حذر المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي "الناتو" نيكولاس ويليامز، أن المواجهة في أوكرانيا قد تتحول إلى حرب عالمية ثالثة.
وأوضح ويليامز في حوار مع "إرم نيوز"، أن روسيا تركز على أهدافها في أوكرانيا، وتكافح من أجل تحقيقها، وإذا تحركت الولايات المتحدة بشكل مباشر وعدواني ضد روسيا أو الصين، فسيكون من المرجح اندلاع حرب أوسع نطاقا.
وشدد على أن دول أوروبا حاولت استرضاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة الناتو الأخيرة في لاهاي حتى لا يتصرف ضد مصالح الأوروبيين، وما يؤثر على أمنهم.
كما أكد "ويليامز" أن لا علاقة بين زيادة الإنفاق الدفاعي لدول الناتو، بطلب من ترامب إلى 5 % من الناتج المحلي الإجمالي، بما هو مطلوب فعليا للدفاع عن أوروبا ضد روسيا.
إلى الحوار:
· كيف ترى مستقبل الحلف في ظل وجود ترامب وما فرضه في ولايته الحالية؟
- سيستمر التحالف عبر الأطلسي، وإن كان بشكل أضعف، سينشغل الحلف كمنظمة بتوتراته الداخلية، خاصةً بالخوف الأوروبي من أن يقوم ترامب بتخفيض القوات الأمريكية في الناتو بشكل تعسفي دون منحهم الوقت الكافي للتكيف مع وضع عسكري أوروبي آخر. لقد كانت قمة الناتو الأخيرة في لاهاي محاولة من الأوروبيين لكسب الوقت واسترضاء ترامب حتى لا يتصرف بشكل مفاجئ وضد مصالح الأوروبيين في سعيهم لإيجاد حل لمشكلة عدم اهتمام الولايات المتحدة بالأمن الأوروبي.
· هل ما فُرض من زيادة الإنفاق بين الأوروبيين سيسهم في حماية القارة العجوز من الخطر الروسي؟
- لم تحدث زيادة الإنفاق أبدا بالشكل المطلوب، فبعض الدول لم تفِ حتى بالتزامها بتخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي. كان الالتزام بالإنفاق بنسبة 5% مصمما بالكامل لإرضاء ترامب، لا علاقة لهذا بما هو مطلوب فعليا للدفاع عن أوروبا ضد روسيا.
- كيف ترى قيام ترامب بجر الأوروبيين إلى مواجهة مع الصين؟
- للأوروبيين مخاوفهم الخاصة بشأن الصين، لكنها مخاوف تجارية واقتصادية، وليست أمنية أو عسكرية بالدرجة الأولى، إذا حاول ترامب ابتزاز أوروبا لصالح خوض حربه الاقتصادية ضد الصين، سيقاوم الأوروبيون. قد تؤدي سياسة ترامب الجمركية غير المتماسكة استراتيجيا إلى تعاون أوروبا والصين بما يخدم مصالحهم المشتركة، لقد مكّن ترامب، من خلال سياساته الجمركية واسعة النطاق وغير المدروسة، بقية العالم من التجارة من دونه.
· هل من الممكن أن تتحول المواجهة في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة؟
- هذا ممكن، ولكنه مستبعد، سيتعب محور روسيا وإيران والصين من ازدواجية ترامب في المواقف وتعامله في أحيان عدة بنوع من التنمر، لكنهم سيرغبون في تجنب حرب كبرى. روسيا تركز على أهدافها في أوكرانيا، وتكافح من أجل تحقيقها، فقط إذا تحركت الولايات المتحدة بشكل مباشر وعدواني ضد روسيا أو الصين، فسيكون من المرجح اندلاع حرب أوسع نطاقا.
· ما المطلوب في الفترة المقبلة من دول الناتو لحماية أمن أعضائه؟
- قبل عامين، اتفق قادة الناتو، في قمتهم في "فيلنيوس" ، على مجموعة من الخطط الدفاعية التي ستجعلهم يتمكنون عند تطبيقها من الدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو. ولا تزال هذه الخطط قيد التنفيذ، فيما تقوم دول الحلف بتعديل أوضاع قواتها العسكرية. سيستغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن يثق الناتو بقدرته على الدفاع والردع ضد العدوان الروسي، وعند تطبيق هذه الخطط، لن تمتلك روسيا الثقة أو القوة لشن حرب ضد جميع دول الناتو البالغ عددها 32 دولة.