رفضت السلطات الإسرائيلية التعليق على اتهامات المحكمة العسكرية اللبنانية، خلال الحكم بإدانة رجل مشتبه به بالتعاون مع مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.
وبحسب الحكم والاتهام، تواصل المحكوم عليه بإسرائيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المال، وتم القبض عليه في شقته للاشتباه في حيازة المخدرات، وخلال التحقيقات معه كُشفت معلومات عن تعاونه مع إسرائيل.
وحكمت المحكمة العسكرية اللبنانية على أحمد علي، من سكان بلدة عربصاليم في لبنان، بالسجن ثماني سنوات بعد إدانته بالتعاون مع مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية خلال حرب الشمال وخلال شهر أيلول/سبتمبر 2024.
وقالت معاريف إن حزب الله لا يزال في حالة صدمة، وهذا هو مصير من يتهرب من الولاء له، بعدما كُشف عن هذا العميل الإسرائيلي في الميليشيا اللبنانية، ووصفت القضية بأنها تكشف عن مدى بساطة اختراق إسرائيل لحزب الله، وفق الصحيفة.
وتم القبض على المشتبه به، لأول مرة، في الرابع من نوفمبر في فندق بمنطقة سيربيند للاشتباه في حيازة المخدرات، وكانت هذه بداية التحقيقات.
وكشف التحقيق اللبناني، وفقاً لما أشار إليه الإعلام العبري، أنه خلال المعارك أرسل خرائط وصوراً وإحداثيات لأهداف عسكرية إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وقد تم قصف بعضها بالفعل.
وبحسب لائحة الاتهام، اتصل المتهم بإسرائيل من خلال مجموعات على فيسبوك تحمل أسماء "أصدقاء ومحبي إسرائيل" و"إسرائيل الآن"، ثم تواصل مع مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية بشكل مباشر، وقدّم لهم بياناته الشخصية كاملة.
وقام شخص يُدعى "جون" بالتواصل معه أولاً عبر تطبيق "فيسبوك ماسنجر"، ثم حوّله إلى آخر يُدعى "مارك" على تطبيق "واتساب".
وتلقى المتهم تدريبًا مفصلاً في استخدام خرائط "غوغل" لاستخراج الإحداثيات وتصوير الأهداف، وقدّم ثلاثة مواقع عسكرية بالقرب من نهر الخابوش، إضافة إلى عناوين سكنية لعناصر في حزب الله داخل عربصاليم.
ووفق مجريات التحقيق اللبناني، أقر المتهم بأنه أراد استغلال الحرب لكسب المال، لكنه لم يتلقّ أي أجر من الإسرائيليين، حسب أقواله.
وقالت محاميته، فادية شديد، في دفاعها إن المعلومات التي قدمها لم تسفر عن إصابات بشرية، وإن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية "لم يكونوا راضين عن جودة المعلومات"، مضيفة أن موكلها كان يتصرف تحت تأثير المخدرات.
وتتزامن هذه القضية مع جدل مثار حول العملاء الإسرائيليين في لبنان، خصوصاً داخل ميليشيا حزب الله، التي فقدت قيادات نتيجة تسريبات داخلية، وفي مقدمتهم الأمين العام السابق حسن نصر الله، فضلاً عن أدوار العملاء في عملية "البيجر" التي حققت نصراً معنوياً واستراتيجياً غير تقليدي لإسرائيل.