قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة

logo
العالم

حرب الرسوم الجمركية تهدد "التحالف الهش" بين ميلوني وترامب

حرب الرسوم الجمركية تهدد "التحالف الهش" بين ميلوني وترامب
ترامب وميلوني في المكتب البيضاويالمصدر: رويترز
14 يوليو 2025، 2:55 م

حذر خبراء اقتصاديون وسياسيون أوروبيون من تكرار سيناريو "الحرب الجمركية" الذي خاضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين وأوروبا خلال ولايته الأولى.

وأوضحوا أن العلاقة بين ترامب ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لم تعد ميزة لإيطاليا، بل تحولت إلى عبء استراتيجي، تضع روما أمام معادلة صعبة. 

فرغم العلاقات الشخصية والأيديولوجية التي تجمع بين ميلوني وترامب، فإن إيطاليا تبدو الآن من بين أكثر الدول الأوروبية تعرضًا للخطر في حال اندلاع مواجهة تجارية مفتوحة مع الولايات المتحدة.

واعتبر الباحث السياسي الفرنسي المتخصص في تيارات اليمين الأوروبي، جان-إيف كامو، أن "علاقة جورجيا ميلوني بدونالد ترامب مبنية على تقارب أيديولوجي فقط، وليس على تحالف استراتيجي متين، وهو ما يجعله تحالفا هشا". 

وأوضح كامو، لـ"إرم نيوز"، أن "اليمين القومي الذي يمثله ترامب لا يؤمن فعليًا بمفهوم التحالفات طويلة الأمد، بل يخضع كل شيء لمعادلة الربح القومي، ما يجعل أي شريك، حتى وإن كان أيديولوجيًا متقاربًا، عرضة للتضحية إذا تعارضت مصالحه مع شعارات ترامب بمبدأ أمريكا أولاً".

وأضاف أن "ميلوني كانت تعتقد أنها في مأمن بسبب خطابها الشعبوي المشابه لترامب، لكن يبدو أنها ستكتشف قريبًا أن التقارب في الخطاب لا يُترجم بالضرورة إلى حماية من السياسات العدائية".

أخبار ذات علاقة

رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني

ميلوني تحذر من حرب تجارية بين دول الغرب بسبب رسوم ترامب

 علاقات شخصية  

وأضاف كامو أن جورجيا ميلوني تربطها بدونالد ترامب علاقة مميزة، فكلاهما يمثل تيارًا يمينيًا محافظًا شعبويًا، ويتشاركان رؤى متشابهة حول السيادة الوطنية، ومناهضة الهجرة، والتشكيك في المؤسسات الأوروبية.

وبين أن هذه العلاقة، التي عكستها زيارات رسمية ومواقف مشتركة، جعلت البعض يتصور أن ميلوني ستكون في مأمن من قرارات ترامب، غير أن الواقع يؤكد أن المصالح القومية الأمريكية تبقى الأولوية المطلقة في خطاب ترامب، حتى على حساب أقرب حلفائه.

من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي الفرنسي وكبير الباحثين السابقين في بنك "ناتيكسيس"، باتريك أرتوس، أن إيطاليا ستكون من أكثر الدول تضررًا إذا مضى ترامب قدمًا في فرض الرسوم الجمركية.

وقال أرتوس، لـ"إرم نيوز"، إن "الاقتصاد الإيطالي يعتمد بشكل كبير على التصدير، خصوصًا في القطاعات المتوسطة الحجم مثل الصناعات الغذائية والآلات والمفروشات، وهذه هي القطاعات التي قد تتلقى الضربة الأولى في حال فُرضت رسوم بنسبة 30%".

وأضاف أن "رهان ميلوني على علاقاتها الشخصية بدلًا من التفاوض الجماعي ضمن الاتحاد الأوروبي هو خيار اقتصادي محفوف بالمخاطر، فإيطاليا لا تملك القوة التفاوضية التي تمتلكها بروكسل في مواجهة واشنطن، وبالتالي فهي بحاجة للتحرك كجزء من الكتلة الأوروبية لا كطرف منفرد".

إيطاليا الهدف الأول

وأشر أرتوس إلى أن القلق يسود روما منذ أن لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على المنتجات القادمة من الاتحاد الأوروبي.

ولفت إلى أن هذه الخطوة، إن تم تنفيذها، قد تضرب بقوة الاقتصاد الإيطالي الذي يعتبر السوق الأمريكي أول وجهة لصادراته خارج الاتحاد الأوروبي، حيث صدّرت إيطاليا ما يقرب من 65 مليار يورو إلى الولايات المتحدة خلال العام الماضي وحده.

وقال إنه رغم محاولة ميلوني، في الأسابيع الماضية، الدفع نحو الحوار والانفتاح مع واشنطن لتجنب أي تصعيد، إلا أن المؤشرات القادمة من فريق ترامب توحي بأن التصعيد الجمركي قادم لا محالة، ما يعني أن القطاعات الصناعية والزراعية الإيطالية قد تكون على رأس قائمة المتضررين.

أخبار ذات علاقة

لقاء جورجيا ميلوني ودونالد ترامب

"هامسة ترامب".. هل تقود ميلوني جهود المصالحة بين واشنطن وأوروبا؟

 الصمت الإيطالي والتردد الأوروبي

وحتى الآن، لم يصدر عن ميلوني سوى تصريحات مقتضبة تؤكد حرصها على تفادي المواجهة الاقتصادية، فيما يرى خبراء أن موقفها يتسم بالتردد في التنسيق مع بروكسل، خشية أن تظهر في صورة "المتواطئة" مع الاتحاد الأوروبي ضد "صديقها" ترامب.

أما المفوضية الأوروبية فقد بدأت فعليًا إعداد لائحة مضادة من الرسوم الجمركية، قد تصل قيمتها إلى 21 مليار يورو ضد الواردات الأمريكية، كإجراء انتقامي محتمل. 

ومع ذلك، تحاول بعض العواصم الأوروبية، وفي مقدمتها روما وبرلين، تجنب الانجرار إلى صدام تجاري مفتوح، خشية تكرار سيناريو "الحرب الجمركية" الذي خاضه ترامب ضد الصين وأوروبا خلال ولايته الأولى.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC