تتزايد الحاجة إلى حلول ملاحية لا تعتمد على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بين جيوش العالم. ويعزى ذلك إلى الدروس المستفادة من القتال في أوكرانيا، وفقًا لتقرير نشره موقع "يسرائيل ديفينس" الإسرائيلي.
وقال التقرير، إن شركات أمريكية وأوروبية تكثف من نشاطاتها لتطوير حلول لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد دون الحاجة إلى نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وذلك لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها أقمار تحديد المواقع.
وفي صميم هذه الجهود، تبرز ما تعرف بـ "التوأمة الرقمية"، وهي نماذج افتراضية دقيقة ثلاثية الأبعاد للتضاريس تُحدّث باستمرار.
وعلق موقع يسرائيل ديفينس بالقول إنه في واقع تكون فيه قدرات تحديد المواقع المعتمدة على الأقمار الصناعية عرضة للتدخل أو التخريب، من المنطقي أن تصبح حلول تحديد المواقع المستقلة القائمة على رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد، أدوات أساسية في ساحة المعركة.
ومن المتوقع أن تُطلق شركة إيرباص للدفاع والفضاء الشهر المقبل مجموعة أقمار باسم CO3D الصناعية، التي ستوفر هذه القدرات.
ووفق التقرير، تُمثل هذه الخطوة نقلة نوعية في سوق كان يُعتبر في السابق متخصصًا، ولكنه يحظى الآن باهتمام متزايد.
وفي هذا السياق، تسعى شركة ماكسار الأمريكية، التي كانت تهيمن سابقًا على هذا المجال بمنتجها Precision3D، إلى استعادة هيمنتها، وفق التقرير الإسرائيلي.
وبحسب منشور على موقع "إنتليجنس أونلاين" الدولى، أطلقت شركة ماكسار مؤخرًا نظام رابتور، وهو حل لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد، مستقل عن نظام تحديد المواقع العالمي (GPS). ويعمل على تطوير قدرات جديدة لتحديد الأهداف بالتعاون مع شركة ساب السويدية.
وتسعى الشركة إلى تسويق هذا التطوير في دول حلف شمال الأطلسي (الناتو). وتتعاون الشركة مع شركة "أري لابس" الناشئة، التي تخطط لإطلاق أقمار صناعية رادارية في عام 2026، بهدف توسيع قدراتها في مجال التصوير ثلاثي الأبعاد.
كما أعلنت شركة بلاك سكاي الأمريكية عن مجموعة أقمار صناعية جديدة تُسمى آروس، ستغطي مساحات واسعة للغاية مع كل صورة؛ ما يُسهّل تحديث البيانات المستهدفة.
وفي ظل هذه التطورات التكنولوجية، يواجه سوق رسم الخرائط العسكرية الأمريكية تحديًا ماليًا كبيرًا، فقد أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن احتمال خفض ميزانية مكتب الاستطلاع الوطني (NRO) المخصصة لشراء صور الأقمار الصناعية من القطاع الخاص بنسبة 30%.
وقد يُلحق هذا الخفض ضررًا مباشرًا بالجهات الأمريكية الفاعلة في هذا المجال. ولذلك، قد يتسع نطاق التوجه الحالي نحو تعزيز جهود تصدير القطاع الخاص الأمريكي لهذه الصور.