logo
العالم

هل بإمكان إيران صنع أسلحة نووية بعد ضربة الـ200 طن؟

هل بإمكان إيران صنع أسلحة نووية بعد ضربة الـ200 طن؟
الدمار الذي أعقب الضربات الأمريكية على منشأة أصفهانالمصدر: (أ ف ب)
23 يونيو 2025، 7:46 ص

تساءل تقرير لصحيفة التايمز البريطانية عما إذا كان لا يزال بإمكان  إيران صنع أسلحة نووية بعد القصف الأمريكي الأخير باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات، مشيرًا إلى أن طهران قد تمتلك في مكان ما يورانيوم مخصبًا يكفي لصناعة تسعة رؤوس حربية.

وقال التقرير إن القنابل الأربع عشرة من طراز GBU-57 "الخارقة للتحصينات"، التي أسقطتها قاذفات الشبح B-2 التابعة للبنتاغون على المنشآت النووية الإيرانية، أحدثت بلا شك دمارًا هائلًا؛ إذ بلغت حمولة القاذفات نحو 200 طن من الذخائر الثقيلة.

أخبار ذات علاقة

قوات من الجيش الإيراني

الجيش الإيراني لترامب: أنت بدأت الحرب ونحن سننهيها

وأضافت الصحيفة أن هذه القنابل، رغم قوتها، قد لا تكون قد دمرت بالكامل المواقع الثلاثة في نطنز وأصفهان وفوردو، كما زعم الرئيس دونالد ترامب. وفي حين أنها تسببت على الأرجح في "أضرار جسيمة" وفقًا لتقديرات البنتاغون الأكثر تحفظًا، فإن ذلك لا يعني أن البرنامج النووي الإيراني قد انتهى. فبصرف النظر عن أي شيء آخر، يُحتمل وجود شحنة قاتلة من المواد في مكان ما داخل إيران، محفوظة في مخزن آمن.

وأشارت إلى أن هذه المفاعلات تحتوي على أكثر من 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60%، وهي كمية كافية، مع بعض التخصيب الإضافي، لتصنيع حوالي تسعة رؤوس نووية.

ويعني هذا المستوى من التخصيب أن اليورانيوم يتكون بنسبة 60% من نظير اليورانيوم 235، وهو العنصر الأساسي المستخدم في صنع القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما عام 1945.

وأوضحت الصحيفة أن اليورانيوم، في حالته الخام، يتكون من نحو 1% من نظير U-235 و99% من U-238، أما اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، فيتطلب أن تكون نسبة U-235 فيه 90%.

وللانتقال من حالته الطبيعية إلى الشكل المستخدم في الأسلحة، تُحوّل آلة  -من النوع المستخدم في منشأة أصفهان- اليورانيوم إلى غاز سادس فلوريد اليورانيوم، الذي يُنقل لاحقًا إلى إحدى منشآت التخصيب، سواء في نطنز أم فوردو.

وهناك، يُمرر الغاز عبر صفوف من أجهزة الطرد المركزي التي تدور مئات المرات في الثانية، ما يدفع النظير الأثقل (U-238) إلى الخارج، ويُبقي على الغاز المخصب بنسبة أكبر من U-235.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين والأمريكيين يأملون في أن تكون القنابل الخارقة للتحصينات — 12 منها أُلقيت على فوردو (حيث تقع غرف الطرد المركزي على عمق 90 مترًا تحت الأرض)، واثنتان على نطنز (الأقل عمقًا) — قد دمرت بالفعل هذه الأجهزة الحساسة.

وأشارت إلى أن أجهزة الطرد المركزي بطبيعتها حساسة جدًا، ما يعني أن الضربات الإسرائيلية السابقة الأقل شدة على نطنز ربما كانت كافية لتعطيل استخدامها.

هل نجحت المهمة الأمريكية؟

أوضحت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية لموقع فوردو بعد القصف تُظهر بعض الثقوب في الجبل الذي يعلوه، ما قد يشير إلى وقوع أضرار. ويبقى احتمال أن القنابل لم تخترق الغرفة المحصنة، لكنها تسببت في انهيار جزئي يُحدث التأثير المطلوب.

أما في أصفهان، فيُعتقد أن وحدة تحويل اليورانيوم إلى سادس فلوريد اليورانيوم، إضافة إلى المصنع المنفصل الذي يُعيد تحويل الغاز المخصب إلى معدن يمكن استخدامه في تصنيع رأس حربي، كانا هدفين أسهل نسبيًا.

وأردفت الصحيفة بأن التساؤل الأكثر أهمية الآن هو: هل تمتلك إيران المزيد من أجهزة الطرد المركزي المخزنة في أماكن أخرى، ما قد يسمح لها باستئناف البرنامج بسرعة؟ هذا السؤال يظل محوريًا في النقاش الجاري.

ورأت الصحيفة أن إيران لا تزال تملك خيار التصعيد العسكري أو التهدئة، في محاولة لإظهار أنها لم تفقد قدرتها العسكرية ولا استعدادها للمواجهة، حتى وإن كانت المخاطرة بمواجهة شاملة مع الولايات المتحدة مرتفعة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC