كشفت مصادر مطلعة في طهران، الأربعاء، أن البرلمان الإيراني فشل في التوصل إلى قرار نهائي بشأن الانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (NPT)، رغم تصاعد الجدل داخل الأوساط السياسية بشأن جدوى البقاء في الاتفاقية عقب تفعيل آلية الزناد الخاصة بالعقوبات الأممية.
وقالت المصادر لـ"إرم نيوز"، إنه "خلال اجتماع مشترك بين أعضاء لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان مع علي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، حيث جرى استعراض تداعيات ما وصفوه بـ "نقض التزامات الغرب في الملف النووي، لم يتوصل أعضاء اللجنة لاتفاق للانسحاب من هذه المعاهدة".
وأضافت المصادر أن "لاريجاني حذر من خطورة السياسات التصعيدية تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحديث عن الانسحاب من معاهدة (NPT)، وأن هذه الخطوات لن تعود بأي مكاسب سياسية أو دولية على إيران".
وأوضح لاريجاني بحسب المصادر البرلمانية أن الوكالة "مؤسسة فنية وتخصصية"، والتقابل معها "لا يجلب للجمهورية الإسلامية أي اعتبار دولي"، مضيفًا أن طهران، بصفتها عضوًا في معاهدة NPT، ملزمة بالاستمرار في التعاون مع الوكالة بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة، حتى في حال تعرّض منشآتها لهجمات عسكرية.
وقال لاريجاني إن الظروف الراهنة تتطلب من طهران اتباع سياسة التوازن وعدم الارتهان لروسيا والصين وحدهما، لافتًا إلى أن الاعتماد الكلي على محور واحد في السياسة الخارجية "خطأ إستراتيجي" لا يخدم مصالح البلاد.
ودعا لاريجاني إلى تجنّب تضخيم الادعاء بعدم تأثير العقوبات الغربية، محذراً من أن الأثر النفسي للعقوبات هو أحد أبرز عوامل التضخم وزيادة الضغط المعيشي على الإيرانيين.
وتابع، إن تجربة الاتفاق النووي عام 2015 لا يمكن تكرارها بالصيغة نفسها، نظرًا لاختلاف موازين القوى الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن السبيل الأمثل يكمن في التهدئة، والحفاظ على باب المفاوضات مفتوحًا، وتجنّب الصدام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جانبه، قال إبراهيم رضائي، المتحدث باسم اللجنة، إن النواب شددوا في الاجتماع على "ضرورة إعادة تعريف دور إيران في المنطقة والتعامل الحازم مع نكث العهود الغربية"، إلى جانب بحث ملفات أخرى تتعلق بأفغانستان، والإعلام، والوضع الاقتصادي والمعيشي في الداخل.
وأشار رضائي إلى أن بعض النواب أثاروا خيار الانسحاب من NPT كخطوة للضغط على الغرب، إلا أن غياب التوافق حالَ دون إصدار موقف موحّد.
وأضاف، أنه "في المقابل، شدد لاريجاني على أولوية الحفاظ على الوحدة الوطنية والانسجام الداخلي، مع تأكيد أهمية تعزيز التنسيق بين البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي في القضايا الإستراتيجية الحساسة".
بدوره، قال مهرداد لاهوتي، النائب في البرلمان الإيراني، إن بلاده تمتلك القدرة التقنية على التخصيب حتى مستوى 90%، مشددًا على أن إيران لا تسعى إلى تصنيع سلاح نووي.
وأضاف لاهوتي، في تصريحات نقلتها وكالة "إيسنا"، أن "بعض الشخصيات البارزة داخل البلاد تطرح مسألة بناء قنبلة نووية، إلا أن المرشد الأعلى اعتبر ذلك أمرًا محرّمًا من الناحية الشرعية، ومن واجبنا اتباع خط توجيهاته".
وأكد النائب أن الموقف الرسمي لإيران ثابت في هذا الصدد، مشددًا على أن البرنامج النووي الإيراني يظل في إطار الاستخدام السلمي.