وخلص التقرير، إلى أن "الافتراض بأن الصين ستتخلى عن كوريا الشمالية لمجرد تقاربها مع روسيا أو بسبب تهديدات نووية من الجنوب، هو رهان خاسر، فما قد يدفع بكين فعليًا نحو تلك الخطوة ترتيبات محدودة وواقعية مع واشنطن تركز على خفض احتمالات اندلاع صراع في شبه الجزيرة".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC