في تصعيد غير مسبوق وخارج عن الإطار الدبلوماسي المعتاد، حذّر الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، من أن "لا أحد يمكنه ضمان بقاء كييف" إذا قررت أوكرانيا شن هجوم على موسكو خلال احتفالات يوم النصر في 9 مايو.
من جهته، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا أعلنت وقفًا لإطلاق النار من منتصف ليلة 7 مايو حتى 10 مايو؛ بهدف "اختبار جدية كييف" في البحث عن تسوية سلمية.
وأضاف أن مبادرات التهدئة، سواء في عيد الفصح أو خلال احتفالات النصر، تعكس "نية روسيا إنهاء الحرب عبر الدبلوماسية، إذا كان الطرف الآخر مستعدًا".
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اقتراح وقف إطلاق النار واصفًا إياه بـ"المسرحية"، مشددًا على أن روسيا تقتل حتى السابع من مايو وترتاح يومين لتعود وتقصف من جديد في 11 من الشهر نفسه. واعتبر أن وقفًا مؤقتًا للقتال لا يُقنع أوكرانيا، التي تطالب بوقف دائم لا يقل عن 30 يومًا.
وقال رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، إن التصريحات شديدة اللهجة بين البلدين تندرج ضمن الحرب النفسية، إذ إن الطرفين في المرحلة الحالية غير معنيين بالتصعيد، وأن كل طرف يقدم رؤيته بشأن الهدنة، وبالتالي فإن هذه التصريحات تُعد مجرد تبادل لرسائل تحذيرية.
وأضاف القليوبي لـ«إرم نيوز» أن هذه التصريحات تعد رسائل تحذيرية متبادلة؛ فلا المخابرات الأوكرانية ستنفذ هجومًا في وقت يتوافد فيه عشرات القادة الأجانب إلى روسيا، ولا موسكو ستشن ضربات مكثفة على كييف بعد أن أنكرت حق الدولة الأوكرانية في الوجود، وبدأت تركز أهدافها في المناطق الشرقية التي ضمتها إلى سيادتها بموجب الدستور الروسي في 2022، وهي المناطق التي لم يكن الغرب وأوكرانيا يعترفان بها.
ويرى أن عيد النصر وحضور القادة الأجانب، مثل الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو، يشكل دلالة إيجابية على أن روسيا لم تعد معزولة.
وأشار القليوبي إلى أن ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، هو من أدلى بهذا التصريح، وليس رئيسًا أو وزير دفاع، وبالتالي يُفهم تصريحه على أنه تحذيري فقط، وليس تعبيرًا عن موقف رسمي.
من جهته، قال نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن التصريح الذي صدر عن ديمتري ميدفيديف كان واضحًا، فقد قال حرفيًا: «لن يأتي يوم 10 مايو على أوكرانيا إذا هاجمت روسيا في يوم النصر».
وأوضح رشوان، في تصريحات خاصة لـ«إرم نيوز»، أنه لا يتصور أن يكون الرئيس الصيني أو الرئيس البيلاروسي أو غيرهما من القادة موجودين على منصة العرض العسكري في وقت تشن فيه أوكرانيا هجومًا على روسيا باستخدام الطائرات المسيرة.
وأضاف أن ديمتري ميدفيديف، عندما تولى رئاسة روسيا، كان الغرب يعتقد أنه رجل ليبرالي، لكنه الآن يبدو وكأنه يريد تعويض تلك الفترة والتبرؤ من ماضيه خلال فترة رئاسته، لذلك يطلق مثل هذه التصريحات المتطرفة، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن الجانب الأمريكي، حتى لو أرادت أوكرانيا الهجوم، لن يسمح لها بذلك على الإطلاق، مؤكدًا أن هذه المواقف مبالغ فيها، سواء من جانب روسيا أو من جانب زيلينسكي، وهي في النهاية مناورة سياسية بالدرجة الأولى.