ترامب يعلن أنه سيوجّه "خطابا إلى الأمة" الأربعاء
كشفت مصادر في البيت الأبيض، أن قرار عودة إدارة الرئيس دونالد ترامب مجددًا لإحياء جهودها للتسوية في أوكرانيا، جاء نتيجة جهود فريق الأمن القومي، الذي اختار في الشهرين الأخيرين العمل بعيدًا عن أي ضغوط سياسية وإعلامية.
وأضافت المصادر، في حديثها لـ"إرم نيوز"، أن فريق الأمن القومي ترك المجال للرئيس ترامب التركيز على ملفات داخلية وأخرى خارجية، خاصة خلال أزمة الإغلاق الحكومي، التي شكلت إزعاجًا كبيرًا للبيت الأبيض، وجعلت من التركيز على الأزمة الداخلية أولوية على أجندة فريق الرئيس.
وأوضحت أن فريق الأمن القومي خاض سلسلة اتصالات مكثفة مع الشركاء الأوروبيين؛ لأن المحاولات السابقة اصطدمت دائمًا بخلافات في التوجهات الأمريكية - الأوروبية، وهو ما عقّد التقدم في أي مساع للتسوية هناك.
ولفتت إلى أن خيار فريق الرئيس ترامب هذه المرة كان من خلال التركيز بالدرجة الأولى على تقريب وجهات النظر الأمريكية - الأوروبية، ومن ثم إطلاق سلسلة الاتصالات لاحقًا مع الجانبين الأوكراني والروسي.
أما على مستوى المقترحات الأمريكية المقدمة للتسوية، تقول المصادر إنها نتيجة العمل الذي قام به فريق الرئيس منذ انتخابه العام الماضي، ونقاشات لم تتوقف مع الجانبين الأوروبي والأوكراني، وكذلك سلسلة الاتصالات العلنية وغير العلنية التي كانت مع المسؤولين والفنيين الروس.
وبحسب مصادر "إرم نيوز"، فإن المقترحات الأمريكية قابلة للتحديث والتطوير بحسب الاتصالات المباشرة مع أطراف الأزمة الأوروبيين والروس والأوكرانيين.
أما بشأن لقاءات محتملة بين الرؤساء الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، أو الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن ذلك يتوقف على نوع التقدم الذي يمكن أن يتحقق في سلسلة المساعي الحالية، وفق المصادر.
وأكدت أن فريق البيت الأبيض اختار الانحياز إلى استراتيجية مختلفة هذه المرة، تقوم على الاتصالات على مستوى المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين قبل بحث إمكانية اللقاء على مستوى الرؤساء.
ولفتت المصادر إلى تقييم في محيط الرئيس بأن اللقاءات السابقة التي عقدت مع الرئيس الأوكراني كانت محدودة النتائج من وجهة نظر البيت الأبيض، وكذلك قمة ألاسكا بين الرئيسين ترامب وبوتين.
وقالت المصادر إن فريق الأمن القومي يرى أن للاتصالات الأقل مستوى قدرة على تحقيق تقدم في المفاوضات، وكذلك توقع نتائج أفضل من القمم المحتملة بين الرئيس ترامب ونظيريه الأوكراني والروسي.
وهناك رؤية أمريكية، تقول المصادر إن ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو يتمسكان بها، وهي أن تجميد الوضع القائم على الأرض يمكن أن يشكل مدخلًا جيدًا لمسار تفاوضي، وكذلك نزع المخاوف الأمنية لدى الجانبين الروسي والأوكراني، لكن رؤية ترامب تقوم دائمًا على حاجة الطرفين إلى تقديم تنازلات لتحقيق السلام وإنهاء الحرب المدمرة لهما.
وأكدت المصادر وجود شعور أفضل هذه المرة بين أعضاء فريق الأمن القومي في البيت الأبيض، لكن هناك كذلك إدراك بأن حجم التشكيك بين الجانبين الروسي والأوكراني يجعل المساعي الأمريكية عُرضة لجميع الاحتمالات، حتى وإن ظهرت ملامح إيجابية هذه المرة أكثر مما كان عليه الوضع في المرات السابقة.