رأى خبيران أن إرسال أستراليا دبابات "أبرامز"، التي تعرف بـ"الوحش الجريح"، إلى أوكرانيا لن يغير موازين المعركة، مؤكدين أنه رغم ما تتمتع به هذه الدبابات من تقنيات متقدمة، إلا أن التجارب السابقة أظهرت هشاشتها أمام أنظمة الدفاع الروسية.
وشقت دبابات "أبرامز" الأمريكية، طريقها إلى الجبهة، لكن ليس عبر قرار من واشنطن هذه المرة، بل بقرار أسترالي يُثير تساؤلات تتجاوز الدعم اللوجستي، خاصة وأن أستراليا ليست عضوًا في حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأعلن التلفزيون الأسترالي، نقلاً عن وزير الدفاع ريتشارد مارلز، أن أكثر من نصف الدبابات "أبرامز" الـ49، التي تعهدت أستراليا العام الماضي بتسليمها إلى كييف قد وصلت بالفعل، فيما يُنتظر استكمال الشحنة خلال الأشهر المقبلة.
ورجّحا لـ"إرم نيوز"، أن تكون الدبابات "قديمة أو خارج الخدمة"، معتبرا أن الخطوة الأسترالية، تعكس سياسة غربية تقوم على التخلص من المعدات القديمة عبر ساحات الحرب، ضمن استراتيجية تستهدف استنزاف روسيا بدلاً من إنهاء الحرب.
وحذر الخبير العسكري العميد نضال زهوي، من المبالغة في الرهان على دبابات "أبرامز"، التي رغم تطورها التكنولوجي، لن تُحدث فرقاً في ميزان القوى الميداني لصالح كييف.
وأكد لـ"إرم نيوز"، أن "أبرامز" تندرج ضمن الجيل المتقدم للدبابات الغربية إلى جانب "ليوبارد" الألمانية و"لوكليرك" الفرنسية، إلا أن التجارب السابقة أظهرت هشاشتها أمام منظومة الدفاع الروسية، التي تمتلك صواريخ متقدمة قادرة على اختراق الدروع الحديثة، بل وتدمير أكثر من دبابة بضربة واحدة باستخدام رؤوس تفجيرية متسلسلة.
ورأى العميد زهوي أن مصير الدبابات لن يختلف عن نظيراتها، التي احترقت في الجبهة الأوكرانية، مرجحًا أن تكون بعض الدبابات، التي وافقت أستراليا على إرسالها قد تجاوزت عمر الخدمة، أو بها أعطال ميكانيكية، وتابع قائلاً: "ذاهبة لتحترق في الميدان"، على حد تعبيره.
وأوضح أن واشنطن لا تسمح بنقل أو تصدير هذه النوعية من الدبابات دون إذن مباشر منها، ما يشير إلى أن هناك تنسيقًا ضمنيًا يهدف إلى التخلص من المعدات القديمة بأقل تكلفة، حيث يُعد تدميرها في الحرب أقل كلفة من تخزينها أو إتلافها.
وأكد الخبير العسكري، أن الولايات المتحدة تدرك جيدًا أن أي قوة تواجه روسيا في حرب تقليدية، دون تدخل مباشر من الجيش الأمريكي، لا يمكنها الصمود طويلاً، حتى وإن كانت مدعومة من الناتو، مشدداً على أن "الجيش الروسي لا يُهزم في الحروب الكلاسيكية"، على حد تعبيره.
من جهته، أكد الدكتور سمير أيوب، المحلل السياسي المتخصص في الشأن الروسي، أن أستراليا، رغم عدم عضويتها في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، تُظهر عداءً صريحًا لموسكو، متماهية في ذلك مع السياسات الأمريكية والغربية منذ اندلاع الحرب.
وقال لـ"إرم نيوز"، إن إرسال "أبرامز" لا يمكن أن يتم دون موافقة أمريكية، ما يعكس تنسيقًا عسكريًا غربيًا يستهدف تطويق روسيا، مشددًا أن هذه الخطوة لن تُغيّر في واقع الميدان، نظراً لافتقار أوكرانيا لغطاء جوي يحمي المعدات الثقيلة من الهجمات الروسية.
وأضاف الدكتور أيوب أن إرسال الأسلحة يخدم، في جزء منه، أهدافاً اقتصادية للدول المانحة، التي تستغل الحرب للتخلص من معدات قديمة مقابل شراء نسخ أحدث من الولايات المتحدة ودول أوروبية.
وذكر أن الرد الروسي على تدفق الأسلحة كان عبر تصعيد عسكري متواصل، شمل ضرب البنية التحتية الأوكرانية ومواقع عسكرية حساسة، ما يُكبد كييف خسائر فادحة، قائلاً: "كل يوم تتأخر فيه أوكرانيا عن المسار السياسي، تخسر المزيد من القرى والمواقع لصالح روسيا".