logo
العالم

من الذهب إلى "الكاش".. موسكو تغيّر قواعد اللعبة الأمنية في أفريقيا الوسطى

من الذهب إلى "الكاش".. موسكو تغيّر قواعد اللعبة الأمنية في أفريقيا الوسطى
ضباط روس من مجموعة فاغنرالمصدر: رويترز
03 سبتمبر 2025، 10:51 ص

تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى حاليًّا أحد أبرز فصول التحول في نفوذ روسيا الأمني بالقارة، إذ تسعى موسكو لنقل السيطرة من مجموعة فاغنر شبه العسكرية إلى فيلق أفريقيا التابع مباشرة لوزارة الدفاع الروسية، مع الدفع نقدًا بدلًا من الموارد الطبيعية.

تحول الإستراتيجية الروسية

تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من شراكة أمنية اعتمدت فيها حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى على فاغنر لحماية المسؤولين وضمان الطاعة المدنية، خاصة في أوقات التوتر السياسي والاجتماعي. 

على سبيل المثال، قبل الاستفتاء الدستوري المثير للجدل عام 2023، أرسلت فاغنر مئات المقاتلين إلى العاصمة بانغي لقمع أي اضطرابات محتملة، كما ظل أفرادها منتشرين في المدينة لدعم الشرطة الوطنية.

مع تحول موسكو إلى فيلق أفريقيا، تسعى روسيا إلى إعادة ضبط عملياتها الأمنية لتكون أكثر خضوعًا للسيطرة المباشرة، مع تقليل المخاطر المباشرة، واعتماد إستراتيجية تدريب ودعم اللوجستيات للجيوش المحلية بدلًا من المشاركة في العمليات القتالية المباشرة، وهو نموذج أكثر تحفظًا مقارنة بفاغنر.

أسباب التحول

لعبت حادثة محاولة انقلاب يفغيني بريغوزين في يونيو 2023 دورًا حاسمًا في هذا التحول؛ بعد فشل الانقلاب ووفاة بريغوزين في أغسطس/آب 2023، أصبحت روسيا حذرة تجاه استقلالية فاغنر وقوتها؛ ما دفع موسكو إلى نقل المقاتلين إلى فيلق أفريقيا لتعزيز السيطرة المباشرة على العمليات الأمنية في القارة.

أخبار ذات علاقة

من مراسم الاتفاق

اتفاق سلام في أفريقيا الوسطى يثير احتجاجات ضد تشاد

ويتزامن هذا التحول أيضًا مع انسحاب فاغنر من مالي في يونيو 2024 بعد تعرّض قواتها لهجمات قاتلة، بما في ذلك كمين يوليو/تموز 2024 الذي أسفر عن مقتل 84 من مقاتليها؛ ما أعاد تأكيد الحاجة إلى إستراتيجية أكثر تحفظًا وأكثر خضوعًا للقيادة الروسية.

ورغم الضغط الروسي، تقاوم حكومة جمهورية أفريقيا الوسطى التحول، معتبرة أن فاغنر تمتلك علاقات قوية مع الضباط المحليين، وتتمتع بالخبرة والموارد اللازمة لضمان الأمن الفعّال.

كما تواجه الحكومة صعوبة في تحمل تكاليف تمركز فيلق أفريقيا، إذ تطلب روسيا دفع مبالغ نقدية ضخمة لتغطية تكاليف الدعم الأمني، بما يفوق قدرة الدولة الفقيرة.

هذه المقاومة تكتسب أهمية خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقبلة في ديسمبر/كانون الأول، والتي يسعى فيها الرئيس فوستين أركانج تواديرا للفوز بولاية ثالثة بعد تعديل الدستور لإلغاء تحديد الفترات الرئاسية. 

وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال ما إذا كانت روسيا ستتمكن من إجبار الحكومة على قبول التغيير أم أن جمهورية أفريقيا الوسطى ستحتفظ بعلاقاتها التقليدية مع فاغنر؟.

انعكاسات التحول على النفوذ الروسي

سواء نجحت روسيا في فرض فيلق أفريقيا أم لا، فإن هذه الخطوة تمثل امتدادًا لإعادة ضبط موسكو لإستراتيجياتها الأمنية في أفريقيا؛ بما يضمن السيطرة المباشرة وتقليل الاعتماد على مجموعات شبه مستقلة، مع المحافظة على حضورها في إحدى أكثر المناطق الأفريقية هشاشة وأهمية من الناحية الإستراتيجية.

أخبار ذات علاقة

مجموعة فاغنر يحمون الرئيس فوستين أركانغ تواديرا

رغم ضغوط الكرملين.. أفريقيا الوسطى تتمسك ببقاء فاغنر

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC