يتوقع تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية أن تمضي الحرب في غزة إلى مدى غير محدد، مع تخلص رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ما أسمته "القيود الدبلوماسية" التي كانت ربّما تعيقه عن البدء بعملية اجتياح القطاع.
وتعد "التايمز" أن مرور الهجوم الإسرائيلي على قطر الأسبوع الماضي "من دون عقاب أمريكي"، أوجد لنتنياهو مسافة للهروب إلى الأمام باجتياح غزة "متملّصًا من القيود الدبلوماسية" التي كان من المفترض أن تعيقه، فيما يبدو أنه ينجح بفعل دعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الخروج "من أضيق المآزق".
وفي الأسبوع الماضي، بدا وكأن الأمور قد انتهت، إذ كان يمكن أن تكون الغارة الإسرائيلية على عناصر من حماس في قطر، بداية حقبة من العزلة لإسرائيل، وكان الأمر كذلك لفترة، قبل أن تستقبل تل أبيب وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، انتهت بـ "جولة ودية" في المدينة.
لم يوجّه روبيو انتقاده الأبرز إلى نتنياهو، بل إلى الدول الأوروبية التي تخطط للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، وخلص الوزير الأمريكي إلى القول إن "تأثير ذلك الوحيد هو تعزيز جرأة حماس"، فابتسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ابتسامة عريضة.
وترى "التايمز" أن زيارة روبيو إلى تل أبيب أكدت أن محور ترامب ونتنياهو لا يزال قائمًا، ما يعني "عدم جدوى الحديث عن عزل إسرائيل".
ويوم أمس الثلاثاء، دخلت الدبابات الإسرائيلية مدينة غزة، وفيما يُقدّر الجيش أن الأمر سيستغرق حتى نهاية العام الجاري، لاحتلال المدينة وتدمير البنية التحتية لحماس، فإن خبراء يتوقعون أن المدى أبعد من ذلك بكثير.
ويستند توقع تقرير "التايمز" إلى أن المدى المفتوح للعملية العسكرية الإسرائيلي في غزة، مدعوم بإسناد من ترامب، الذي أطلق رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي يحذر فيها حماس من استخدام الرهائن كدروع بشرية، ليبدو أن نتنياهو فسر ذلك على أنه إشارة إلى أن الرئيس الأمريكي سيبقى في المعركة حتى عام 2026.
ويُقارن الصحفي الإسرائيلي، أميت سيغال، بين وضع نتنياهو قبل عام والآن، حين حُذِّرت إسرائيل من خوض حرب مع حزب الله، ويكتب: "بدت تل أبيب كشاحنة متهالكة دخلت شارعًا ذا اتجاه واحد عكس حركة المرور، كانت بمنزلة كيس ملاكمة في الشرق الأوسط".
لكن الآن بعد سلسلة من "الانتصارات الاستخباراتية"، تحولت إسرائيل إلى "بلطجي حيّ يحتاج إلى ضبط النفس"، ووفق سيغال فإن نتنياهو أدرك أن عليه "التحرك بسرعة وبشكل موثوق" إذا كان يريد التخلص من "السلاسل الدبلوماسية".