مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان

logo
العالم

"اجتماع الجنرالات".. تحولات استراتيجية مرتقبة تثير "هلع" موظفي البنتاغون

ترامب ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيثالمصدر: رويترز

أعرب قادة عسكريون أمريكيون عن مخاوف إزاء الاستراتيجية الدفاعية المقبلة لإدارة الرئيس دونالد ترامب، في مؤشر على تباين متزايد بين القيادة السياسية والعسكرية داخل البنتاغون.

وبرزت تلك المخاوف بعد دعوة وزير الدفاع بيت  هيغسيث كبار القادة العسكريين إلى قمة استثنائية ستعقد يوم الثلاثاء المقبل في ولاية فيرجينيا، بحسب ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر مطلعة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

ترامب يكشف أهداف "اجتماع الجنرالات" في كوانتيكو

وسيشارك ترامب في الاجتماع الاستثنائي للجنرالات والأدميرالات في قاعدة مشاة البحرية كوانتيكو، حيث يُتوقع أن يلقي هيغسيث كلمة حول المعايير العسكرية و"أخلاقيات المحارب"، في وقت يعبر فيه القادة العسكريون عن مخاوفهم من احتمال عمليات تسريح جماعية أو إعادة هيكلة جذرية للقيادة القتالية والتسلسل الهرمي العسكري.

انتقادات واسعة 

ووجه عدد من كبار الضباط، بينهم رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كين انتقادات، في الوقت الذي يعمل فيه هيغسيث على إعادة ترتيب الأولويات العسكرية للولايات المتحدة، مع التركيز على التهديدات الداخلية، وتقليص حدة المنافسة مع الصين، وخفض الانخراط الأمريكي في أوروبا وأفريقيا.

ويشكل الجدل الدائر حول استراتيجية الدفاع الوطني، وهي المرجع الأساس للبنتاغون في تحديد أولويات الموارد وانتشار القوات الأمريكية عالمياً، أحدث التحديات أمام كبار القادة العسكريين في سعيهم للتكيف مع النهج غير التقليدي الذي تتبعه إدارة ترامب تجاه المؤسسة العسكرية.

وأعربت مصادر مطلعة، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها، عن تنامي شعور بالإحباط من خطة يرونها محدودة الرؤية وربما غير ملائمة، في ظل النهج الشخصي والمتقلب أحياناً الذي يتبناه الرئيس في إدارة السياسة الخارجية.

وقالت الصحيفة، إن الاستراتيجية، التي وصلت الآن إلى مرحلتها النهائية، صاغها مسؤولون معينون سياسياً من قبل إدارة ترامب داخل مكتب السياسة في البنتاغون، بمن فيهم بعض الذين سبق لهم انتقاد الالتزامات الأمريكية الطويلة الأمد تجاه أوروبا والشرق الأوسط.

أخبار ذات علاقة

ترامب وهيغسيث

مئات الجنرالات في اجتماع "طارئ ومرتقب".. ما الذي يخطط له هيغسيث؟

مسودة الخطة

وأشارت الصحيفة إلى أن مسودة الخطة تم تداولها على نطاق واسع مع القادة العسكريين، من قيادات القتال العالمية وصولاً إلى رؤساء الأركان المشتركة، حيث أعرب بعضهم عن تساؤلات حول مدى توافق أولوياتها مع مهمة القوات المصممة للاستجابة للأزمات حول العالم، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة.

أبلغ الجنرال كين قيادة البنتاغون العليا بمخاوفه خلال الأسابيع الأخيرة، وفق مصدرين مطلعين.

 وقال المصدر الأول: " كين قدّم لهيغسيث ملاحظات صريحة للغاية"، مشيراً إلى أن كبير مسؤولي السياسات في البنتاغون، إلبريدج كولبي، شارك أيضاً في النقاش.

 وأضاف: "لا أعلم إن كان هيغسيث يدرك حجم استراتيجية الدفاع الوطني، ولهذا السبب أعتقد أن كين بذل كل هذا الجهد".

وأوضح المصدر الثاني أن كين سعى لجعل الاستراتيجية تركز على إعداد الجيش لردع الصين، وإذا لزم الأمر، لهزيمتها في أي صراع.

تحول استراتيجي 

ويخطط البنتاغون لسحب بعض القوات من أوروبا وتعزيز قياداته بطريقة تثير قلق بعض الحلفاء الأمريكيين، خاصة في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتوغلات موسكو المتكررة مؤخرا في المجال الجوي لحلف الناتو.

 ولعدة سنوات، استندت استراتيجية البنتاغون إلى فكرة أن أفضل وسيلة للدفاع عن البلاد تكمن في بناء تحالفات عسكرية قوية في الخارج والحفاظ عليها.

ويرى منتقدو هذا النهج داخل الإدارة أن الولايات المتحدة غارقة في حروب باهظة التكلفة في الخارج بدل التركيز على حماية مصالحها الداخلية. وقد اقتصر أسلوب ترامب إلى حد كبير على الضغط على الحلفاء لزيادة إنفاقهم الدفاعي؛ ما أدى أحياناً إلى نفور بعض صقور الدفاع الجمهوريين في الكونغرس الذين يطالبون أيضاً بزيادة الميزانية الدفاعية داخلياً.

منافسة الصين 

وتركز معظم الانتقادات الداخلية للاستراتيجية الجديدة على اهتمام الوثيقة بالتهديدات الموجهة للأراضي الأمريكية، رغم استمرار الصين في تعزيز قوتها العسكرية بسرعة؛ وهو ما حذر القادة العسكريون من أنه يقلص الفارق بين الولايات المتحدة وقوة الصين في المحيط الهادئ، بحسب عدة مصادر مطلعة.

أخبار ذات علاقة

دونالد ترامب

بحضور ترامب.. ترقب ومخاوف أمنية قبل اجتماع "كبار الجنرالات"

لا تزال أجزاء كبيرة من الوثيقة تركز على الصين، مع إيلاء اهتمام خاص لاحتمال هجوم على تايوان، بدلاً من التركيز على المنافسة العالمية مع أكبر خصوم الولايات المتحدة، وفقاً لخمسة مصادر.

وقد حذّر كولبي مراراً من عدم استعداد الجيش الأمريكي لمواجهة غزو محتمل من الصين، داعياً واشنطن إلى توجيه اهتمامها ومواردها نحو هذا التحدي.

وصرح أحد المسؤولين السابقين عن هذه الاستراتيجية بأن هناك مخاوف من أن الوثيقة "ليست مدروسة جيداً".

 وأوضح مصدران مطلعان أن نبرة الوثيقة أكثر حزبية مقارنة بالاستراتيجيات السابقة؛ إذ تشير إلى أن إدارة الرئيس السابق جو بايدن مسؤولة عن تآكل الجيش الأمريكي، بطريقة تشبه خطابات هيغسيث.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC