ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
نجح الخطاب الماراثوني غير المسبوق الذي ألقاه السيناتور الديمقراطي كوري بوكر، أمام مجلس الشيوخ، في كسب الحزب الديمقراطي المتعثر شيئاً كان في أمس الحاجة إليه في عهد دونالد ترامب، وهو الاهتمام والتصفيق من قاعدته، وفق تقرير لموقع "أكسيوس".
وكان بوكر قد ألقى خطاباً، هو الأطول في تاريخ مجلس الشيوخ الأمريكي، محطماً رقماً قياسياً لأطول خطاب والذي كان مسجلاً باسم السيناتور الجمهوري السابق ستورم ثيرموند.
وتحدث بوكر في خطابه، الذي شهدته قاعة المجلس، بحضور كبار الديمقراطيين مثل زعيم الأقلية تشاك شومر، لمدة 25 ساعة و4 دقائق متواصلة، متجاوزاً ثيرموند الذي ألقى خطاباً استمر 24 ساعة و18 دقيقة.
وقال بوكر إن خطابه أمام مجلس الشيوخ يسلط الضوء على "تهور" إدارة ترامب، التي مضت قدماً في محاولاتها لإعادة تشكيل الحكومة الفيدرالية وهيكلة وظائفها بشكل جذري.
وبحسب التقرير: "يعتقد كبار الديمقراطيين أنهم في أعمق حفرة لهم منذ ما يقرب من 50 عاماً بعد خسارة البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، ومجلس النواب، وأصبحت قاعدة الحزب غير صبورة تجاه القادة الذين لم يواجهوا الرئيس ترامب بشكل أكثر قوة".
ويقول التقرير إنه "بالنسبة لحزب يعاني من تدني التصنيفات الشعبية وضبابية الاتجاه، فإن خطاب بوكر الذي استمر لأكثر من 25 ساعة قد يكون نقطة تحول".
ويرى "أكسيوس" أنه "بعد أشهر من مطالبة الناس للقادة الديمقراطيين بالتحرك ضد أجندة ترامب، فإن لفتة بوكر الكبرى - التي يبدو أنها تحظى بدعم من شريحة واسعة من الديمقراطيين - قد تؤثر على الرأي العام".
ويشير التقرير إلى أن "خطاب بوكر الاستثنائي والمثير للجدل بمثابة الحادثة النادرة التي نجح فيها الديمقراطيون في سرقة الأضواء من ترامب، الذي سيطر على تقريباً كل دورة إخبارية منذ عودته إلى المنصب".
وقالت شانا جاداريان، أستاذة العلوم السياسية في جامعة "سيراكيوز" الأمريكية: "يهدف خطاب السناتور بوكر الماراثوني على أرضية مجلس الشيوخ إلى تحقيق أمرين".
وأوضحت أن "الأمر الأول لفت الانتباه إلى التهديد الذي يزعم بوكر والديمقراطيون أن دونالد ترامب يشكله على صحة الديمقراطية الأمريكية ورفاهية الجمهور الأمريكي، والثاني أن يكون نداءً لتحفيز الديمقراطيين الآخرين على التحرك بشكل جريء باستخدام أي وسيلة لديهم".
وتابعت: "أعضاء حزب الأقلية لديهم أدوات رسمية أقل لتنفيذ السياسات التي يفضلونها، ولكن في مجلس الشيوخ، يمكنهم منع حدوث أي تحرك، يمكنهم طرح القضايا على جدول الأعمال، ويمكنهم تشجيع الآخرين في الحزب وبين الجمهور للتعبير عن قيمهم".
وأضافت: "دعا الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة الرئيس ترامب وحليفه إيلون ماسك، بالإضافة إلى صياغة أوضح لمبادئ الحزب. ويستجيب بوكر لهذه الدعوة".
وكان بوكر، قد قال في مقطع فيديو نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يلقي خطابه، يوم الاثنين، إنه سمع نداءات للمشرعين من كافة أنحاء البلاد "ببذل المزيد من الجهد لإدراك المطالب الملحة والأزمة الراهنة".
وأضاف المرشح الرئاسي السابق: "أعتقد أننا جميعاً لدينا مسؤولية القيام بشيء مختلف، لإحداث مشاكل جيدة، كما قال جون لويس".
وتنص قواعد الكونغرس الأمريكي على أنه يمكن لأي سيناتور أن يتحدث مدة زمنية غير محددة الوقت، طالما لا توجد قيود خاصة على ذلك.
ولم يسمح لبوكر الخروج من قاعة مجلس الشيوخ لأي سبب خلال الخطاب، سواء استخدام المرحاض أو تناول الطعام أو الشراب، أو حتى الجلوس.
وانتقد بوكر خلال كلمته سياسات الرئيس الأمريكي الجمهوري دونالد ترامب في ولايته الثانية وكذلك انتقد حليفه المقرب إيلون ماسك.
وأجاب بوكر على بعض الأسئلة من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، وكانت تلك الفرصة الوحيدة له للتوقف عن خطاب.
وقال بوكر في تدوينة عبر منصة "إكس": "أخذت الكلمة في مجلس الشيوخ وسأتحدث طالما أنا قادر جسدياً على رفع أصوات الأمريكيين الذين يتعرضون للأذى ولا يُسمع صوتهم في هذه اللحظة من الأزمة"، على حد تعبيره.
