اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
تواجه بولندا، في موقعها كجناح شرقي لحلف الناتو، حرباً روسية "هجينة"، إذ تشهد البلاد حوادث حرق متعمّد وأعمال تخريب، غالباً ما تكون قريبة من البنى التحتية الحيوية والعسكرية، وفق ما ذكر موقع "ناشيونال إنترست".
ويتزامن تصعيد موسكو في بولندا، بعد التطور الكبير الذي يشهده الملف الأوكراني، مع القمة المرتقبة للرئيسين، الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي، فلاديمير بوتين، والأنباء حول "صفقة" قد تنهي الحرب المستمرة منذ 2022.
ويشهد الجناح الشرقي لحلف الناتو اختباراً حاسماً في بولندا، فمع إنفاق دفاعي يبلغ حالياً 4.7% من الناتج المحلي الإجمالي، تعدُّ وارسو خط المواجهة الأوروبي في مواجهة التمدّد الروسي.
ووفق "ناشيونال إنترست"، تصاعدت في بولندا مؤخراً عمليات "التخريب"، إذ اندلعت حرائق بالفعل في وارسو وغدانسك وفروتسواف، إضافة إلى سيميانوفيتشي شلاسكي ومينسك مازوفيتسكي. ورغم أن المدينتين المذكورتين ليستا من أكبر المدن في البلاد، فإنهما تلعبان دوراً محورياً في قطاع الدفاع.
وتُشكّل هذه الهجمات أمثلة نموذجية على "الأعمال الهجينة"، التي لا تُهدّد البنية التحتية فحسب، بل تهدف أيضاً إلى بثّ الخوف في نفوس البولنديين العاديين واختبار صمود فرق الطوارئ وأجهزة الأمن البولندية، كما يضيف تقرير "ناشيونال إنترست".
ونشب حريق متعمد مؤخراً استهدف منطقة سكنية في مقاطعة زابكي بوارسو، والذي لم يكن له أيّ صلة بالسياسة العسكرية أو الخارجية البولندية، على العكس من ذلك، في 15 يوليو/تموز، أُلقيت زجاجة مولوتوف من الجانب الشرقي للحدود البولندية البيلاروسية على مجموعة من حرس الحدود البولنديين.
ولحسن الحظ، لم يُصَب أحدٌ بأذى في تلك الحادثة، لكن منطقة الحدود بعيدةٌ كل البعد عن الأمان.
كما قُتل جندي بولندي على يد مهاجر كان يحاول عبور الحديد، وبحسب "ناشيونال إنترست"، يُعدّ الترويج للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، عنصراً رئيساً آخر في برنامج الحرب الهجينة الروسي.
ويقول التقرير إنّ موسكو تُرحّب بالمهاجرين من دول الجنوب العالمي، خصوصاً الشرق الأوسط، وتحثّهم على العبور بشكل غير قانوني من بيلاروسيا إلى بولندا.
كما يلفت التقرير إلى أن للحرب الروسية الهجينة تداعيات اقتصادية كبيرة على بولندا، مشيراً إلى أن تخريب البنية التحتية، مثل ميناء غدانسك، وهو مركز حيوي للطاقة والتجارة، يُعطّل سلاسل التوريد، ويؤثر سلباً على دور بولندا كركيزة لوجستية لأوكرانيا.
ومع تحول تركيز الولايات المتحدة نحو النفوذ الصيني المتنامي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يُعدّ استقرار بولندا أمراً بالغ الأهمية لترسيخ الجناح الشرقي لحلف الناتو، ما يُتيح موارد لمسارح عمليات أخرى.
ويتطلب المضي قدماً إصلاحاً شاملاً لأجهزة الأمن البولندية، والاستثمار في حماية الحدود، وضمان حكومة فعّالة، منسجمة مع الرئيس الجديد، كارول ناوروكي. بالنسبة لبولندا وحلف الناتو والتحالف عبر الأطلسي، يرى التقرير أن المخاطر كبيرة، والحاجة إلى اتخاذ إجراء حاسم مُلِحّة.