"لوموند": صحفي سويدي في تركيا يواجه قضايا معقدة

ما زال الصحفي السويدي جوياكيم ميدين، الذي يعمل في صحيفة يسارية يواجه قضايا قانونية معقدة في تركيا بعد اعتقاله في إسطنبول يوم 27 مارس/ آذار الماضي. 

وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن ميدين خضع للمحاكمة في 30 أبريل/ نيسان الماضي، بتهمة "إهانة" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأصدرت المحكمة قرارًا بسجنه لمدة 11 شهرًا و20 يومًا مع وقف التنفيذ، موضحة أن هذا الحكم جاء بعد محاكمة سريعة شهدت مثوله عبر الفيديو.

بدورها، عبرت عائلة ميدين وزملاؤه عن ارتياحهم لانتهاء المرحلة الأولى من قضيته القانونية، لكنهم أكدوا أن مشكلاته لم تنتهِ بعد؛ فما زال الصحفي، يواجه محاكمة ثانية بتهم "الانتماء إلى منظمة إرهابية" و"الدعاية الإرهابية"، وهي تهم قد تعرضه للسجن لمدة تصل إلى 9 سنوات، بحسب "لوموند".

وتعود هذه التهم إلى مشاركته المزعومة في مظاهرة في ستوكهولم في يناير 2023، التي ربطتها السلطات التركية بحزب العمال الكردستاني (PKK)، وهي جماعة محظورة في تركيا.

ونفى ميدين تمامًا حضوره تلك المظاهرة، مؤكدًا أنه كان يعمل في ألمانيا في ذلك الوقت ولم يكن على علم بالحدث.

وحظيت المحاكمة باهتمام كبير من الصحفيين السويديين والدوليين، حيث سافر العديد منهم إلى أنقرة لمتابعة الجلسات، بجانب شخصيات بارزة مثل رؤساء جمعيات الصحافة السويدية وأعضاء في البرلمان السويدي. 

كما أدان يونس شيوستيد، الزعيم السابق لحزب اليسار والعضو الحالي في البرلمان الأوروبي، المحاكمة ووصفها بأنها "سياسية"، مؤكدًا أنه سيعمل على تحفيز البرلمان الأوروبي للضغط من أجل إطلاق سراح ميدين.

وعبّرت زوجة ميدين، الصحفية السويدية صوفي أكسلسون، الحامل في شهرها السابع، عن ارتياحها لانتهاء المرحلة الأولى من العملية القانونية، لكنها أعربت عن قلقها من أن يبقى زوجها رهن الاعتقال انتظارًا للمرحلة الثانية من المحاكمة.

رسميًّا، طمأنت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينغارد الرأي العام بأنها وفريقها يعملون بشكل مكثف من أجل تأمين عودة ميدين إلى السويد.

بدوره، أكد فريق الدفاع عن ميدين، بقيادة المحاميين فيسيل أوك وباتكان إركوت، أن التهم الموجهة له تستند إلى افتراضات خاطئة وتفسيرات مغلوطة. 

وعرضت المحكمة صورًا من احتجاج آخر في أغسطس 2023 مرتبط بمعارضة تركيا لانضمام السويد إلى حلف الناتو.

وأكد ميدين أن دوره كصحفي كان في تغطية الأحداث فقط، وأنه لم يكن يهدف إلى المشاركة في الأنشطة السياسية أو إهانة الرئيس التركي.