الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض طائرتين مسيّرتيْن تم إطلاقهما من اليمن

logo
العالم

أنقرة في اختبار جديد.. الأكراد يشترطون "المواطنة" مقابل السلاح

أنقرة في اختبار جديد.. الأكراد يشترطون "المواطنة" مقابل السلاح
عناصر من حزب العمال الكردستانيالمصدر: (أ ف ب)
22 يوليو 2025، 9:34 ص

اتفق خبراء في الشؤون التركية على سيناريو واحد سيعمل من خلاله الأكراد مع تركيا في إتمام عملية السلام بين الطرفين، القائمة على إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح، وهو التعامل بطريقة "خطوة مقابل خطوة" مع أنقرة.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن الأكراد سيتمسكون بهذا السيناريو الذي يسير في إتمام خطوة من الأكراد بتسليم جانب من السلاح، يكون مقابلها قيام تركيا بإجراءات قانونية ودستورية رسمية تعطي حق "المواطنة" للأكراد مثلهم مثل الأتراك، حيث يكون التمسك بهذا السيناريو من الأكراد في ظل ما وُصف من جانب الخبراء بعدم وجود ثقة من "العمال الكردستاني" في أنقرة، خاصة أن وعود السلام والاندماج كان لها أكثر من مشهد سابق وفشلت لعدم إتمام السلطات التركية التزاماتها ووعودها.

أخبار ذات علاقة

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تركيا.. لجنة برلمانية لمناقشة نزع سلاح "العمال الكردستاني"

ولفتوا إلى أن من بين المظاهر المبدئية من أنقرة تجاه الأكراد في هذا الصدد، قصف تركيا لمناطق كردية مباشرة بعد العملية الرمزية لتسليم السلاح التي جرت مؤخراً بحرق مجموعة من الأسلحة، وفي الوقت نفسه، عدم الإفراج عن الزعيم الكردي عبد الله أوجلان من سجنه، كما كان متفقاً عليه ضمن خريطة الطريق الموضوعة مع أنقرة.

وألمح حزب العمال الكردستاني مؤخراً إلى التوقف عن نزع سلاحه والعودة إلى القتال ما لم تعتمد تركيا إصلاحات قانونية تؤمّن الحرية لزعيمه أوجلان وتنهي "التمييز ضد الأكراد"، حيث قال الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لـ"اتحاد مجتمعات كردستان"، جميل باييك، إنه لن يُكلَّف المزيد من مقاتلي الحزب بإلقاء أسلحتهم حتى تُجري تركيا إصلاحات قانونية لمعالجة التمييز ضد سكانها الأكراد.

وترى الباحثة السياسية المتخصصة في الشؤون التركية، الدكتورة هدى رزق، أنه ليست هناك ثقة بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة، لا سيما أنها ليست المرة الأولى التي يتم التوافق فيها بين الطرفين على الحوار ونتائج معينة، ويتم نقض هذه النتائج من قبل تركيا، محذّرة من أنه إذا لم تتخذ أنقرة أي إجراء بخصوص الإصلاحات القانونية، فستظهر جماعات أخرى وتستأنف القتال.

وأوضحت رزق لـ"إرم نيوز" أن أبرز السيناريوهات المتوقعة مرهونة بما تم الاتفاق عليه بين حزب العمال الكردستاني والأتراك وفق مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، في ظل وجود قلق وخوف يعزز عدم الثقة لدى الأكراد في تطبيق أنقرة لما تم الاتفاق عليه مؤخراً.

وأشارت إلى أن في صدارة ما تم الاتفاق عليه بين حزب العمال وأنقرة، ولم يتم تنفيذه من الأخيرة، إطلاق سراح زعيم الحزب عبد الله أوجلان أو على الأقل تغيير محبسه إلى مكان مناسب، وهو ما لم يحدث، حيث كان ذلك شرطاً أساسياً لقياس مدى جدية تركيا، لكن الأخيرة ترى في هذا الأمر تنازلاً كبيراً، خاصة القوميين الذين يرون أن أوجلان يتحمل مسؤولية هذا القتال الذي استمر 44 عاماً، لذلك جاء التردد في هذا الموضوع.

وأوضحت رزق أن مبدأ "خطوة مقابل خطوة" الذي سيتعامل به حزب العمال مع أنقرة، يعني أن عملية تسليم السلاح من جانب الحزب ستتم عبر مراحل تستمر وتتقدم في حال وجود خطوات إيجابية مماثلة من أنقرة، ومن بين ذلك إقرار الحقوق الكردية وبالتالي عدم التمييز بين الأكراد والأتراك، وأن ينص على ذلك في الدستور.

وتابعت أن هناك لجاناً تركية تعمل، لكن يبدو أنه كلما كان هناك تمهّل من جانب أنقرة، سادت أجواء غير إيجابية لدى حزب العمال الكردستاني، الذي يحتفظ بحق عدم تطبيق عملية نزع السلاح إذا لم تقم أنقرة بما هو مطلوب منها.

بدوره، يقول رئيس منظمة "كرد بلا حدود"، كادار بيري، إنه منذ اليوم الأول لهذا الطرح الخاص بعملية السلام، كان معلوماً أن إنجاز ذلك لن يكون إلا من خلال نهج أو سيناريو "خطوة مقابل خطوة"، وقد أصبح الأمر واضحاً الآن أمام المشككين في هذا النهج؛ لأنه الطريق الوحيد في ظل تجارب سابقة مع تركيا بالتراجع عن الوعود والالتزامات في محاولات لإبرام عمليات سلام سابقة.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

وأضاف بيري لـ"إرم نيوز"، أن البداية كانت بنداء من القائد أوجلان لإتمام المؤتمر العام للحزب، ثم عُقد المؤتمر وأُعلن فيه وقف الكفاح المسلح وحل الحزب، وبعدها، وبشكل رمزي، تم حرق الأسلحة، في إشارة إلى جدية الأكراد في السلام، وأنهم سيضعون السلاح جانباً من أجل سلام حقيقي.

وأكد أن الكرة الآن في ملعب الحكومة التركية، التي عليها تشكيل لجنة برلمانية تعمل بجدية من أجل تغيير الدستور التركي، أي "وضع النقاط على الحروف" فيما يتعلق بحقوق الكرد، لا سيما أن الدولة أُنشئت منذ أكثر من 100 عام أساساً من أجل الكرد والترك معاً، كما جاء في معاهدة سيفر.

وبيّن رئيس منظمة "كرد بلا حدود" أن الأزمة تكمن في عدم إتمام الجانب التركي لالتزاماته ووقف العنف ضد الأكراد بعد اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تبيّن مما جرى مؤخراً أنه بعد أن حرق الأكراد أسلحتهم في مشهد رمزي للمضي قدماً في عملية السلام، قامت تركيا بقصف مواقع لحزب العمال الكردستاني، ولم يكن هناك رد من الحزب.

وختم بيري قائلاً، إن المشكلة تكمن في الداخل التركي وأروقة السياسة بين الحزب الحاكم والمعارضة مع الدولة العميقة، لأنّه حين وُجد أن الأخيرة جادة في إيجاد حل للقضية الكردية داخل تركيا، كان هناك خداع وتراجع من الحزب الحاكم "العدالة والتنمية"، الذي فعل ذلك أكثر من مرة، وسط تساؤلات حول تكراره من زعيم الحزب، رجب طيب أردوغان، مجدداً.

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC