حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
أعلنت هولندا والسويد والنرويج والدنمارك، اعتزامها شراء أسلحة أمريكية بقيمة مليار دولار، وذلك لصالح دعم أوكرانيا.
يأتي ذلك، ضمن أول خطوة عملية لتفعيل آلية "قائمة متطلبات أوكرانيا ذات الأولوية" التي أُطلقت الشهر الماضي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
الصفقة، التي اعتُبرت تحولا نوعيا في أسلوب الدعم الغربي لكييف، ستنفذ من مخزونات الولايات المتحدة مباشرة، حيث ستخصص هولندا 500 مليون يورو (577 مليون دولار)، لشراء أسلحة تشمل منظومات باتريوت الدفاعية وقطعا حيوية لتلبية الاحتياجات العسكرية الأوكرانية.
ووفقا لهذه الصفقة ستدفع الدول الإسكندنافية الثلاث مجتمعة 500 مليون دولار إضافية، تتوزع بين مساهمات السويد والنرويج والدنمارك، وتتضمن أنظمة دفاع جوي وذخائر مضادة للدبابات وقطع غيار.
وشدد وزراء الدفاع في الدول الأوروبية على أن هذه الخطوة تأتي لمواجهة الضغط العسكري الروسي المتزايد على أوكرانيا، خاصةً وأن أمن كييف مرتبط مباشرة بأمن أوروبا.
ومع هذا التحول الأوروبي، يتساءل الجميع، حول ما إذا كانت هذه الصفقة مجرد بداية فعلية لدخول الدول الإسكندنافية في خط المواجهة المباشرة مع روسيا.
وقال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية محمود الأفندي، إن "الصفقة ليس لها تأثير حقيقي في موازين الحرب، وهي خطوة رمزية تصب في مصلحة الولايات المتحدة قبل كييف".
وأضاف الأفندي لـ "إرم نيوز"، أن "مبلغ مليار دولار لا يحدث فارقا في حرب بهذا الحجم، خاصة في ظل ارتفاع تكلفة السلاح الأمريكي مقارنة بنظيره الروسي أو الصيني".
ورأى أن "الصفقة تمثل عبئا اقتصاديا على أوروبا، أكثر مما تقدمه من قيمة ميدانية، لا سيما وأن أوكرانيا حصلت منذ بداية الحرب على ما يناهز 500 مليار دولار، ورغم ذلك تراجعت قدراتها على الأرض".
واعتبر الأفندي، أن "تحركات هذه الدول تبدو مدفوعة بضغط أمريكي مباشر، بعد إعلان واشنطن تقليص دعمها وتحولها إلى نموذج البيع لا المنح، وهو ما يفاقم العبء على الدول الأوروبية".
وبدوره، قال مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية ديميتري بريجع، إن "الصفقة تمثل تحولا استراتيجيا في موقف الدول الإسكندنافية ضمن معادلة الصراع بين روسيا والغرب".
وأضاف بريجع لـ"إرم نيوز"، أن "هذه الدول، التي كانت لعقود حريصة على الحياد النسبي والتركيز على العمل الإنساني والدبلوماسي، باتت اليوم تتحرك مباشرة في سياق الاستقطاب العسكري".
ورأى أن "هذه الخطوة تتزامن مع تسارع وتيرة الاندماج الأمني بين الدول الإسكندنافية والحلف الأطلسي، لا سيما بعد انضمام فنلندا والسويد، وهو ما تعتبره موسكو تهديدا مباشرا لأمنها القومي".
وأضاف الخبير الروسي، أن "الصفقة لا تقتصر على دعم أوكرانيا فقط، بل تشير لرسائل متعددة لروسيا، أولها بأن أوروبا الغربية ما زالت موحّدة في الموقف، والثانية إلى واشنطن والناتو بأن أوروبا مستعدة لتحمل تكاليف التصعيد السياسىي والعسكري لفترة طويلة".
وحذر بريجع، من أن "موسكو قد تفسر هذه التحركات كاستفزاز مباشر، ما قد يدفعها إلى اتخاذ خطوات مضادة، سواء عبر التحركات العسكرية على حدود الشمال الأوروبي أو عبر أدوات ضغط اقتصادية وسيبرانية، مستغلّة ما وصفه بـهشاشة المنظومة الدفاعية لبعض الدول الإسكندنافية".
وأشار إلى أن "فصل الشتاء المقبل سيكون حاسمًا في هذه المعادلة، خاصة على مستوى الطاقة والبنية التحتية للاتصالات".
وخلص بريجع إلى أن "صفقة المليار دولار ليست مجرد اتفاق تجاري، بل تمثل نقطة تحول في مسار المواجهة بين موسكو والغرب".