مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا

logo
العالم

الهجوم المضاد.. ما خيارات أوكرانيا "المعقدة" أمام التقدم الروسي؟

لواء المدفعية التابع للقوات المسلحة الأوكرانيةالمصدر: رويترز

ظلت فكرة "الهجوم المضاد" الأوكراني، منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عامين، تطرح بوصفها الخيار الوحيد أمام كييف لاستعادة الأراضي التي خسرتها أمام التقدم الروسي

ولكن مع تراجع الزخم العسكري الأوكراني، وتزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية على حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأ السؤال يطرح نفسه من جديد: هل ما زال لدى أوكرانيا القدرة أو الإرادة للرد بهجوم مضاد فعال، في ظل تفوق روسيا العسكري وتهديداتها النووية المستمرة؟

أخبار ذات علاقة

التجارب النووية الأمريكية

روسيا تحذر من "عواقب كارثية" إذا استأنفت أمريكا تجاربها النووية

واقع معقد

تواجه القوات الأوكرانية اليوم واقعًا معقدًا، إذ يواصل الجيش الروسي تحقيق مكاسب محدودة ولكن ثابتة في شرق البلاد وجنوبها. 

وتشير مصادر غربية أن مخزونات الذخيرة الأوكرانية تتناقص، بينما يعتمد الجيش بشكل شبه كامل على الإمدادات الغربية، التي تباطأت خلال الأشهر الأخيرة بسبب الخلافات السياسية داخل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول استمرار الدعم.

ومع ذلك، يرى محللون عسكريون في بروكسل أن "الهجوم المضاد الأوكراني" لا يزال ممكنًا، ولكن بشروط صارمة.

فبحسب العميد مدير مركز الدراسات الأمنية والدفاعية (CESD) في بلجيكا، كورت إنجلن، "تحتاج أوكرانيا إلى عنصر المفاجأة والتنسيق الكامل مع الدعم الاستخباراتي الغربي لتغيير موازين المعركة، وإلا فإن أي هجوم مضاد سيتحول إلى استنزاف دموي".

تهويل غربي

تسعى روسيا إلى فرض معادلة جديدة تقوم على الردع النووي والحرب الهجينة، ففي مقابلة بثتها قناة "RTBF"  البلجيكية، قال السفير الروسي في بلجيكا، دينيس غونتشار، إن موسكو "لم تخطط ولن تخطط للهجوم على الناتو أو أوروبا".

وأضاف السفير الروسي أن "التهويل الغربي هدفه تبرير الإنفاق العسكري الضخم الذي تجاوز 1500 مليار دولار سنويًا في دول الحلف".

لكن الخبراء الأوروبيين يشككون في هذا الطرح، إذ ردّ إنجلن قائلًا إن "روسيا تقول إنها لا تستعد للحرب، تمامًا كما أنكرت نيتها شنّ حرب على أوكرانيا عام 2014".

وأضاف أن "الصناعات الدفاعية الروسية تنتج اليوم ضعف ما تنتجه أوروبا من الأسلحة والذخائر، ما يضع القارة في موقف دفاعي صعب".

إضعاف التماسك

وفي السياق نفسه، أوضح جوزيف هنروتان، رئيس تحرير مجلة "ديفانس أيه سكيوريتي إنترناسيونال"، أن "الخطر لا يقتصر على الجبهة الأوكرانية".

وأضاف "كل الدول الأوروبية أصبحت هدفًا محتملًا للهجمات الروسية غير التقليدية، سواء عبر الفضاء السيبراني أم من خلال ضربات محدودة ضد البنية التحتية الحيوية".

وأكد هنروتان أن بلجيكا، على سبيل المثال، "تتعرض لأكثر من ألف هجوم إلكتروني أسبوعيًا، يستهدف قطاعات الطاقة والتمويل والصحة والنقل"، مشيرًا إلى أن هذه العمليات "جزء من الحرب الهجينة التي تخوضها روسيا لإرباك خصومها وإضعاف تماسك الناتو".

أخبار ذات علاقة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

الكرملين ينفي إصدار بوتين أي تعليمات بشأن التحضير لتجارب نووية

قوة لا تستعمل

ورغم تصاعد الخطاب العسكري، يتفق معظم المحللين على أن الأسلحة النووية الروسية تبقى أداة ضغط نفسية ودبلوماسية أكثر منها وسيلة حرب حقيقية. 

وقال تقرير لمجلة "دي إس أي" إن موسكو "تعتمد على التهديد النووي لردع الغرب وإبقاء الصراع في نطاق يمكن التحكم فيه، لكنها لا تسعى إلى مواجهة شاملة قد تقود إلى نهاية غير محسوبة".

من هذا المنطلق، يرى محللون أن التهديد النووي يحقق غايته من دون أن يُستخدم فعلًا، إذ يمنح روسيا تفوقًا استراتيجيًا ويزرع الخوف والانقسام داخل معسكر الناتو، فيما يظل السلاح النووي، حتى إشعار آخر، رمز القوة التي لا تُستعمل.

وفي ظل استمرار الحرب واستنزاف الموارد، تبدو أوكرانيا عالقة بين خيارين أحلاهما مرّ: الاستسلام للواقع الميداني أو خوض هجوم مضاد محفوف بالمخاطر.

وفي المقابل، تواصل روسيا استخدام قوتها النووية والهجينة كأداة ردع وتأثير، ما يجعل المشهد الأوروبي على حافة "حرب باردة جديدة"، حرب لا تُعلن رسميًا، لكنها تُخاض في الفضاء السيبراني، والإعلام، والسياسة، وحتى في عقول الشعوب.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC