الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"

logo
العالم

بينها الهند والبرازيل.. كيف رسخت دول "بلا إرث استعماري" نفوذها في أفريقيا؟

الرئيسان الموزمبيقي دانيال تشابو والبرازيلي لولا دا سيلفاالمصدر: (أ ف ب)

يُثير نجاح دول ليس لها ماضٍ استعماري بتكريس نفوذ في إفريقيا تساؤلات حول دلالات، بشأن ذلك، خاصة في ظل الإخفاقات الأوروبية في المنطقة.

ورسّخت زيارة الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى موزمبيق مؤخرًا وتوقيعه عددًا من الاتفاقيات مع نظيره، دانيال تشابو، في مجالات عدة حضورًا تجاريًا واقتصاديًا كبيرًا للبرازيل في قارة تعاني من العديد من الأزمات الاقتصادية والأمنية والسياسية.

أما الهند فنجحت في ترسيخ الحضور على العديد من الجبهات على غرار المجال العسكري والاقتصادي والتجاري، وهو ما منحها نفوذًا كبيرًا بعيدًا عن التنافس التقليدي مع القوى الأخرى.

تأثير اقتصادي وتجاري

واضطرت دول أوروبية كثيرة، على غرار فرنسا، في السنوات الماضية إلى سحب قواتها العسكرية وبعثاتها الدبلوماسية من دول مثل النيجر ومالي وبوركينا فاسو إثر انقلابات عسكرية وغضب شعبي ضد الحضور الغربي، فيما نجحت نيودلهي وبرازيليا في تكريس حضورهما في المنطقة. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس البرازيلي لولا

كيف تحولت البرازيل لمنصة نفوذ صيني في نصف الكرة الغربي؟

واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، محمد تورشين، أن "هذه الدول لديها قوة عسكرية ونفوذ يضاهي نفوذ القوى الاستعمارية الأوروبية كفرنسا أو الولايات المتحدة، أو حتى روسيا والصين وبالتالي فإن الهند والبرازيل لهما تأثير في القارة الإفريقية خاصة في مجالات اقتصادية وتجارية".

وأضاف تورشين في حديث لـ"إرم نيوز" أن "هناك العديد من الاستثمارات البرازيلية والهندية في إفريقيا، وقضايا التنمية والاستقرار الاقتصادي في كلا البلدين يمكن أن تكون تجارب تستلهم منها الدول الإفريقية، وبالتالي لا أعتقد أن إفريقيا قادرة على الاعتماد على أطراف محددة، إذ على الأفارقة تنويع شراكاتهم على الساحة الدولية".

واستدرك: "لكن يجب تعزيز الشراكات أيضًا مع قوى عظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا، دون إهمال القوى الصاعدة مثل البرازيل والهند".

واستنتج تورشين أنه "لا يمكن للأفارقة استبدال سيد بسيد آخر لذلك يجب إيجاد شراكات متكافئة وفي مجالات متنوعة وعدم الاقتصار على الجانب العسكري"، وفق تعبيره.

أزمة ثقة

وتعددت في السنوات الأخيرة المناورات العسكرية بين دول أفريقية والهند وأيضًا الشراكات التجارية، فيما تراهن البرازيل على الاستثمارات المباشرة في دول مثل الموزمبيق.

وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في الشؤون الإفريقية، إبراهيم كوليبالي إن "نجاح البرازيل والهند في إقناع دول أفريقية بإبرام شراكات طويلة الأمد تمس قطاعات ومعادن ثمينة يعود إلى غياب الماضي الاستعماري نفسه، فالدول الأفريقية تنظر إليهما كشريك وليس كمستعمر وطرف يحاول الهيمنة".

وأضاف كوليبالي في حديث لـ"إرم نيوز" أن "هناك أزمة ثقة كبيرة بين الدول الأفريقية وفرنسا وبقية الدول الأوروبية، فبعد عقود من الاستغلال والتدخلات لم تَجنِ إفريقيا شيئًا من الاتفاقيات مع أوروبا" وفق تقديره. 

أخبار ذات علاقة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (يسار) ورئيس الجابون برايس أوليغي نغيما

نفوذ يتلاشى وصورة تهتز.. ما حدود قوة فرنسا في إفريقيا بعهد ماكرون؟

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC