ترامب: حذرت حماس من عواقب عدم قبول اتفاق وهذا تحذيري الأخير
يمثل الوجود الروسي المتزايد في الساحل الأفريقي، نجاحًا للرئيس فلاديمير بوتين، بالاستفادة من فشل سياسات فرنسا في السنوات الأخيرة، وفق ما ذكره موقع "موند أفريك"، الفرنسي المتخصص في التحقيقات الصحفية.
وسلط تقرير إخباري للموقع، الضوء على ما اعتبره "بسطًا للسجاد الأحمر" من قبل النيجر أمام الروس وتوفير موطئ قدم لهم للتمدد في منطقة الساحل الأفريقي.
ويُظهر التوقيع على وثيقة تفاهم لتعزيز التعاون في مجال الدفاع بين النيجر وروسيا، إلى أي مدى استفاد بوتين من إخفاقات سياسة الرئيسين الفرنسيين، فرانسوا هولاند، وإيمانويل ماكرون، اللذين سلّما لمدة عامين، مفاتيح سياسة فرنسا تجاه القارة الأفريقية إلى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان.
وقد وقع على الوثيقة بالأحرف الأولى وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الفريق ساليفو مودي، ونائب وزير الدفاع الروسي، العقيد الجنرال إفكوروف لونوس بيك، كما استقبل رئيس المجلس العسكري الحاكم العميد عبد الرحمن تياني، الوفد الروسي الذي زار النيجر.
وبحسب التقرير، فإنّ "هناك تفسيريْن مختلفيْن يُستخدمان لتفسير اهتمام روسيا المتزايد بأفريقيا، الأول يؤكد أن روسيا تتصرف مثل الاتحاد السوفييتي سابقًا مع القارة الأفريقية، فهي تحتاج إلى موارد التعدين الأفريقية لتشغيل صناعتها من المنغنيز والبوكسيت والكروم، وفي المقابل توفر المساعدة الأمنية، وهي إستراتيجية ذات منفعة متبادلة لكنها قصيرة المدى ودون عمق حقيقي".
أمّا التفسير الثاني فيشير إلى أن "بوتين ينظر إلى أفريقيا باعتبارها حدودًا ثانية، بعد أوروبا الشرقية، لتطويق أوروبا الغربية، ويزعم أنصار هذه الحجة أنه من خلال تعزيز عدم الاستقرار، وتعطيل الانتخابات، وتصدير الأسلحة وربما تغذية سياسة الهجرة، تهدف الإستراتيجية الكبرى التي ينتهجها بوتين إلى استخدام أفريقيا لزعزعة استقرار أوروبا".
وأفاد التقرير بأن "السرعة التي وسعت بها روسيا حضورها في القارة الأفريقية يمكن تفسيرها بالتردد المتزايد من جانب الغرب في تقديم المساعدة العسكرية إلى كل دولة أفريقية، وبدا أن روسيا لا تستغل نقاط الضعف التي تعاني منها القارة فحسب، بل تستغل أيضًا تراجع الثقة في الإصلاحات الديمقراطية الليبرالية في بعض البلدان الأفريقية".
وبالنسبة إلى روسيا، فإن أفريقيا تعد أيضًا كتلة انتخابية قوية في الهيئات الدولية القادرة على تعزيز مكانة الكرملين على الساحة الدولية، وبالنسبة للقادة الأفارقة، فإن تعميق العلاقات مع روسيا يمنحهم وسيلة لتعويض تراجع الاهتمام الأمريكي بالقارة ورفض مطالبها المتزايدة في مجال حقوق الإنسان.
ووفقًا للتقرير، فإن "الدعم العسكري والأمني الذي يقدمه الروس للدول الأفريقية يصاحبه في الواقع القليل من المطالب السياسية، وهو ما يتناقض بشكل حادٍ مع عقود من المساعدات الأوروبية أو الأمريكية، ففي 2014، على سبيل المثال، بعد أن رفضت الولايات المتحدة تقديم طائرات هليكوبتر قتالية للحكومة النيجيرية بسبب انخفاض استجابتها لقضايا حقوق الإنسان، لم تطرح روسيا أي أسئلة وباعت لنيجيريا 6 طائرات مروحية من طراز أم إي 35".