قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن الخلافات بين الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والرئيس دونالد ترامب تتفاقم، مشيرة إلى أن أبرز نقاط التوتر تتمثل في قانون الضرائب والإنفاق الحكومي.
وكان ترامب أعرب عن "استياء بالغ" من الانتقادات التي وجّهها إيلون ماسك لمشروع قانون الموازنة الضخم، مشيرا إلى أنه غير واثق من استمرار العلاقة الجيدة التي تربطه بحليفه المقرب، وفق "فرانس برس".
وقال ترامب للصحافيين في المكتب البيضاوي خلال استقباله المستشار الألماني فريدريش ميرتس: "إيلون وأنا جمعتنا علاقة رائعة. لا أعرف ما إذا ستبقى كذلك. لقد فوجئت" بالانتقادات التي وجّهها أغنى أغنياء العالم إلى مشروع الموازنة بعد أيام من مغادرته منصبه على رأس هيئة الكفاءة الحكومية في إدارة الرئيس الجمهوري.
بدوره، نسب إيلون ماسك "الفضل لنفسه" في وصول دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، معتبرا أنه كان سيخسر الانتخابات في 2024 لولا دعمه.
وكتب قطب التكنولوجيا على منصته "إكس": "من دوني، كان ترامب سيخسر الانتخابات. أي قلة وفاء هذه".
وذكرت "التايمز" في تقرير أن ترامب، الذي اعتاد أن تكون له الكلمة الفصل، يواجه تحديا من ماسك، الذي يتمتع بنفوذ مالي ضخم يجعله رقما صعبا حتى خارج أروقة السلطة.
وأضافت أن مغادرة ماسك موقعه الرسمي في الإدارة لم تضع حدا لتأثيره، بل كشفت حجم حضوره الذي لا يمكن تجاهله، حتى من قبل شخصيات نافذة في معسكر ترامب.
وأفادت الصحيفة بأن الخلافات المتصاعدة حول سياسة ترامب الاقتصادية مرشحة للتمدد نحو ملفات أكثر حساسية، مثل الهجرة، والذكاء الاصطناعي، وسلاسل التوريد، متوقعة أن يتحول ماسك إلى معارض فعّال داخل الدائرة الجمهورية، خاصة في ظل مخاوف من تأثيره في تمويل الحملات الانتخابية.
وفي هذا السياق، أشار التقرير إلى أن سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض، التي تتبنى شعار "لا دراما ولا مشاهير"، كانت من أكثر المتضايقين من تدخلات ماسك، لا سيما عندما تورط، حسب ما يُعتقد، في الغيبة والتكهنات المثيرة والخروج عن النص.
وعلى الرغم من أن العلاقة الشخصية بين ترامب وماسك ظلت إيجابية في العلن، فإن "التايمز" نقلت عن مصادر أن ترامب بدأ يشعر بالإحباط من صديقه القديم، سواء بسبب تراجعه عن وعود خفض الإنفاق بقيمة تريليوني دولار، أو بسبب انتقاداته العلنية المتكررة.
وتابعت الصحيفة أن تصريحات ماسك الغاضبة الأخيرة دفعت عددا من الجمهوريين إلى التعبير عن قلقهم إزاء مشروع القانون المعروض أمام مجلس الشيوخ، ما أجبر رئيس مجلس النواب مايك جونسون على تخصيص اجتماع مغلق صباح الأربعاء للرد على تلك الانتقادات.
وبحسب الصحيفة، فإن بعض الجمهوريين يسعون الآن إلى "استعادة ماسك"، مدركين أنه يمتلك قوة مالية وسياسية ضخمة يصعب تعويضها، إذ يدير ثروات تقدر بـ400 مليار دولار.
وأردفت الصحيفة أن الخلافات المقبلة قد تكون أشد وطأة، وعلى رأسها ملف الهجرة، إذ يدعم ماسك فتح مسارات خاصة لاستقطاب الموهوبين إلى الولايات المتحدة، في تعارض مع توجهات "ماغا" وبعض قرارات إدارة ترامب الأخيرة بحق الجامعات والتعليم العالي.
كما أشارت إلى التباين بين ماسك ونائب الرئيس جيه دي فانس حول الذكاء الاصطناعي، إذ يؤمن الأول بضرورة التنظيم، بينما يرى الثاني أن "السلامة" ليست أولوية في هذا المجال.
وفي ملف سلاسل التوريد، لفتت الصحيفة إلى أن استمرار ترامب بفرض الرسوم الجمركية قد يُعزز مخاوف ماسك، خاصة إذا تسبب ذلك باضطرابات أوسع.