logo
العالم

من غانا إلى غيانا.. صفقة بقيادة امرأة تعيد تشكيل سردية النفط في أفريقيا

بياتريس منساه-تايوي، رئيسة تنفيذية لشركة سيبيل إنرجيالمصدر: سيبيل إنرجي

حققت شركة سيبيلي إنرجي الغانية اختراقًا تاريخيًّا في قطاع الطاقة العالمي بعد فوزها بامتياز تنقيب بحري في غيانا، لتصبح أول شركة أفريقية، وأول شركة طاقة أفريقية تقودها امرأة، تدخل واحدة من أسرع مناطق النفط نموًّا في العالم. 

هذا الإنجاز لا يقتصر على كونه صفقة تجارية، بل يمثل تحولًا رمزيًّا في سردية الدور الأفريقي داخل صناعة النفط الدولية التي طالما هيمنت عليها الشركات الغربية العملاقة، بحسب موقع "أفريقيا ريبورت".

تؤكد المؤسسة والرئيسة التنفيذية للشركة، بياتريس منساه-تايوي، أن دخول سيبيلي إلى غيانا لا يتعلق بالمجاملة أو الرمزية، بل بإثبات قدرة الشركات الأفريقية على المنافسة في بيئات تنظيمية صارمة وعلى أساس الجدارة وحدها. 

وتقول: "هدفنا أن نكون شركة تتسم بالكفاءة والمرونة، تحترم البيئة، وتفي بالتزاماتها أينما عملت".

صفقة استراتيجية تعزز تنويع اللاعبين في غيانا

في 10 ديسمبر، وقّعت سيبيلي اتفاقية تقاسم إنتاج مع حكومة غيانا بخصوص القطاع البحري الضحل S7، الذي يمتد على مساحة تقارب 2000 كيلومتر مربع. 

أخبار ذات علاقة

ناقلة النفط الفنزويلية "سكيبر" المحتجزة في 10 ديسمبر.

الاقتصاد الفنزويلي في خطر.. الإجراءات الأمريكية تضرب صادرات النفط الحيوية

وتشير التقديرات الفنية الأولية إلى احتمال احتواء المنطقة على ما يصل إلى 400 مليون برميل من النفط القابل للاستخراج، رهنًا بمراحل الاستكشاف والتقييم اللاحقة.

دفعت الشركة مكافأة توقيع بقيمة 17 مليون دولار، ووافقت على الشروط المالية القياسية المعتمدة في نموذج اتفاقية تقاسم الإنتاج المحدث في غيانا، بما يشمل إتاوة بنسبة 10%، وضريبة شركات بنسبة 10%، وسقفًا لاسترداد التكاليف يبلغ 65%. 

وتأتي هذه الصفقة ضمن أول جولة تراخيص تنافسية أطلقتها غيانا عام 2022، في خطوة تهدف إلى تنويع قاعدة الشركات العاملة في قطاع النفط، وتقليص الاعتماد الحصري على عمالقة الطاقة العالميين.

بالنسبة لغيانا، التي تحولت خلال سنوات قليلة إلى واحدة من أبرز الدول المنتجة للنفط عالميًا، تمثل الصفقة توسيعًا لنطاق الشراكات الدولية. 

أما بالنسبة لسيبيلي، فهي قفزة نوعية تضع شركة أفريقية مستقلة في أمريكا الجنوبية ومنطقة البحر الكاريبي للمرة الأولى.

اختبار الأنظمة الصارمة

ترفض منساه-تايوي التصورات التي تفترض أن بيئة الأعمال في غيانا أقل صرامة بحكم طابعها الكاريبي، مؤكدة أن التجربة على الأرض عكس ذلك تمامًا. 

وتقول: "لا أرى أن غيانا دولة متساهلة. وزارة الموارد الطبيعية هناك من أكثر الجهات كفاءة ودراية بالأعمال التي تعاملت معها".

أخبار ذات علاقة

نيكولاس مادورو

هل تنجح خطة مادورو في تصدير النفط الفنزويلي إلى الصين؟

وتشدد على أن النجاح في هذه البيئات يتطلب احترام القواعد والالتزام الكامل بالمتطلبات التنظيمية، دون انتظار أي استثناءات. 

وتضيف: "مارس أعمالك بالطريقة نفسها التي تمارسها في أي مكان في العالم. إذا كانت هناك وثائق مطلوبة، قدمها كاملة. الجدارة هي الأساس".

وتخطط سيبيلي لبدء أنشطة الاستكشاف بحلول نهاية عام 2026، بعد استكمال الموافقات التنظيمية والدراسات البيئية والتقنية، في مسار يعكس التزام الشركة بالمعايير الدولية للحوكمة والاستدامة.

إعادة رسم الطموح الأفريقي في الطاقة العالمية

بالنسبة لمنساه-تايوي، تتجاوز صفقة غيانا الحسابات الجيولوجية لتلامس البعد الذهني والنفسي لدور أفريقيا في الاقتصاد العالمي؛ ففي قطاع لا تزال مشاركة الشركات الأفريقية فيه محدودة خارج القارة، ترى أن نجاح سيبيلي يقدم نموذجًا مضادًا للسرديات التقليدية.

وتقول: "أنا دليل على أن الشركات التي تقودها النساء يمكن أن تنجح، وأن الشركات الأفريقية قادرة على المنافسة عالميًّا، بشرط الالتزام بأعلى مستويات المساءلة". 

وتؤكد أن هذه المساءلة شرط أساسي للوصول المستدام إلى التمويل الدولي والشراكات العابرة للحدود.

ومع استمرار طفرة النفط في غيانا في إعادة تشكيل خرائط الطاقة العالمية، يضع دخول سيبيلي شركة أفريقية، بقيادة امرأة، في قلب واحدة من أكثر الساحات تنافسية في الصناعة، في رسالة تتجاوز الصفقة نفسها، لتعلن بداية فصل جديد من الطموح الأفريقي على المسرح العالمي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC